لا أعرف الفنانة الشابة الجميلة »زينة« إلا من خلال أدوارها علي الشاشة. لكني أعلم أنها ليست من الفنانات التي تدور حولها الحكايات والشائعات. مثل بعض النجمات اللائي تكتب عنهن الأخبار الشخصية المثيرة. أكثر من أخبار نشاطهن الفني! المعلومة الشخصية الوحيدة التي عرفتها عن »زينة« كانت موقفها الإنساني والشجاع من النجم »تامر حسني« أيام قضيته الشهيرة. دافعت »زينة« أيامها عن »تامر حسني« بكل إخلاص. وكانت تزوره في السجن أكثر مما يزوره بعض أصدقائه المقربين وأقاربه. حتي انفجرت شائعة تقول أن هناك علاقة عاطفية خفية بين »زينة« و»تامر حسني«! لكنها كانت مجرد شائعة ملفقة. لأن الفنانة الجميلة »زينة« كانت تفعل ما تفعله مع »تامر حسني« من منطلق الصداقة و»العيش والملح«! غير ذلك.. لم أكن أسمع عن »زينة« أكثر من أخبارها الفنية. حتي ثلاثة شهور ماضية! فجأة.. أصبحت »زينة« مادة دسمة لأخبار معظم الجرائد والمجلات.. ليس بسبب عمل فني جديد لها.. وإنما بسبب أختها »ياسمين«! و»زينة« بنت مصرية عادية. لا يميزها سوي جمالها وموهبتها، ولدت في أسرة توفي عائلها قبل سنوات، وترك ثلاث بنات - من بينهن »زينة« - وولدين، يعيشون في بيت واحد مع الأم! لكن دنيا »زينة« قامت ولم تقعد ذات ليلة. عندما فوجئت بخبر سقط علي عائلتها كالصاعقة. يقول أن شقيقتها الجميلة أيضا »ياسمين« قد تم القبض عليها في سيارتها بالمعادي، وأحيلت إلي التحقيق بتهمة الاتجار في مخدر الكوكايين. بالإشتراك مع شاب مصري يعيش في أمريكا! لم تصدق »زينة« الخبر، لأنها تعرف أختها جيداً. وتعلم أنها بعيدة كل البعد عن المخدرات والعصابات. لكن الخبر كان حقيقياً. و»ياسمين« تم القبض عليها فعلاً! الصحافة في مصر - والإعلام عموماً - تحولت خلال السنوات الماضية إلي وحش كاسر أو »مصاص دماء«. تعيش علي الأخبار المثيرة وتتاجر بها. كثير من الصحف ما تصدق أن تتلقف خبر قضية من قضايا المشاهير. وتكشر عن أنيابها. وتسارع بتكثيف الأخبار والصور والحكايات عن هذه الشخصية. ليس بطريقة حيادية موضوعية، وإنما بكثير من الإثارة والمبالغة. التي تصل في كثير من الأحيان. إلي نشر قصص وشائعات كاذبة ليس لها أي علاقة بالحقيقة! الصحافة في مثل هذه القضايا تتحول إلي »كائن غبي«. وتتصرف بلا إنسانية ولا ضمير، وكأنها ماكينة متوحشة بلا قلب! خبر القبض علي ياسمين. لم ينشر مثل غيره من أخبار الحوادث والقضايا، ولم تقل الصحف »تم القبض علي فتاة اسمها كذا بتهمة الاتجار في المخدرات«. كل الصحف تقريباً قالت: القبض علي شقيقة الفنانة »زينة«! طيب.. هل الصحافة لا تعترف بالآية الكريمة التي تقول »ولا تزر وازرة وزر أخري؟« ما هو ذنب.. زينة؟ حتي لو كانت جريمة أختها حقيقية - وهو ما اثبتت المحكمة عكسه فيما بعد - ما هي جريمة »زينة«؟! لم ترحم الصحافة الفنانة الشابة الجميلة! وبدأت الصحافة واستمرت علي مدار الثلاثة شهور الماضية في نشر الأخبار المثيرة المفبركة غالبا. حول »زينة« وأختها! بعض الصحف قالت: أن أخت »زينة« خلال التحقيق معها. أدلت بأسماء أكثر من 051 فناناً وفنانة.. كلهم متورطون في تعاطي المخدرات! بعض الصحف قالت أن »زينة« اعتزلت في بيتها ولم تعد تظهر في أي مكان.. خجلاً وإحساسا بالعار.. مما فعلته أختها ياسمين! بعض الفنانات والفنانين من أصدقاء »زينة« من الذين كانوا يتحدثون معها علي التليفون. انقطعت اتصالاتهم وكأن الأرض انشقت وابتلعتهم.. وكأن »زينة« تحولت فجأة إلي ميكروب خطير معد! وصحف نشرت أخباراً تقول: بالأمس.. كان أول ظهور »زينة« بعد القبض علي أختها! ومجلات أخري كتبت: »زينة«.. تقرأ أول سيناريو جديد.. بعد القبض علي أختها! صحيفة أخري.. نشرت صورة لبيت الفنان الراحل عبدالحليم حافظ. وقالوا هذا بيت زينة! ولم يكن ناقصا سوي أن تنشر الصحافة خبراً يقول: أول مرة »زينة« تذهب إلي الحمام.. بعد القبض علي أختها! هكذا كشفت حكاية »زينة وأختها« الحال الذي وصلت إليه الصحافة والاعلام! روجت الصحافة عن سبق إصرار وترصد. لمجموعة من الشائعات الكاذبة حول »زينة« وأختها. وظهرت شائعات غريبة لا يمكن لأي عاقل أن يصدقها! لم تستخدم الصحافة عقلها ولاقلبها في معالجة هذه القضية. مثلما فعلت - وسوف تفعل - في قضايا مشاهير أخري مماثلة! ولم تقف نقابة الصحفيين لتتصدي لهذا الاسلوب المرفوض في الصحافة. وبالطبع لم يتمكن أستاذي ومعلمي الكاتب الصحفي الكبير مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين لم يتمكن من التصدي لهذا التجاوز الواضح من الصحافة. وكان الله في عونه وهو يصارع لتعديل أوضاع نقابة الصحفيين لتصبح نقابة حقيقية. وليس ساحة عراك سياسية. بين قوي لا علاقة لها بالصحافة! لكن جريمة الصحافة وقعت بالفعل! النيابة أمرت بحبس أخت »زينة« علي ذمة محاكمتها.. والصحافة أمرت بحبس »زينة« نفسها في بيتها.. علي ذمة جريمة لم ترتكبها! لم تذكر الصحافة كلمة واحدة عن معاناة الفنانة الشابة! لم يكتب صحفي شيئا عن أمها التي تعاني من أمراض القلب والسكر.. وأصيبت باغماءات خطيرة بسبب ما حدث! وحتي بعد أن قضت المحكمة الأسبوع الماضي ببراءة أخت الفنانة »زينة«. كان أهم ما نشرته الصحافة.. أن الفنانة »زينة« يوم جلسة المحكمة لم تظهر.. وكانت تختفي في سيارتها علي مسافة من المحكمة! بالذمة.. دي صحافة؟! للأسف هذا هو الحال الذي تردت إليه الصحافة المصرية.. سخف.. وهبوط.. وإسفاف! لا حرفية.. لا عقل.. لا ضمير! لكنها كما يبدو ليست الصحافة فقط. وإنما يظهر أن هذا أصبح حال كثير من المهن وكثير من الناس! لأنه.. حتي اليوم لم يفكر الفنان »تامر حسني« في أن يرفع سماعة التليفون ويطلب »زينة« التي وقفت معه أيام محنته. ليقول لها: قلبي معاك.. يا أختي!