احساس قاتل ان يكتشف الاب فجأة ان ابنائه الخمسه ليسوا من صلبه.. وان كل التحاليل الطبيه اثبتت انه عقيم ولن ينجب ابدا بسبب عيب خلقي فيه منذ ولادته! احساس يفتك بالعقل والقلب معا .. هذه ليست قصة من وحي الخيال او مشهد من فيلم .. بل هي حقيقه ترتعش لها الابدان .. بطلها زوج مخدوع وزوجه خائنه .. تقدم بدعوي قضائيه أمام محكمة اسرة مصر الجديده ضد زوجته يطلب فيها نفي نسب ابنائه الخمسه.. وقدم كل الاوراق التي تؤكد صحة كلامه .. والحكايه من بدايتها ترويها سطور الدعوي القضائيه التي حملت رقم 146 لسنة 2011 اسرة مصر الجديده! البدايه تعود الي اكثر من عشرين عاما .. عندما زفت زوجة مصطفي اليه خبر حملها في اول طفل لهما .. ورغم المشاكل الكثيره التي كانت بينهما .. والتي كانت ستصل بهما الي الطلاق .. الا ان الخبر الجميل جعل الزوجين يتصالحان ويعود الزوج ليصطحب زوجته الي عش الزوجيه مره اخري بعد ان كانت غاضبه وتاركه له البيت .. خاصة ان الزوج مصطفي كان ينتظر هذا الحدث منذ زواجهما من ثلاث سنوات .. وكانت الزوجه تسرع الي الاطباء لعمل التحاليل وتناول الادويه التي تمكنها من الانجاب .. الا ان الاطباء كانوا يأكدون لها انه لا مانع لديها من الانجاب.. لكن الزوج كان مثل الكثيرين وقتها .. يرفض الذهاب الي الاطباء كما يعتبر البعض بان المرأه وحدها هي التي تحمل السبب والمشكله! لكن أخيرا تحقق الحلم للزوج المسكين .. وكانت سعادته التي لا توصفها الكلمات .. ورزق بابنه الاكبر "أ" وهو الان في المرحله الجامعيه.. وتزداد فرحة الاب عندما رزق بابنه الثاني "م" .. ثم كانت فرحته الاكبر عندما زفت اليه زوجته خبر حملها في ابنتهما "ر" ابنة الخامسة عشر ربيعا .. وتوالت المفاجآت عندما رزق بابنته الرابعه وبعدها بسنوات جاء اخر العنقود "و" ابن الخامسة من عمره .. ومرت حياة مصطفي وهو لا يفكر الا في شئ واحد وهو تحقيق حلمه بتربية ابناءه الخمسه وتوفير كل ما يحتاجوه من مال يكفي تعليمهم ونفقاتهم وتكاليف المعيشه .. وكان يوفر كل جنيه يكسبه لابنائه .. ومثل كل أب يؤثر ابنائه علي نفسه .. يجلب لهم الملبس وطيب الطعام وربما لا يفكر في شراء ابسط الاشياء لنفسه! مرت الايام والسنوات .. حتي وصل اكبرهم الي المرحلة الجامعية .. واشقاءه في سنوات التعليم المختلفه .. وفجأه وقع الاب مصطفي فريسه لاحد الامراض .. مما اضطره لاجراء عمليه جراحيه لاستئصال المراره .. وكأن تلك العمليه الجراحيه كانت السبيل الذي وضعه الله امام مصطفي حتي تكشف امامه الستار عن الجريمه التي فعلتها ضده زوجته وشريكة دربه طوال سنوات زواجهما التي تعدت الخامسة والعشرين عاما! فبعد فتره من العمليه .. تغير حال الزوج صحيا .. وأصبحت علاقتهما الزوجيه الحميميه ضعيفه .. وبدأت الزوجه تتزمر من حال الزوج .. وتطلب منه ان يعرض نفسه علي الطبيب .. خوفا ان تكون العمليه التي اجراها قد أثرت عليه بسوء .. وحتي يجد علاجا لنفسه .. و لم يجد الزوج المسكين سوي ان يرضخ لطلب زوجته .. حتي يجد حلا لمشكلته .. اسرع الي طبيب مختص في الامور الزوجيه .. واخبره بالعمليه وسأله اذا كانت لها أثرا عليه ام لا .. وطلب الطبيب من الزوج اجراء بعض التحاليل للوصول الي السبب .. وهنا كانت المفاجأه التي لم يتوقعها الزوج واطاحت بعقله عندما اخبره الطبيب بخجل شديد