فى الوقت الذى تهدر فيه حقوق المعاقين ويتم تهميشهم كأنهم من كوكب أخر ليس لهم حق دستورى ولا مجلس أعلى يطالب بحقوقهم المشروعة والتى كفلها القانون . فهل يعقل ان يكون دور القيادات هو الشحن فقط والزج بالأشخاص للوقوف فى الشوارع والجلوس على الأرصفة . وأن يقتصر دورهم فقط على ان يجلسوا كى ينتظروا ما تسفر عنه الوقفات الإحتجاجية وان ينحصر إتحادهم وإتفاقهم على تنظيم الوقفات فقط دون الإتفاق على الطلبات ودون ان يكون لهم اي حلول عملية على ارض الواقع . واعتقد اننا نفهم القيادة خطأ فالقيادة الحقيقية تعنى بذل الكثير من الجهد لتوفير المجهود نيابة عن الأشخاص الذين قاموا بتفويضه للتحدث عنهم . ومن هذا المنطلق أكد رئيس منظمة العدل والتنمية لحقوق الأنسان نادى عاطف بقوله : علينا ان نتحد ونتفق ونحدد الأهداف والخطط والمسارات ثم نحاول أن نتحرك فإذا واجهتنا معوقات وفشلنا فى إيجاد حل عملى لها نلجأ إلى الحل الأخير وهو الحل اليائس وهو الوقفات والإعتصامات وهو أخر الحلول . والافضل فى هذه الحالة هو أن نترك المجال لأشخاص اخرين قد يكونوا أفضل منا . وأوجه الدعوة إلى القيادات من ذوى الإعاقة أن يكونوا على مستوى المسئولية ويكونوا أعلى من الخلافات ونجلس جميعاً على مائدة واحدة حتى نجد مخرج حقيقى لما نحن فيه وننظر للإعاقة على أنها إعاقة أحد أعضاء الجسد . ويجب ان يكون هناك تعريفاً آخر للإعاقة .. فالمعاق حقيقة هو من يملك قلباً أسوداً لايفوح إلا برائحة الدخان ولايسعد إلا فى أحزان البشر والمعاق هو الذى لايملك نفساً سوية فيسعى بين الناس بشروره وأحقاده فيعوق مسيرة الحياة ومسيرة الاخرين . وأكدت رشا ابو رجيلة صحفية بموقع مجلة صوت المعاق فأكدت : بأن الدولة يجب عليها توفير كافة وسائل الخدمات لمساعدة المعاق وما يقال ويتحدثون عنه ماهو إلا كلام فقط ولا يوجد فعل فالمعاق يعانى ولا يستجيب له أحد وفى ظل الغلاء المعيشى يعانى من عدم القدرة على الحركة أو الكلام إذا كان قدر الله له ذلك فأين الرحمة التى فرضها الله فيما بيننا ؟ . وأضافت قائلة اذا كان يوم الإعاقة العالمى يهدف إلى تعزيز الوعى العام تجاه البرامج والمشاريع التى تسهم فى تثقيف وتطوير وعى المجتمع حول الإعاقة وكان هناك تقصير من كل جهة أياً كانت "حكومية أو اهلية أو جمعية" عن الإسهام بهذا الجانب فتيقنا وبكل آسف أننا كمعنيين بالحدث نفتقد إلى المسئولية فى التعامل مع المناسبة وأهميتها . وأضافت قائلة أيضاً : وأنا كواحدة من هؤلاء المعاقين يجب علينا ألا نلقى باللوم على المجتمع بتجاهل أبسط حقوقنا لأن علينا دور ومسئولية تجاه أنفسنا وحرى بنا إيصال الرسالة بأنفسنا لنشعر بلذة المشاركة . وإحتفل العالم أجمع يوم 3 ديسمبر باليوم العالمي للمعاق دون أن يعرف أي من المصريين أن هناك يوماً عالمياً بهذا الإسم من الأساس .
فالحكومة (الصماء) لا أذن سمعت (والعمياء) ولا عين رأت ولا خطر على بالهم أنه يوجد 10 مليون معاق بمصر . وهناك تساؤلات نطرحها : هل تحتفل مصر العام القادم باليوم العالم كما تم فى بلدان العالم ؟ وهل يكفل الدستور حقوق المعوقين ؟ وهل تقوم الحكومة بسرعة إصدار مجلس أعلى للمعاقين يتولى شؤونهم أم تظل الحكومة مكتوفة الأيدى ؟ . وأكد بكرى دردير مدير منظمة العدل والتنمية لحقوق الإنسان بالأقصر أن الإعاقة ليست عمى البصر ولكنها عمى البصائر وأن الإعاقة ليست شلل الأبدان ولكنها شلل الأرواح وأن الإعاقة ليست ضعف البدن ولكنها ضعف الإيمان . واليوم بين ايدينا نماذج لم تعوقهم إعاقاتهم الخارجية من ان يصنعوا اسماء لهم تبقى فى الذاكرة ومنهم الإمام الزمخشري وطه حسين ومصطفى صادق الرافعى وأبو العلاء المعري لأنهم ليسوا مشوهين داخلياً فكلنا معاقون وكلنا مبدعون وعلينا ان نكف عن ترديد أكذوبة المعاقين ونشطبها من قاموس حياتنا حتى نساعد الزهور على ان تتفتح والأنهار على ان تجري . ومن أهم المطالب التي نادت بها ثورة 25 يناير هو شعور المواطن المصري بهذا اليوم وإدراكه لحقوق المعاقين في بلد يحاول زرع بذرة الحرية والعدالة الإجتماعية والمساواة بين أفراده . وقد نصت المادة العاشرة من القانون39 لسنة1975 المعدل بالقانون46 لسنة1982 علي تخصيص5% من مجموع العاملين بكل وحدة من وحدات الجهاز الإداري للدولة والهيئات العامة للمعاقين الحاصلين علي شهادات التأهيل . وتلتزم هذه الوحدات بإستيفاء هذه النسبة بإستخدام المعاقين بدائرة كل وحدة والمسجلين بمكاتب القوي العاملة المختصة علي أن يتم إستكمال النسبة المقررة بالقانون خلال سنتين من تاريخ صدور هذا التعديل وهو الأمر الذي لم يتم .