مضي عام اخر من كفاح الشعب المصري , ومنذ "عام الربيع العربي 2011" الذي اعتبره انقلاب اخواني مبرمج علي المستوي العربي باكمله .. اري بشائر كبيرة في مفهوم ووعي الشعب تجاه المجال السياسي الداخلي وحتي الخارجي. ورغم ماتركه حكم حقبة 30 عاما; من حكم ترك الشعب علي نفسه ولنفسه دون قيادة حازمة للنهوض للبلاد , حقبة بالطبع اثرت علي مستوي التعليم الاجباري وعلي مستوي الامية التي ارتفعت نسبتها , اثبت هذا الشعب الاصيل جدارته بمصريته وحبه لهذا البلد وهذه الارض الطيبة ولكرامته. لا اريد ان انكر جهود الشعب ونيتهم في التغيير في 25 يناير2011 وقيام شبابه بالمظاهرات التي تحتوي علي مطالب عادلة وحقوقية , لكن من يطالب بحق لا يقدر علي هدم مايملك من اثار وخاصياته وممتلكاته. ولو رجعنا بالذاكرة إلي مانشر هنا علي شبكات الاتصال وما قد اعترفوا به من النشطاء والحركات الشبابية ومنها التي هي متهمة الان بتعاملها مع جهات اخوانية واخري غربية , هذا يؤكد المؤامرة علي التكتيك والتخطيط الاخواني والسلفي الذي بدأ بتونس ومازال في سوريا لإستيلائهم علي الحكم وتحقيق مآربهم الهدامة لترابط وحدة الشعب والوطن لصالحهم الصهيوني. لهذا اقول " الربيع العربي 2011 " اعتبره انقلاب اخواني مبرمج علي المستوي العربي باكمله مع بعض من الصعاليك الذين ساعدوهم باقناع الطلاب انها ثورة وانهم معهم , فتم استغلالهم لازاحة حكم مبارك وادخال حكم مرسي العياط ! كيف ولماذا ؟ نعلمه جميعا .. فقد عاشه الشعب والامة علي حسابهم وحساب دماء ابنائهم الشهداء سنة كاملة من بغي لم يعشه الشعب من قبل باسم الاسلام. فالربيع العربي الحقيقي يوم قامت الثورات العربية علي انهاء الاحتلال الاجنبي والوصايا في اوائل الخمسينات وتم تحرير البلاد العربية من الاستعمار. وسرعان ما فهم الشعب العظيم ما يحدث حوله من ارهاب دموي وقحط اقتصادي وتفتيت الروابط الاجتماعية والفتن الطائفية بكل الوانها , وبدأ الشعب يلتف حول ابنائه ليدعمه ويعطيه الثقة للقيام بثورة حقيقية , القيام بثورته وتمرده ضد دعاة وتجار الاسلام , وكان رد فعل الاخوان اكثر قتلا للشباب والتحرش بالفتيات وبيع سيناء وشراء الاعلام الخارجي لمساندته وتدعيمه وغيره مما عاناه الشعب الصبور ومازال يتحمله بنفس الصبر. وقام بثورته الحقيقية الثانية في 30 يونية 2013 مطالبا بمساندة القوات المسلحة له لمواجهة اسلحة الاخوان المسلمين وارهابهم , واستجابت القوات المسلحة الحامية للوطن بعد احتشاد اكثر من 33 مليون مواطن في ميدان التحرير الذي جعل منه رمزا للحرية والتخلص من اي ظلم. نعم لقد فاق الشعب من غيبوبته الطويلة واستسلامه او ايمانه ان هناك من يحكمه باسم الدين لابد ان يكون عادلا , سقطت هذه الخرافة التي كانت مرتبطة بجماعة اسلامية نشأت في عام 1928 وكانت منبوذة منذ حكم الملك فاروق الاول الي ان حظرت نهائيا في ديسمبر 2013. لكن كما يقال " حلاوة الروح" فمازالوا يخربون في البلد ومازالوا يقتلون ابرياء من الشعب , ولكن هيهات فلن يقدرون ان يوقفوا مسيرة شعب حر عريق كشعب مصر.. فقد قال فيه الحجاج بن يوسف الثقفى حين قال عن المصريين فى وصيته لطارق بن عمرو حين صنف العرب فقال عن المصريين لو ولاك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل فهم قتلة الظلمة وهادمى الأمم وما أتى عليهم قادم بخير إلا إلتقموه كما تلتقم الأم رضيعها وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار أجف الحطب وهم أهل قوة وصبر وجلدة وحمل ولايغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه فاتقى غضبهم ولا تشعل ناراً لا يطفئها إلا خالقهم فانتصر بهم فهم خير أجناد الارض وأتقى فيهم ثلاثاً: 1- نسائهم فلا تقرب لهم بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها. 2- أرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم. 3- دينهم وإلا أحرقوا عليك دنياك وهم صخرة فى جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله. مع بداية عام جديد 2014 اوجه تحياتي واحترامي وفخري لهذا الشعب الطيب والعنيد متمنية له عام مملوء بكل خير من ثمار ما زرعه من تضحية وبسالة في مواجة ارهاب عالمي باسم العقيدة , كما اتمني الا ينسي انه شعب غير مجري التاريخ.. افتخر بشعبي المصري وافتخر بمصريتي.. صدق الشاعر حافط ابراهيم حينما قال في مصر 1951 أنا تاج العلاء في مفرق الشرق ودراته فرائد عقدي إن مجدي في الأوليات عريق من له مثل أولياتي ومجدي أنا إن قدر الإله مماتي لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي