تستعد الأسر الفلسطينية فى قطاع غزة لاستقبال عيد الفطر المبارك رغم الحصار الإسرائيلى الخانق وإغلاق المعابر والأنفاق الحدودية التى تضخ البضائع لأهالى القطاع. وتشهد الأسواق والمحال التجارية فى قطاع غزة وأبرزها سوق شارع الرمال والشيخ رضوان والشجاعية وعمر المختار حركة نشطة وزحاما كبيرا من الغزيين، وامتلأت بمستلزمات العيد من الملابس والأحذية والحلوى والمأكولات وتزينت الشوارع الرئيسية والفرعية فى القطاع بمظاهر العيد. ويستعد التجار وأصحاب المحال فى القطاع لاستقبال العيد من خلال عرض أصناف جديدة من مختلف المنتجات بأسعار تتناسب مع أوضاع المواطن العادى. وفى جولة لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بشارع الرمال بوسط مدينة غزة الذى يعج بالمتسوقين التقى "أبو محمود" (صاحب متجر للمواد الغذائية) الذى يقول "مع قدوم العيد، هناك حركة وإقبال من المواطنين الذين يتسوقون ويشترون مستلزمات العيد لكنها ليست على المستوى المأمول فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها القطاع". ويشتد الزحام على محلات الملابس التى يتم استيرادها من عدة دول على رأسها الصين وتركيا عبر معبر "كرم أبو سالم"، كما تعد الأنفاق مصدرا ثانيا للملابس التى تأتى من مصر. ويقول أحمد حلمى (بائع) أن "تزايد الإقبال يعود إلى صرف الرواتب من قبل السلطة الفلسطينية اعتبارا من يوم السبت الماضى وإقدام حكومة حماس على صرف سلفة ألف شيكل لمن تقل رواتبهم عن 2200 شيكل من موظفى القطاع". وحول حركة البيع، تمنى أحمد أن تكون السنة كلها رمضان لتزايد الإقبال على الشراء خصوصا من الأسر التى تفضل شراء ملابس جديدة للأطفال قبل أى شيء حتى لا يحرموهم من فرحة العيد، ثم تأتى فى المرتبة الثانية الملابس النسائية.. ويضيف أن المعروض من الملابس يرضى جميع الأذواق ويراعى الفروق الاقتصادية بين المواطنين، حيث تتوفر الملابس بأسعار رخيصة ومتوسطة وعالية. أما خالد الحايك (صاحب محل لبيع الملابس التركية)، فيقول أن "الملابس المستوردة تأتى من الخارج عبر معبر كرم أبو سالم وهو المنفذ الوحيد لإدخال البضائع إلى القطاع"، معتبرا أن إغلاق الأنفاق جاء فى وقت حرج لتزامنه مع شهر رمضان وعيد الفطر وسيليه موسم بدء العام الدراسى. ويضيف الحايك أن "الإقبال ليس كبيرا على متجره مقارنة بباقى المتاجر فى هذا التوقيت كونه متخصصا فى بيع الملابس التركية وهى أغلى نسبيا من باقى أنواع الملابس وهو ما يجعل له زبونا من نوع خاص يقبل على الشراء طوال أيام رمضان وليس مع قدوم العيد فقط". ويعد الكعك من أهم مظاهر الاحتفال بالعيد ويتقدم موائد الفلسطينيين فى أول أيام عيد الفطر، ورغم أنه يباع جاهزا إلا أن بعض الأسر تبدأ فى تحضيره والإعداد له خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان ليزين الموائد العائلية فى العيد. يقول محمد أحمد (صاحب محل) "رغم أن الكعك بأنواعه المختلفة متوافر طوال العام إلا أن الإقبال على شرائه يكون بشكل أكبر خلال العشر الأواخر من رمضان لأنه "موسم". وتفرض سلطات الاحتلال الإسرائيلى حصارا خانقا على قطاع غزة منذ منتصف عام 2006، ومع بدء العد التنازلى للعيد، يعانى سكان القطاع البالغ عددهم نحو مليونى نسمة من أوضاع اقتصادية صعبة أثرت على قدراتهم الشرائية، مما دفع حكومة حماس إلى صرف سلفة من رواتب الموظفين لأصحاب الرواتب المنخفضة والتى تقل عن 2200 شيكل، واستفاد من هذه السلفة ما يقارب من 29 ألف موظف فى القطاع الحكومى، وتم صرفها بالفعل من البنوك ومكاتب البريد خلال اليومين الأخيرين. بدورها، قررت وزارة المالية التابعة للسلطة الفلسطينية فى رام الله السبت الماضى صرف رواتب موظفيها كاملة عن شهر يوليو عن طريق الصراف الآلى والبنوك..وتحتاج السلطة إلى 150 مليون دولار شهريا لصرف رواتب موظفيها. ووفقا للاحصائيات، يبلغ إجمالى عدد موظفى السلطة الوطنية حوالى 81 ألف موظف منهم نحو 50 ألفا فى الضفة الغربية يشكلون ما نسبته 61%، ويصل إجمالى عدد موظفى قطاع غزة حوالى 31 ألفا ويشكلون 39%. ومع الزحام الشديد واكتظاظ الأسواق بالمواطنين عشية العيد، تظهر الأزمات المرورية فى الشوارع المحيطة بالأسواق، وللتغلب على ذلك أعدت شرطة المرور بغزة خطة لتسهيل حركة المواطنين فى الأسواق، تقضى بعدم إغلاق أى طريق فى المناطق الرئيسية المكتظة بالسكان. وقال المقدم إبراهيم أبو جياب مدير العمليات المركزية بشرطة المرور "نحن الآن فى حالة استنفار بشكل تام، وهناك عناصر من المرور منتشرة فى جميع الأسواق"، مشيرا إلى وجود طرق بديلة فى حال إغلاق أى طريق رئيسى، بهدف عدم عرقلة حركة السير أمام المواطنين.