مرت خمسة أعوام علي اندلاع ثورة شعبية غير مسبوقة في التاريخ؛ لإنقاذ مصر من أكبر عصابة إجرامية في العالم...، خلال الأعوام الخمسة التي مرت بسرعة البرق، وكأنها رقم بين هامشين، في كل عام كانت العصابة الإخوانية تهددنا، بأن القيامة ستقوم، وبعدها سوف تنطلق جماعات الذئاب المنفردة من أوديتها تدمر، وتقتل، وتحرق، ويمتلئ الدم المسفوح بغزارة على الأرض، ويصعد الدخان كثيفًا من الجثث المحترقة في الشوارع إلى السماء، ووسط هذا الركام تخرج وتحكم بحد السيف...، مرت الأعوام على خروج الشعب المصري بفئاته وطبقاته المختلفة، واتجاهاته الفكرية المتنوعة، وأحزابه السياسية المختلفة في 30 يونيو 2013، متوحدًا مع جيشه وشرطته، لإنقاذ مصر من سيناريوهات الحرب الأهلية، التي تمكنت من المجتمعات العربية، وحولت ما يسمى بثورات الربيع العربي إلى ساحات استشرى فيها الجماعات التكفيرية من تلاميذ البنا وقطب، فلا إسلام إلا إسلامهم هم، فكل العصور الإسلامية بعد القرن الرابع الهجري في عقيدتهم عصور كفر وجاهلية، حسب فتوى محمد عبد السلام فرج مؤلف كتاب الفريضة الغائبة – دستور الإرهابيين، "أن الجهاد أولى من العبادة". الخمسة أعوام مرت كشفت خلالها عن قدرة الشعب المصري وجيشه الوطني، على الاصطفاف في مواجهة ميليشيات العنف والإرهاب الإخواني، ومحاولات تأسيس دولة المرشد على غرار دولة الفقيه في إيران. لم تمحُ الأعوام الخمسة خطة الإخوان، وجماعات الإسلام السياسي بكل تنويعاتها التي تشبه التيار التتري الذي يحتقر العلم، ويرفض إعمال العقل، ويدعو إلى الأصولية، ويعتبر أن العلمانية كفر؛ واجب أن يستتاب مروجها أو يُقتل بعد ثلاثة أيام. 5 أعوام مرت بلا إخوان، كانوا قبل فض اعتصام رابعة يرتكبون الجرائم الأخلاقية، بأن فرطوا في الشرف باسم الجهاد، فلم تمانع جماعة الإخوان، من التضحية بنساء وفتيات – حسب فتوى المرشد بديع - على فراش النكاح للمجاهدين من الجماعة، "قدم الزوج برضا نفس دنيئة زوجته وأم أولاده إلى المعتصمين ليمارسوا معها جهاد النكاح، قدمها فريسة لضباع جائعة، بسلامته لم يكتف بالجهاد اعتصامًا مع المعتصمين، بل قدم زوجته بضاعة، هو يجاهد وهى تناكح"، فقرة منقولة من مقال نشره الكاتب الصحفي الكبير حمدي رزق رئيس تحرير جريدة المصري اليوم عام 2013. السنوات الخمس مضت، والمعركة ضد الإرهاب مستمرة، وواجب نضالي على طريق التنمية، وتحقيق العدالة الاجتماعية. [email protected]