ان التحاليل التي اجراها الزوج فيها شئ غريب .. تؤكد انه عقيم ولا يمكنه ان ينجب نهائيا .. وان هذا العيب موجود به منذ ولادته ولا يمكن علاجه .. وليس أمرا جديدا او بسبب العمليه .. بل هو عيب خلقي جاء به الي الدنيا! جن جنون الزوج وقال للطبيب انه كاذب .. واسرع الي طبيب اخر بعد ان أجري تحليل اخري في معمل للتحاليل مختلف عن الاول .. وكانت الكارثه التي كسرت ظهر الرجل وقضت علي كل سنوات عمره التي اضاعها علي ابنائه ومع زوجته .. عندما اكد الطبيب له صحة كلام الطبيب الاول.. وعاد الاب الي بيته وهو يشعر بالغربه .. اغلق علي نفسه باب غرفته وراح يستعيد كل الذكريات التي جمعته بزوجته .. وهو يتساءل متي وكيف خانته زوجته؟! .. لكن تفكيره لم يطل وهداه اخيرا للطريق الوحيد الذي يستعيد فيه حقه الذي ضاع مع زوجته! اسرع الي محكمة الاسرة بصحبة محاميه محمد شعبان امين وتقدم بدعوي يطالب فيها بنفي نسب ابنائه الخمسه اليه .. وهو يحمل بين يديه الاوراق التي تثبت صحة كلامه وهي التحاليل الطبيبه والتقارير التي يؤكد فيها الاطباء انه عقيم ولا يمكنه الانجاب ابدا .. وكانت الصدمه للزوجه .. وامام المحكمه رفضت اتهام زوجها لها بالخيانه .. واتهمته بانه كاذب ومجنون .. لكن اصطحبها الزوج الي بيتهما وجلس معها بمفرده وراح يجبرها علي ان تخبره بالحقيقه كامله .. وبعد الضغط الشديد اعترفت له الزوجه بالخيانه وروت له الحقيقه التي تحرق قلب وعقل اي رجل في الدنيا .. خاصة المفاجأه الاكثر قسوه علي قلبه عندما اخبرته بان الرجل ابو ابنائها هو شريكه في العمل وصديق عمره! وقالت له انه في بداية زواجهما خلال الثلاث سنوات الاولي التي لم ينجبا فيها .. كانت المشاكل كثيره بينهما .. وكان هو عصبي لدرجه لا يتحملها بشر .. خاصة ان عدم انجابهما في تلك الفتره زاد من سوء معاملته لها .. ورغم انها كانت تريد الانفصال عنه .. الا ان اسرتها كانوا يرفضون طلاقها باعتبار انه عيب ولا يمكن الاقدام عليه .. هنا ظهر "ر" صديقه والذي كان يعمل معه في ذلك الوقت .. ويتشاركان الاثنان ورشة كبيره تحولت فيما بعد الي مصنع .. لم يكن وقتها شريكه في المحل فقط .. بل كان شريكه في المحل وفي زوجته ايضا .. فقد جذبها بطيبة قلبه وبحنانه الذي عوضها به عن قسوة زوجها .. لكن وصلت الخيانه الي غرفة النوم .. وكانا يتقابلان في وقت انشغال الزوج .. وعندما حملت في طفلهما الاول .. لم تتخيل انه ابن لعشيقها وتخيلت انه ابن زوجها بالفعل! وقالت ايضا .. انها رغم احساسها بالذنب كل مره كانت تخونه فيها .. لكن عندما تلجأ الي عشيقها تشعر معه بالحب والحنان.. وفي كل مره كانت تحمل فيها لم تدرك انه ابن لعشيقها .. حتي اكتشفت معه بالصدفه انهم ليسوا ابناءه! وقد طلبت المحكمه تحليل حامض الDNA للاب مصطفي والابناء الخمسه .. ومع الاسف اثبتت التحاليل انهم ليسوا ابنائه .. لينتظر الاب الملكوم حكم المحكمه والذي تحدد له جلسه بتاريخ 18/12.. وكانت الاثاره في اخر جلسه حيث سأل القاضي الاب المكلوم .. ماذا ستستفيد اذا صدر الحكم لصالحك ونفيت نسب الابناء الخمسه لك؟! .. فأنت من علمتهم وتعبت في تربيتهم .. واذا خرج الحكم سوف تهدم كل شئ فعلته معهم .. اعلم انه ليس ذنبك .. ولكن ما الذي سيعود عليك بعد نفي النسب؟! .. والاب المخدوع الان في انتظار حكم المحكمه!