إذا أردت أن يذهلك العجب من حال شعب فانظر إلى شعب مصر الذى يزيده الضعف قوة والفقر غنى والظلم بطشا إنه شعب لا يساوم على شىء إلا وضحى به، حتى لا يكون لأحد عليه سلطة الاستعباد إلا من ملك قلبه ومحبته فعندها يكون عطاء هذا الشعب بلا حدود وصدق الحجاج بن يوسف الثقفى حين قال عن المصريين فى وصيته لطارق بن عمرو حين صنف العرب فقال عن المصريين لو ولاك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل، فهم قتلة الظلمة وهادمى الأمم وما أتى عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الأم رضيعها وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوه، كما تأكل النار أجف الحطب. وهم أهل قوة وصبر وجلدة وحمل... ولا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم، فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه. وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه فاتقى غضبهم، ولا تشعل نارا لا يطفئها إلا خالقهم فانتصر بهم، فهم خير أجناد الأرض واتقى فيهم ثلاثا 1- - نساءهم فلا تقربهن بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها. 2- - أرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم 3- - دينهم وإلا أحرقوا عليك دنياك. وهم صخرة فى جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله. ألا من سامع ؟