اجتمع أمس أعضاء جبهة الإبداع والممثلين عن النقابات الفنية الثلاث بنادي نقابة الممثلين؛ لبحث اللجنة التأسيسية للدستور؛ وشددوا على لجوئهم للقضاء في حال عدم مشاركتهم في اللجنة والطعن بعدم صحة تأسيسها؛ وقد استمر الاجتماع ثلاث ساعات متواصلة لبحث الأسس والمعايير الخاصة باللجنة التأسيسية للدستور. وأشار الكاتب محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر إلى أن جبهة الإبداع وكافة أعضائها والنقابات التي تضامنت معها تهتم بقضية الدستور باعتبارهم أهم المعارك السياسية؛ لأنه سيُحدد مستقبل مصر لمدة 50 عاما قادمة, لتضمنه مواد الإبداع والحريات في الدستور الجديد. كما أكد سلماوي أن اللجنة التأسيسية للدستور معيبة, وتتشابه مع التشكيل القديم الذي أبطلته المحكمة, والذي رفض فكرة سيطرة أعضاء البرلمان علي كتابة الدستور, مشيراً إلي أن أعضاء البرلمان تحايلوا علي الحكم بتغيير صفة المشاركين, فبدلاً من أن يكونوا برلمانيين تابعين لحزب الحرية والعدالة شاركوا بانتمائهم للحزب بنفس الأعضاء, وهو ما يعد عوار يجب تجنبه. وقال الكاتب علاء الأسواني إن حزب الحرية والعدالة يعيد المشهد مرة أخرى ولكن بإخراج جديد ؛ فالمضمون واحد ولكن التغير في الشكل فقط, خاصة وأنه لم يحدث في تاريخ وضع الدساتير انفردت الأحزاب بتشكيل اللجان التأسيسية للدستور؛ حيث تتم إما بالانتخاب أو التوافق بنسبة كبيرة بين طوائف المجتمع . كما أكد الأسواني إلي أن تيار الإسلام السياسي يريد الإستئثار بأغلبية اللجنة التأسيسية؛ فهم يرون أن لهم الحق في كتابة الدستور رغم أن الدستور يجب أن يُعبر أولاً عن الأقليات ومن لا يستطيع البرلمان التعبير عنهم, لأنهم سيشكلون دستور متوافق لآرائهم فقط ولا يعبر عن كافة الأطياف المصرية. كما أشار إلى أنه تم ترضية بعض الأحزاب المدنية ببعض المقاعد خاصة؛ وأن نسبة تيار الإسلام السياسي ستتجاوز نسبة الأغلبية بكثير, فهو يستحوذ علي 50 % ويستطيع أن يحصل علي 20 % أخري من الشخصيات العامة والنقابات التي سيطر عليها؛ وهو ما يدل عن أن الأمر برمته مسرحية هزلية لدستور مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين. وأعرب علاء الأسوانى عن اندهاشه من عدم الاستعانة بأساتذة القانون الدستوري مثل الفقيه الدستوري إبراهيم درويش الذي قام بكتابة العديد من دساتير العالم وليس مصر فقط بالإضافة إلي ترك الأمور غير محددة في اللجنة التأسيسية للدستور مثل بند شباب الثورة . وتسائل علاء قائلاً : "هل تقصد اللجنة التأسيسية أن شباب الثورة هم شباب الإخوان؟, أم من هم؟ ولماذا تم اختيار النقابات التي فاز بعضويتها أعضاء جماعة الإخوان وتم تجاهل النقابات التي فشلوا في الاستحواذ عليها؟". وأوضح الإعلامي حمدي قنديل أن اجتماع النقابات المهنية والفنية ليس بحثاً عن مقعد في الجمعية التأسيسية؛ لأنهم في الأساس يرغبون ككتاب وفنانين ومثقفين ومبدعين في تقديم مهمتهم والدفاع عن حريات الفكر والتعبير والإعلام والحريات, والتي نصت عليها مواثيق حقوق الإنسان العالمية. وأضاف قنديل أن ما يحدث ليس سوى حلقة جديدة للهجوم علي الحريات من البرلمان, قاموا بإخراجها اليوم بعد حشد مشاهد التوتر مشهد بعد الآخر, بداية من محاكمة مبارك مروراً بجلسة المحكمة الدستورية التي ستفصل في قضيتين هامتين, هما حل مجلس الشعب وقانون العزل قبل أن يتم غلق الستار في المشهد الختامي بالانتخاب بين "مصيبتين" أحدهما مرشح الاستبداد العسكري والآخر يمثل الاستبداد الديني. وشدد قنديل على أن جبهة الإبداع والمثقفين ضد سيطرة أي تيار مهما كان مسماه علي كافة مقدرات الأمور في مصر مطالباً بتأسيس جمعية للدستور تمثل كافة التيارات والفكر الموجود داخل المجتمع المصري وليس تيار الإسلام السياسي فقط. وفي ختام المؤتمر قام المخرج خالد يوسف بقراءة بيان جبهة الإبداع الذي سبق وأن قمنا بنشره.