بالصدفة البحتة أثناء زيارتي الي مدينة ميلانو يوم 13 و14 يونية الجاري التقيت مع رموز مصرية من رجال الاعمال التي تشرفنا في الخارج ولهم مكانة في الأوساط الإيطالية. وقال لي أحدهم والذي نفتخر به لينفذ مشروع النظافة بمدينة الإسماعيلية وبرفقته زوجته قاضية في وزارة العدل الإيطالية أنهم ذهبوا إلي هيئة الاستثمار بمدينة الإسماعيلية الكائنة ببرج قرطبة لإنهاء بعض الإجراءات القانونية وتسديد الرسوم والتعامل مع الموظف المختص بهذا الشأن الذي يشغل منصب حساس في هيئة استثمارية لتسهيل إجراءات المستثمر الأجنبي ، ليبدأ بعدها هذا الموظف بأسلوب يندي له الجبين ويطلب منهم علناً "رشوة" من اجل انهاء الإجراءات الخاصة بتحصيل الرسوم بأسرع وقت ممكن. فأضطر المستثمر ان يخرج من جيبة من عملات مصرية 600 جنية متبقية معه ونظر اليها الموظف وهو مستشوي المبلغ ويريد المزيد ولم يكتف بذلك. ، وشعرت زوجته القاضية بشيء من خلال التغير المفاجئ لزوجها وأخرجت علبة السجاير من حقيبتها علبة فاخرة لحفظ السجائر ماركة عالمية "ألفيرو مارتينى" وأخذت تشعل سيجارة ونظر اليها موظف هيئة الاستثمار وعينيه تتأرجح نحو زوجها وطلبها منه بكل بجاحه. لم تفهم زوجته في بدأ الامر ماذا يريد هذا الموظف الذي يمثل هيئة استثمارية كبيرة في مصر. علي الفور نظر اليها زوجها والشرار يتطاير من عينه وهو يغلي من هذا الموقف وقال لها : هذا الشخص يريد الحصول علي علبة السجائر الانيقة. وابتسمت له زوجته وفهمت من هذا المشهد المزرى حتي لا يعرقل وتعطيل مهمتنا ويضع لنا العراقيل البيروقراطية وأعطته علبة السجاير الفاخرة. وفي اليوم الثاني ذهبوا الي هذا الموظف في مكتبة وادوا له تحية الصباح فكان رد تحيته لهم بنظراته لهم باشمئزاز بوجه عكر. (صحيح إذا أكرمت الكريم أكرمك وإذا أكرمت اللئيم تمردا ) .. فهذا الموظف أساء لسمعة مصر وسمعة العاملين الشرفاء بهيئة الاستثمار بالإسماعيلية. وسؤالي إذا كان التعامل مع المستثمرين الأجانب بهذا الأسلوب من قبل موظف في هيئة استثمارية لتشجيع الاستثمار الأجنبي في مدينة الإسماعيلية أو في أي مدينة مصرية من هذه النوعية فهو خطر على مصر ويهدد المستثمرين الذين يأتون من أجل تنشيط الاقتصاد المصري من المشروعات برأس مالهم وتشغيل ايدي عامله مصرية والقضاء على البطالة والمثل بيقول الفرع المائل لابد من قطعة !!. وإلى من يهمه الآمر لدينا بيانات المستثمر وعنوانه في إيطاليا.