أكد مفوض الأممالمتحدة لشئون اللاجئين أنطونيو جوتيريس أن محنة اللاجئين الفلسطينيين حاليا تواجه موقفا صعبا بسبب تزايد صعوبة التوصل إلى حل لمشكلتهم . وحذر مفوض الأممالمتحدة لشئون اللاجئين - فى مؤتمر صحفى عقده اليوم بمقر الأممالمتحدة بمناسبة إطلاق تقرير " حالة اللاجئين فى العالم " الذى تصدره المفوضية كل خمس سنوات - من أن العالم سيشهد على مدار السنوات العشر المقبلة ارتفاعا مضطردا فى أعداد المشردين نتيجة لعوامل مختلفة مثل الصراعات والكوارث الطبيعية وتغير المناخ. وقال جوتيريس إن هناك حاجة إلى التضامن الدولى لمعالجة هذه القضية ، موضحا أن النزوح العالمى هو مشكلة دولية بطبيعتها، وعلى هذا النحو لا بد من التوصل إلى حلول دولية ، وهو ما يعنى بالأساس التوصل لحلول سياسية . وأشار إلى أن هناك حاليا 43 مليون شخص اضطروا إلى الفرار من ديارهم نتيجة لعدد من الأسباب تشمل الصراعات المسلحة،والتغير المناخى ، والنمو السكانى والتوسع العمرانى وانعدام الأمن الغذائى، وندرة المياه والتنافس على الموارد ، حيث يعيش 80\% من الثلاثة وأربعين مليون لاجىء فى الدول النامية . كما أشار جوتيريس إلى ثلاث أزمات حادة فى الوقت الراهن، وهى الأزمة السورية، والأزمة بين السودان وجنوب السودان، وأزمة مالى ، إضافة إلى تدفق اللاجئين من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى رواندا وأوغندا. وحذر أنطونيو جوتيريس من تضاؤل وانكماش آليات العمل الإنسانى للمساعدة فى مواجهة تزايد أعداد المشردين، موضحا أنه مع زيادة المشكلة فى حجمها، وفى عمق معاناة المواطنين، فإن مساحة العمل الإنسانى تتضاءل، وتصبح القدرة على توفير الحماية والمساعدة لهم أكثر صعوبة. ولفت الى أن العاملين فى المجال الإنسانى يواجهون مصاعب فى تأدية مهامهم الإنسانية ، مما يجعل مساعدة المهجرين أكثر كلفة وخطورة، خاصة فى دول مثل الصومال وأفغانستان واليمن، أو العراق، حيث الحصول على المساعدة إلى السكان المشردين داخليا يعنى العمل فى البيئات التى يصعب الوصول إليها. وشدد جوتيريس على أن التنمية وإعادة التوطين للاجئين سياسات يمكن أن تساعدهم على الاندماج محليا، ولكن هناك حاجة إلى وجود الإرادة السياسية خاصة فى الدول المتقدمة مع ضرورة تعزيز قيم التسامح ومحاربة مظاهر كراهية الأجانب .