حفرية ديناصور منذ 96 مليون عام..عظام وجماجم لكائنات عصور ما قبل التاريخ.. قطعة صخرية من سطح القمر وأجزاء لشهب ونيازك.. نسخ أصلية لمجلد رحلة تشالنجر لاكتشاف منابع النيل وكتاب وصف مصر للحملة الفرنسية..هذه ليست مقتنيات نادرة في أحد المتاحف الأوروبية ولكنها كنوز موجودة في المتحف الجيولوجي المصري، ورغم أن عمره 115 عاما ويعد أول متحف جيولوجي في الشرق الأوسط وإفريقيا والرابع علي المستوي العالمي حيث أنشئ عام 1901م،إلا أنه يعيش حاليا في مقره المؤقت داخل مبني صغير بهيئة النقل النهري علي كورنيش النيل منذ 34 عاماً بعد قرار الدولة عام 1982 بهدم مقره التاريخي بميدان التحرير أثناء إنشاء مشروع مترو الأنفاق.. بمجرد ان تصل إلي مبني »المتحف الجيولوجي المصري» أوالكنز »المستخبي» ستكون في استقبالك لافتة مكتوب عليها »لمتحف الجيولوجي المصري» يجاورها صورة ل»الأرسينوثيريوم» وعمره 35 مليون سنه وهو شعار المتحف،كما ستري نماذج الديناصورات ومعرضا مفتوحا للأحجار،ولأن الصالة الرئيسية للعرض لم تتسع لجميع كنوز المتحف فتم عرض بعضها وظل باقي الكنوز حبيس المخازن بسبب ضيق المساحة. اصطحبنا الجيولوجي مدحت سعيد، المشرف علي إدارة المعادن والصخور وخبير الحفريات في رحلة عبر الزمن لاكتشاف كنوز المتحف والتي بدأت من » فاترينة» كبيرة بها عظام ديناصور بارليتيتن سترومري والتي تعني »العملاق عند شاطئ البحر» الذي عاش منذ 96 مليون سنة بمنطقة الفيوم وهو احد الديناصورات آكلة العشب ويبلغ طول جسده الضخم 34 مترا، ووزنه 70 طنا، وبلغت فقرة واحدة من ذيله 30 كجم، وهو واحد من أبرز مقتنيات المتحف التي تثبت حياة الديناصورات بمصر في عصور ما قبل التاريخ،ويضاف لذلك مجموعة كبيرة من الحفريات مثل جزء من الفك العلوي الأيمن لحيوان »بارثيريم»، هيكل عظمي لحوت أولي »دوريودون»من عصر الأيوسين الأوسط تم اكتشافه في منطقة جار جهنم بالفيوم، فك سفلي لحيوان براكيودس»ثنائي الحافر» من عصر الأوليجوسين المبكر، جمجمة حيوان »باسيلوسورس ايزيس» من عصر الأيوسين الأوسط في وادي الحيتان، بالإضافة إلي العديد من الجماجم والعظام وقواقع السلحفاة من عصور ما قبل التاريخ. أما أبرز مقتنيات قسم المعادن والصخور،فهي أصغرها ولكن أكبرها قيمة، فبداخل بلورة كريستالية تجد قطعة صخرية من القمر أهداها الرئيس الأمريكي نيكسون للرئيس الراحل السادات عام 1973، كما توجد مجموعة نادرة من قطع حجرية وصخور لنيازك سقطت علي الأرض في مختلف بقاع العالم من بينها 3 في مصر أبرزها نيزك إسنا بقنا عام 1970 وقطعة من نيزك جبل كامل تبلغ 83 كجم- الذي سقط شرق العوينات منذ 5 آلاف عام مكونا فوهة نيزكية قطرها 45 مترا، واستخرجه مجموعة من الباحثين المصريين بمشاركة إيطالية خلال الفترة بين فبراير 2009 حتي فبراير 2010،كما يحتوي علي أنواع خاصة من الجرانيت والرخام التي استخدمها المصريون القدماء في تشييد حضارتهم الخالدة لأكثر من 7 آلاف سنة تم تقسيم الأحجار طبقا للعصور التاريخية،و تعد » الفاترينة» الملكية أبرز معالم المتحف والتي تحتوي علي مجموعة من مقتنيات الملك فاروق والملك فؤاد وهي عبارة عن أصداف وأطباق معدنيه مشغوله ومنحوت عليها صور الملك والاحتفال ببعض المناسبات مثل افتتاح قناة السويس. ويؤكد لنا الجيولوجي ممدوح سعفان مدير الإدارة العامة للمتحف ان مكتبة المتحف تضم العديد من الكتب النادرة والتاريخية المتخصصة في الحفريات والجيولوجيه حيث تضم أكثر من 100 مطبوع يرجع تاريخها إلي 1778،ويوضح سعفان أن المتحف يتبع »المساحة الجيولوجية» سابقاً والتي انشئت عام 1896، وكانت هناك ضرورة لإنشاء متحف لتجميع تلك الاكتشافات، وفي عام 1901 تم انشاء المتحف الجيولوجي وافتتح للجمهور عام 1904،ويلفت إلي أن موقعه الأصلي كان في التحرير وتم نقله في عام 1982 مع إنشاء مترو الأنفاق إلي مقر مؤقت بموقع تابع لهيئة النقل النهري وتم إعادة فتحه للجمهور عام 1985 لعرض بعض العينات،في حين تم وضع الباقي في المخازن.. ومن جانبه يطالب الجيولوجي عمر طعيمة رئيس الهيئة العامة للثروة المعدنية بتخصيص موقع مناسب ومساحة تليق بتاريخ وأهمية المتحف الجيولوجي المصري في العاصمه الإدارية الجديدة،ويشير إلي أن الهيئة تمتلك خطة طموحا لتحويل المتحف الجيولوجي ليصبح أحد المتاحف العالمية الجاذبة للزائرين من شتي بقاع العالم والترويج للثروات التعدينية في مصر.