حينما نعيش علي الخوف، حينما نتربي علي العقاب والسوط، حينما يسلب الآباء شخصية الأبناء تحت اسم التربية، فلا ننتظر سوي جيل محطم يخاف حتي من نور الشمس. اتفق جميع أساتذة علم النفس والاجتماع أن الخوف ينقسم إلي نوعين خوف مرضي وخوف طبيعي. وفسرت دكتورة عزة كريم أستاذ الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن خوف الانسان الطبيعي ينقسم بدوره الي قسمين خوف طبيعي وهوالواجب توافره في البشر هو مهم جدا ويعلم الانسان كيف يحطاط بالأمور وكيف يفكر ويدبر لحياته وذلك الخوف يعلم الانسان التفكير بعمق والنظرة للاشياء بأكثر من جانب ويوضح دكتور عبدالحكيم دياب إنه إذا زاد الخوف نسبيا يمكن للأنسان أن يتغلب عليه بدراسة لقرار ورؤية الأمور بكل أبعادها. أما الخوف الشديد فهوالخوف السلبي وهوالذي يعوق الانسان عن المسيرة في حياته وتحقيق أهدافه ويجعل شعوره الداخلي يتسم بالانفعال والقلق والتوتر، فيتحول الي إنسان متقوقع ومتشائم تعرض للعديد من التجارب الفاشلة في شتي المجالات وتوضح دكتورة عزة أن الإنسان في تلك الحالة يجب أن يسيطر علي نفسه ويفعل الشيء المضاد لما يخافه فإن كان يواجه السفر مثلا فيجب أن يواجهه نفسه ويسافر بشرط أن يدرس الموضوع بشكل جيد ويمارسة أيضا بشكل صحيح ودائما يتذكر قوله تعالي »لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا« صدق الله العظيم ولابد أن يتعمق الانسان بالدين ويدرس ويقرأ فيه كثيراً لأن شدة الخوف هذه تنم عن ضعف الايمان. فإرادة الانسان أقوي إرادة في الكون، فإرادته، مع قوة إيمانه، مع إتخاده لقرارات إيجابية سيقضي علي الخوف وينتصر عليه إن شاء الله واتفق دكتور دياب مع دمتور عزة إن الانسان وهوفي حالة خوفه يمكنه أن يتخذ قرارا صحيحا لو أراد ذلك. وينصح الدكتور الجميع قائلا إتخاذ الإنسان قرارا خاطئاً في وقت صحيح أفضل بكثير من أن يأخذ قراراً صحيحا في وقت خاطيء ويري الدكتور عبدالحكيم أنه لو وصل الخوف بالانسان أن يمنعه من إتخاذ قرار والاقدام عليه لمجرد الخوف منه فعليه أن يتوجه إلي طبيب نفسي يساعده في ذلك، وأكد أيضا أن المخاوف المرضية لن يتم علاجها إلا مع طبيب نفسي واتفقت معه الدكتورة عزة في ذلك. ولكن كثير من الناس حتي يومنا هذا يهربون من فكرة الدكتور النفسي وينظرون الي من يذهب إليه بأنه إنسان مختل فقد جزءاً من توازنه وإنه بذهابه للطبيب سيزيد من معانته النفسية وسيتحول إلي مريض نفسي فعلا! واتفق أيضا دكتور عبدالحكيم مع دكتورة عزة في أن تربية الآباء للأبناء لها عامل كبير في أن يحولوهم الي شخصيات ضعيفة مترددة تعاني كثيراً من الضغوط النفسية خاصة أن الآباء يختارون لأبنائهم مايشاءون دون مراعاة قدراتهم ولاميولهم ولامواهبهم، فيجب ان نتعلم التعامل مع الطفل منذ الصغر ويوضح أساتذة علم النفس والاجتماع كيف يجب أن نتعامل مع أطفالنا حتي نساعد علي وجود جيل سليم. دعمه نفسيا عدم الاستهتار بما يشعر به من خوف - عدم الغضب من خوفه - الاستماع إلي كل مايرغب أن يخبرك به عن خوفه فقد تفهمين أسباب خوفه - عدم تهديده بكل ماهو مصدر خوف كالضرب والعقاب وغيرها واجهي مخاوف طفلك بكافة الطرق اجعليه يعتمد علي نفسه ويستقل ببعض قراراته ، كوني صريحة معه وانتقاديه حين يستدعي الامر ذلك - نمي شخصيته - علميه احترام النظام ابعديه عما يثير خوفه كالقصص المخيفة والاماكن العالية والمظلمة - لاتبالغي في خوفك علي طفلك - ولاتنسي أن هناك فرق بين الخوف الطبيعي والمبالغ فيه فالخوف الطبيعي ضروري لسلامة الطفل علي عكس المبالغ فيه أما عن الشباب الذي تربي خطأ وبالتالي صار الخوف هودعامة حياته فهو دائما خائف إما من تكرار فشل الماضي أمامه ثانية فيفشل دون أن يقوم بأي فعل ويستسلم تماما للفشل يقول له دكتور إبراهيم الفقي الرائد العالمي في التنمية البشرية. يمكننا أن نستخدم استراتيجية (أوتوجينك) للتعامل مع الاحاسيس وذلك بأن يغلق الفرد عينيه ويتخيل نفسه وهو في ذلك الموقف الذي رأي نفسه فاشلا فيه، ويتخيل نفسه وهويتعامل مع ذلك الموقف بطريقة متزنة في قوله وفعله، فيبدأ المخ في تخزين هذه البرمجة الجديدة للتعامل، فحينما يتكرر هذا الفعل مرة ثانية في حياته، يصبح العقل أمام مسارين: البرمجة الجديدة والقديمة بهذا نكون قد كسرنا التجربة القديمة وأعدنا تشكيلها والعقل يقوم بانتقاء الافكار حسب ترتيب معين فهو يتعامل أولا مع أقوي فكرة مرتبطة بأقوي إحساس، وبالتالي حين يكون في موقف مافإن أحاسيسه تعتمل بداخله بتلقائية، ولكن العقل يختار منها واحدة فقط ويقوم باستبدال البرمجة الحديثة التي ارتبطت بفكرة ألح عليها الفرد ذهنيا بالبرمجة القديمة ولكن لاينبغي أن نترك الأمور تتخرن بداخلنا بصورها الفاشلة أويخاف من المستقبل ومايواجهه من ضغوط صارمة فيقول له لابد أن تثابر، لاتيأس ولا تتقهقر من أول جولة فمن أدام طرق الباب يوشك أن يفتح له ويوضح أنه في الواقع ليس هناك فشل فالشخص الفاشل ناجح في فشله، لأن العقل البشري يعينك بما تعطيه وتزوده من أفكار، فإذا أوحيت إليه بأنك فاشل فإنه ينمي تلك الفكرة ويمدك بكل التدعيم الذي يؤكد ذلك ويبعث في الجسم المشاعر والاحاسيس وهذا بنجاح عقلي في الفشل والاختلاف بين شخص ناجح في حياته وآخر فاشل هو أن الشخص الناجح يعرف جيدا كيف يتعامل مع أفكاره ومع نفسه وكيف يتصل بنفسه، لأن نوعية اتصالك بنفسك تسبب نوعية اتصالك مع الآخرين، فلا تخاف، فحياتك لاتزال مليئة بالحب والايمان.