حين تناقلت الاسبوع الماضي بعض المواقع الاليكترونية صورة تنطق بالود و الوئام بما يليق باثنين ينتمون الي البشرية احتفل الكثيرون بهذه الصورة لا لمستغرب فيها او ابداع بل لان احد طرفيها كان الشيخ الدكتور ياسر برهامي و مازاد من الاحتفاء بها ان الطرف الثاني كان الانبا بولا اسقف طنطا و رئيس المجلس الاكليريكي المختص بالزواج و الطلاق لدي الاقباط الأرثوذكس ، صحيح ان كلا الطرفين لا يحظي بقبول او اجماع لدي كل ابناء طائفتهما ، الا ان الصورة بشرت الكثيرين و خاصة المسيحييين ان الشيخ برهامي انسان يضحك و يبتسم للكاميرا علشان الصورة تطلع حلوة ! و علق البعض مادحا هذا الالتقاء الانساني ، لكن آخرين و لهم الحق سخروا من مثل هذه الصور التي لا تصنع ودا و لا تؤدي الي التقاء انساني بل هي لزوم الاعلان فقط !، و نال بالطبع الانبا بولا كمية من الانتقادات و التنكيت منها « انهما اي هو و برهامي يتفقان علي عدم تطليق الاقباط حتي لا تنقطع عادة اسلام اصحاب المشاكل الزوجية كحل اخير للحصول علي الطلاق « و قال آخر « ان كليهما يحاول تجنيد الاخر فيصبح هذا الانبا برهامي و الثاني يتحول الي الشيخ بولا الطنطاوي « وهكذا لم يمر الحدث او الصورة التي عبرت عنه دون الانتقادات التي وصلت حد السخرية و التنكيت ولكنها في اطار المقبول و مالا يمس انسانية اي منهما لكن يا فرحة ماتمت ! ، فوجئ الجميع و علي موقع صوت انا السلفي بفتوي غريبة للشيخ برهامي و هو كان يحتضن منذ ايام قليلة راهبا مسيحيا ارثوذكسيا هو الانبا بولا، الفتوي تقول بحرمانية توصيل قسيس نصراني اي مسيحي الي الكنيسة بالميكروباص او اي سيارة و صاحبها مؤثم لانه يساهم في نشر الكفر ، و المفجع ان الشيخ الدكتور برهامي ساوي بين التوصيلة الي الكنيسة و التوصيلة الي الخمارة فكلاهما يمارس الكفر و يدعو لغير الله .. يا للهول !! هكذا قال ، فبأي عقل اذن نستطيع ان نقول اننا في وطن يعيش فيه آدميون ؟ و ماذا سيقول الاباء لاطفالهم الذين شرحوا لهم مغزي الصورة و افاضوا في انها تعبير عن التسامح و اللقاء ؟1 و بعيدا عن هذا التدني في استخدام كلمة التسامح و كأ نّ من يطلبها يطلب منّه من احد ، فإنه اذا اردتم بالفعل دولة المواطنة الديموقراطية الحديثة فلا بد ان يقف كل منا عند حده بل عند حدود حرية و حق الاخرين ، و كما تمت محاكمة طالب و مدرس باسيوط بتهمة ازدراء الدين الاسلامي و حكم علي احدهما بالسجن 6 سنوات و الثاني 3 سنوات ، لا بد من محاكمة الشيخ ياسر برهامي و غيره الكثيرين علي هذه الفتاوي غير المسئولة التي تفرق ابناء الوطن ..ارحمونا من فتاوي القهاوي!