»القضية الفلسطينة».. هذا هو اسمها التاريخي والباقي والذي اعاده الرئيسي السيسي مرة اخري الي الواجهة الدولية خلال خطابه في الأممالمتحدة مؤخرا.. »فلسطين» ذلك الاسم الذي ماعدنا نسمعه كثيرا بعد ان نجح بعضا من ابناء العروبة وابناء فلسطين في تقزيم قضية فلسطين الكبري ليصبح الأمر برمته قضية غزة وحصارها دون بقية الأرض المحتلة.. هل حدث ذلك فعلا ومن يحاول اختصار تلك القضية المصيرية في قضية حصار غزة ولصالح من؟ ولماذا توقفت المقاومة الفلسطينة؟! اسئلة طرحناها علي ناصر فراوانة رئيس وحدة التوثيق بهيئة الاسري والمحررين الفلسطينيين والذي اكد ان هناك دورا قطرياوتركيا متعمدا للتشويش علي الدور المصري في غزة بما يخدم أهداف إسرائيل فقط وان الفلسطينين يدركون تماما ان مصر هي الحاضنة الأمينة للقضية الفلسطينية وأنه لا خيار أمام الفلسطنيين سوي التمسك بالدور المصري دون غيره إذا أردنا دولة فلسطينية محررة. أنقرة والدوحة عززتا الانقسام الفلسطيني وحولتا قضية »تحرير الأرض» إلي أزمة »أكل وشرب» الرئيس السيسي أحرج إسرائيل وأعاد قضيتنا للواجهة الدولية كقضية سياسية وليست إنسانية فقط تمسكنا بمصر في صراعنا مع إسرائيل أبدي وأصحاب الأجندات يحاولون إفساد العلاقة حماس أوقفت المقاومة ومنعت الفصائل من مواجهة العدو الصهيوني إسرائيل تسرق أعضاء الأسري والمنظمات الدولية لا تجرؤ علي تفتيش سجونها نبدأ بهيئة الاسري والمحررين الفلسطينيين هل هي هيئة رسمية وما وظيفتها؟ الهيئة تتبع منظمة التحريرالفلسطينية وكانت في السابق وزارة تابعة للسلطة الفلسطينية اسمها وزارة الاسري والمحررين ثم تحولت لهيئة الاسري والمحررين. ولماذا تحولت من وزارة لهيئة؟ حدث هذا بسبب ضغوط أوروبية أمريكية إسرائيلية وقد نجحت تلك الضغوط في استبعادها من الحكومة لكن لأن قضية الاسري قضية حيوية ومصيرية بالنسبة للشعب الفلسطيني لم يكن من السهل الرضوخ للضغوط الاسرائيلية وتجاهل وجود كيان يدافع عن اسرانا لذلك فقد تم تحويلها لهية دون انتقاص من مهامها وحقوقها وواجباتها بل بالعكس فتح ذلك افاقا اكبر للتعاون مع هيئات دولية واقليمية كثيرة. وضع الأسري وماذا عن وضع الاسري اليوم في السجون الإسرائيلية؟ نحن الآن نتحدث عن أرقام كبيرة وغير مسبوقة عبر التاريخ فمنذ عام 1967 اعتقل أكثر من مليون فلسطيني ومازالت الاعتقالات مستمرة ولا يمر يوم الا وهناك معتقلون جدد يضافون إلي اسرانا في سجون الاحتلال فالاعتقال هو وسيلة يلجأ إليها الاحتلال للسيطرة علي شعبنا والتنكيل به والقضاء علي المقاومة ولاتوجد عائلة إلا وذاقت مرار الاعتقال فوالدي مثلا اعتقل لأكثر من 15 عاما واخي كذلك وأنا أيضا وكل العائلات الفلسطينية حتي النساء والأطفال لم يسلمون من بطش سجون الاحتلال، وإذا اردنا ان نتحدث عن أرقام دقيقة فلدينا 7 آلاف أسير فلسطيني داخل سجون اسرائيل منهم 58 أمرأة و400 طفل تتراوح اعمارهم بين 12 و18 عاما و5 نواب في المجلس التشريعي و750 معتقلا إداريا وأكثرمن 1800 معتقل يعانون امراض خطيرة بدنية ونفسية موزعين علي 22 سجنا ومن حيث الواقع الذي يعيشه الأسري فهو واقع مرير وخطير فهناك انتهاكات وضرب وتنكيل وقمع وتعذيب قاتل. شاهدنا دعوات لاضراب الاسري خلال الفترة الماضية هل تنجح تلك الدعوات في تحريك قضية الأسري في السجون الإسرائيلية؟ الاضرابات حققت نتائج جيدة وتعكس حالة من التحدي للسجان والدفاع عن الكرامة وهي صرخة للمنظمات الدولية وقد تزايدت وارتفعت اعداد المضربين خلال الفترة الماضية خاصة المعتقلين اداريا بالطبع الاضرابات خيار مؤلم وقاص لكن هو محاولة للفت الانتباه لما يعانيه الاسري من انتهاكات واحيانا يحقق نجاحا لكنه نجاح فردي سرقة الأعضاء هناك الكثير من الكلام اثير حول سرقة اسرائيل للأعضاء البشرية للاسري والمعتقلين الفلسطينيين ماصحة ذلك؟ كفلسطيني وكمؤسسة ليس لدينا ما يثبت الاتهام لكن هناك مؤشرات كثيرة وشواهد تشير إلي ان إسرائيل مارست وتمارس ذلك فمثلا هناك احتجازللجثامين وتركها تتحل قبل تسليمها لذويها وأعتقد ان إسرائيل تريد بذلك اخفاء جريمة سرقة الأعضاء للاسري الفلسطينيين وهناك جثامين وجدناها قد تم تشريحها وينقصها بعض الأعضاء كل ذلك مؤشرات لقيام اسرائيل بجريمة سرقة أعضاء الاسري من يراقب السجون الإسرائيلية دوليا؟ إسرائيل أولا وثانيا وثالثا لا رقابة ولاسماح حتي للمنظمات الحقوقية أو وفود منظمة الصحة العالمية أو الاعلاميين وهذا اكبر دليل علي فداحة الانتهاكات الإسرائيلية، فلو لم يكن هناك انتهاكات لفتحت السجون و نحن ناشدنا المنظمات الدولية للضغط علي اسرائيل كي تراقب مايجري للاسري الفلسطينيين لكن لا أحد يستطيع محاسبة هذا الكيان الغاصب لذلك فهو يتمادي في انتهاكاته هناك تقارير اعلامية تشير الي وجود صفقة جديدة لتبادل الاسري بين حماس وإسرائيل ماصحة ذلك ؟ فيما يتعلق بالصفقة التي يدور الحديث فاسرائيل تقول ان حماس لديها جنديان اسرائليان قتلي و2 مدنيين مختلين عقليا دخلوا القطاع بالخطأ وحماس قالت إنها لديها 4 إسرائليين دون تفاصيل واعتقد ان هذه الصفقة لن تتم إلا برعاية مصرية وتدخل مصري كان هناك صفقة سابقة برعاية مصرية ونتطلع لاستمرار الدور المصري في هذا الخصوص فنحن ندرك جيدا ولدينا قناعة راسخة انه لا يوجد امكانية لعقد صفقات جديدة دون مصر فمصر هي الحاضنة الرئيسية المخلصة للقضية الفلسطينية وكلما برزت مشكلة للأسري نتجه الي مصر ونطلب منها التدخل وحتي علي الصعيد السياسي نثق بمصر وبثقل مصر العودة للمفاوضات الرئيس عبدالفتاح السيسي طالب الفلسطينين والاسرائليين بالعودة الي مفاوضات السلام اثناء خطابه في الأممالمتحدة كيف تلقيتم تلك الدعوة؟ الرئيس السيسي اعاد ابراز القضية الفلسطينية مرة اخري إلي الواجهة الدولية كقضية سياسية وليست انسانية وهذا أمر شديد الأهمية وقد سبق ذلك دعوة لتوحيد الفصائل الفلسطينة للانطلاق نحو المفاوضات وهذا جهد مقدر لمصر لكن هناك دول في المنطقة تحاول التشويش علي الدور المصري من خلال التدخل في الشأن الفلسطيني عن طريق حماس الشعب الفلسطيني يدرك جيدا أن أي مساس بالعلاقة التاريخية بين المصريين والفلسطينيين مصيره الفشل، كل الفلسطينيين شعبيا ورسميا يرون في مصر الحاضنة والداعم والسند الاستراتيجي للقضية ونفخر بالدور المصري السياسي والمادي والاجتماعي ونقدر جيدا الدم الذي دفعه المصريون من أجل القضية الفلسطينية ومن يقول غير ذلك له اجندات خارجية وخارج الصف الفلسطيني ومحاولات قطروتركيا لضرب الأسافين مصيرها الفشل..