لم يكن إلغاء معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يقام كل عام في شهر يناير بأرض المعارض بمدينة نصر، بالحدث الهين، فالمعرض يمثل العرس الأهم لالتقاء المبدعين المصريين والعرب، والتقاء ثقافات الشرق والغرب، والسوق الأكثر رواجا للكتاب، لكن الهيئة المصرية العامة للكتاب بحثت مع دور النشر المصرية عن بدائل بعضها كان نجاحه مدويا وبعضها مرّ مرور الكرام . ففي 5 أغسطس من هذا العام 2011، افتتح عماد أبو غازي وزير الثقافة السابق، معرض القاهرة للكتاب، الذي أقامته الهيئة بالتعاون مع اتحاد الناشرين المصريين على أرض الهيئة في حي فيصل. وأقيم المعرض في شهر رمضان المعظم على مساحة 25 ألف متر مربع بأرض هيئة الكتاب وضم 175 جناحا، يقع كل جناح على مساحة 9 أمتار مجهزة داخل خيام مكيفة، وشارك فيه 85 ناشرا منهم 11 ناشرا من أربع دول عربية هي الأردن ولبنان والسعودية والجزائر. وقال أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب، إن المعرض يأتي في إطار سياسة وزارة الثقافة التي تهدف إلى تنشيط سوق الكتاب الذي عانى من ركود بسبب أحداث ثورة 25 يناير. وأقيم على هامش المعرض نشاط ثقافي ضم عددا من الندوات لنشطاء ومفكرين وسياسيين ، وناقش تجارب الواقع السياسي ووثيقة الأزهر ومستقبل الإعلام والدستور الثقافي، ولاقى المعرض رواجا وإقبالا جماهيريا منقطع لم يكن القائمون عليه يتوقعونه . وفي إطار البحث عن البديل نفسه (أي عن رواج لسوق الكتاب بعد إلغاء معرض القاهرة الدولي للكتاب)، كان افتتاح معرض الإسكندرية الدولي للكتاب وتكنولوجيا المعلومات في 3 أكتوبر الماضي، الذي افتتحه وزير الثقافة السابق عماد أبو غازي . لكن ضم بجانب هيئة الكتاب واتحاد الناشرين المتحالفين التقليدين هذه المرة مكتبة الإسكندرية، وبسبب سيطرة شركة معرض الإسكندرية الدولي للكتاب على فعاليات المعرض وإقحامها لندوات استجلب لها تيارات إسلامية، انسحبت هيئة الكتاب وتبعتها مكتبة الإسكندرية، وحرم جمهور المعرض من الاستماع إلى مبدعين بارزين مثل إبراهيم أصلان . ولم تضاهي هذه التجربة نجاح معرض القاهرة للكتاب والمعروف بمعرض فيصل. وما بين التجربتين، كان المعرض العربي الأول للكتاب الذي افتتح في 8 سبتمبر الماضي والذي أقيم على شاطئ نهر النيل في حديقة الجزيرة المواجهة لميدان التحرير الذي كان بؤرة ثورة يناير، لكنه لم يكن أيضا في مصاف تجربة معرض فيصل، ليظل هذا المعرض الأخير هو المتربع الوحيد على عرش عام 2011 كأفضل معرض للكتاب على مستوى التنظيم والتجهيز، والذي أعطى الأمل في بروفة ناجحة قوية لما يمكن أن يكون عليه المعرض الأب (القاهرة الدولي للكتاب) في يناير المقبل .