عندما قامت ثورتنا المجيدة ثورة الورد توسمنا كل الخير فى أن تتبدل أحوالنا إلى الأفضل وأن تتحقق العدالة فى كل مناحى حياتنا. والغالبية العظمى من الشعب المصرى قبل الثورة كان يعانى من الظلم والإضطهاد الذى يراه ويعايشه كل يوم فى كافة مناحى الحياة. ومن هذه المناحى التى كان الظلم والإضطهاد يخيم عليها هو المجال الرياضى وخاصة رياضة كرة القدم. ومن المؤسف أن هناك الكثير من المشاركين الذين لعبوا دوراً رئيسيا فى تعضيد هذا الظلم وتقويته ومعه ازدياد احتقان المواطن المصرى وازدياد كرهه لكافة المسئولين عن هذا بعد أن عايشنا التحيز الواضح والبين لأندية دون غيرها. فقد لعبت أجهزة الإعلام بكافة تصنيفاتها من مرئية وسمعية ومقروءة دوراً أثار ضغينة جموع كثيرة من مشجعى الأندية التى شعرت بمرارة هذا الظلم وهذا الإضطهاد. برامج رياضية سخرت كل امكانياتها لشحن الجماهير وبث روح الضغينة والكراهية فى نفوسهم بعضها بعضها البعض اتحاد كرة شاع الفساد بين كل جنباته حكومة بمسئوليها لم تحرك ساكناً لوأد الفتنة والكراهية بين عاشقى اللعبة. هذا مارأيناه واكتوينا بنار نتائجه يوم مذبحة استاد بورسعيد المشهورة وما تبعها من تبعات ونتائج وعقوبات ظالمة وقعت على شعب بورسعيد بأثره وليس على ناديه الحبيب فقط. ماهذا الظلم وهذا الإجحاف الذى الغرض منه تأديب شعب بأكمله مجاملة للنادى الأهلى الذى يمثل امبراطورية تحكم وتملى ارادتها على الجميع ؟. ولماذا الآن ونحن فى ظروف نحتاج فيها الى جمع شمل هذا الوطن ؟. هذه الإمبراطورية ليست وليدة الساعة ولكنها منذ عقود طويلة ووجدناها تنمو وتنمو بمباركة كل المسئولين فى مصرنا الحبيبة. هذه المساندة وهذه المؤازرة غرست روح الكراهية فى نفوس جماهير الأندية الأخرى وخاصة جماهير بورسعيد والإسماعيلية التى كانت تتجرع المرارة فيما تراه من ظلم وتجاهل لها محاباة لامبراطورية الأهلى القوية التى تتحكم فى مصير ومستقبل الكثير من هؤلاء المسئولين بل ومن الممكن أن تطيح بمستقبلهم إذا خالفوا أوامرها. كان الأمل يراودنا ويداعبنا بأن بعد ثورة يناير أن تتغير الأحوال الى الأحسن ويشعر الجميع بالعدالة والمساواة ولكن خاب الظن وضاع الأمل وخاصة عندما وجدنا أنفسنا نتجه صوب الأسوأ وبقى الحال كما هو عليه. ارحموا شعب بورسعيد ياسادة وارحموا شعب مصر بأسره نحن فى حاجة الى توحيد الصف وانتزاع الحقد والكراهية من النفوس بدلاً من تأجيج نيران الفتنة التى سوف تكون آثارها غير محمودة على الجميع وليست على شعب بورسعيد فقط. ياسادة هناك ثورة قامت من أجل تحقيق العدالة والحرية والديمقراطية .. والتاريخ لن يرحمكم.