نصح الأطباء - اليوم الأربعاء - عمران خان النجم الصاعد فى السياسة الباكستانية بمزيد من الراحة بعد إصابته بجروح فى الرأس والظهر، على إثر حادث أثار موجة من التعاطف معه فى البلاد قبل أقل من ثلاثة أيام من موعد الانتخابات. ونجم الكريكت السابق الذى أصبح من الشخصيات الرئيسية فى المعارضة سقط مساء الثلاثاء ومرافقوه من منصة كانت ترفعهم إلى المنبر، حيث كان يفترض أن يلقى كلمة فى الحشد فى أثناء تجمع كبير ضم آلافا من أنصار حزبه حركة الإنصاف فى باكستان فى لاهور، ثانى كبرى مدن البلاد. وولدت صور "البطل" الوطنى المدمى الوجه فيما كان مقربون منه ينقلونه محمولا إلى سيارته مشاعر التأثر فى البلاد برمتها. ونقل خان البالغ 60 عاما بسرعة إلى مستشفى من تأسيسه. وأصيب خان بكسر فى فقرتين وبجرح فى الرأس وآخر فى الكتف وخرج من وحدة العناية الفائقة ونقل إلى غرفة خاصة على ما أكد أطباؤه. وأكد الطبيب فيصل سلطان - مدير مستشفى شوكت خانم - فى مؤتمر صحفى "أن نخاعه الشوكى سليم، ويسيطر السيد عمران خان على كل أعضائه.. وليس لديه أى عواقب على الجهاز العصبى"، مضيفا "نصح خان بالبقاء فى الفراش أيضا خلال يوم أو يومين. بعد ذلك سيجرى تقييم لوضعه الصحى". وأجرى خان، الذى يرأس حركة الإنصاف فى باكستان مساء الثلاثاء من سريره فى المستشفى، مقابلة مع قناة محلية فيما وضع طوق دعم حول رقبته، دعا فيه الشعب إلى التصويت لحزبه فى الانتخابات التشريعية المرتقبة السبت. وقال هامسا عبر الميكرو: "فعلت كل ما فى وسعى من أجل هذه البلاد. تذكروا فى 11 مايو، عليكم الخروج من منازلكم والتصويت لحركة الإنصاف بدون أن تشغلوا بالكم بمرشحيكم المحليين. انتخبوا حركة الإنصاف وأفكارها فحسب". وأعادت محطات محلية مختلفة صباح اليوم الأربعاء، بث مقابلة خان وهو فى سريره لكن هذه المرة مع التوضيح أنها "دعاية انتخابية مدفوعة" لحزبه الذى قرر أن يستخدم "التعاطف" ورقة لكسب الأصوات، كما قال مسئول محطة باكستانية طلب عدم كشف هويته. وقال الصحفى حسيب آصف (27 عاما) "إن رؤيته يتحدث فى ساعة الذروة وهو على فراشه، كان أمرا مؤثرا جدا. لم أكن أفكر بالتصويت لحركة الإنصاف ولم أغير فكرى، لكن بإمكانى أن أتفهم أن آخرين يمكن أن يفعلوا ذلك". واعتبر صاحب زاده وهو طالب فى الكيمياء الحيوية "أن هذا الجرح سمح بكشف قوة عمران خان". وقال سلمان مالك وهو من أنصار حركة الإنصاف "إن الناس فى باكستان يشعرون بالتعاطف عندما يحصل حادث ما، ذلك قد ينعكس بقفزة من خمس وحتى عشر نقاط" فى نسبة التأييد. فاغتيال بناظير بوتو فى ديسمبر 2007 قبيل الانتخابات التشريعية الأخيرة أحدث صدمة حقيقية فى البلاد وأثار موجة تعاطف أسهمت فى انتخاب حزبها، حزب الشعب الباكستانى. وفى الأشهر الأخيرة اجتذب خان الحشود فى سائر أرجاء البلاد، داعيا إلى إنهاء احتكار الحزبين التقليديين الكبيرين، حزب الشعب الباكستانى التابع لأسرة بوتو وحزب الرابطة الإسلامية التابع لرئيس الوزراء السابق نواز شريف، وأيضا إلى القضاء على الفساد. ويبقى نواز شريف المرجح الرئيس للفوز فى انتخابات السبت، لكن أداء عمران خان يخلط الأوراق مع اقتراب هذا الاقتراع الذى قد يفضى إلى ائتلاف.