فلا خيار أمام أي فلسطيني سوي مصر وتعزيز روافد الاخوة فخيارنا بالنسبة لمصر هو خيار ابدي ودائما نتمني ان تكون مصر قوية لانها لو كانت قوية كانت القضية قوية والأمة العربية قوية واستقرار مصر استقرار لكل العرب ونحن في فلسطين رفضنا رفضا قاطعا محاولات حماس التدخل في الشان المصري فنحن مع خيار الشعب المصري ومن يخالف ذلك فهو خارج عن الموقف الوطني الفلسطيني لكن الواقع يشير الي ان هناك تدخلا قطرياتركيا في الشأن الفلسطيني كيف تري ذلك ؟ الفارق بين الدور القطري والتركي والدور المصري ان قطروتركيا تعززان الانقسام الفلسطيني ويدعمان طرف علي حساب اخر وهذا يضر وحدة الصف الفلسطيني والقضية برمتها، أما الدور المصري دائما مع الوحدة الفلسطينية وحريص علي الدم الفلسطيني ولملمة الفلسطينيين.. في عام 2014 وخلال العدوان الإسرائيلي علي غزة اطلقت مصر مبادرة كان هدفها انهاء حالة الحرب حفاظا علي سكان قطاع غزة من العدوان الإسرائيلي الغاشم لكن قطروتركيا تدخلتا ودفعنا ثمن باهظ من شهداء ودمار.. فهناك فارق بين النوايا المصرية في توحيد الشعب الفلسطيني ومن يسعي لتعميق الانقسام لخدمة اجنداته الخاصةولتعزيز الدور التركي في الاتحاد الاوربي والدور التركي في المنطقة وكذلك الدور القطري وفي النهاية فإن تعزيز الانقسام يصب في صالح إسرائيل. وهل قطروتركيا تعملان بشكل متعمد لصالح اسرائيل بتدخلها في الشأن الفلسطيني؟ إذا كان متعمدا فهو جريمة و اذا كان غير متعمد ويصب في خدمة إسرائيل فذلك مصيبة تركياوقطر في الحالتين يرتكبان جرما يصب في صالح إسرائيل ويخدم اسرائيل ومادام يخدم اسرائيل فهو مرفوض فلسطينيا وإذا ارادت الدولتان مساعدة اهل غزة فهناك سلطة شرعية يمكن التعامل معها لكن ممارسات قطروتركيا تخدم إسرائيل وعليهما اعادة النظر في ذلك الفكر الإخواني البعض يفسر ارتباط حماس بقطروتركيا انه ارتباط ايدولوجي فيجمعهما فكر اخواني واخرين يرون ان الدعم المادي القطري لحماس اجبر قادة حماس علي الرضوخ لتعليمات قطرية إلي أي الرأيين تميل؟ أعتقد ان الرأيين كلاهما صواب فهناك ارتباط ايدولوجي بين الطرفين وهناك بالفعل دعم مادي قطري ضخم لحماس وانا اتعجب كيف تدعم قطرالفلسطينيين ولديها اكبر قواعد امريكية في المنطقة شئ مثير للريبة بالتأكيد هناك من يري ان القضية الفلسطينية تم اختصارها في غزة فقط هل تشعرون بهذا كفلسطينيين؟ بالفعل تحولت القضية القضية الفلسطينية أمام العالم لقضية غزة وتحولت من قضية سياسية وقضية تحرير وطن إلي قضية انسانية فالحديث الآن عن حصار غزة ومشكلات المعيشة في غزة فأصبحت القضية قضية شعب يحتاج الي معونات واكل وشرب وهذايدعم التوجه الإسرائيلي واعطي فرصة لإسرائيل بتهويد القدس والجدار والعبث بباقي الأراضي الفلسطينية كيفما تشاء والاخطر انهم يتحدثون عن الدور المصري في حصار غزة ويعفون اسرائيل تماما من مسئوليتها ويلقون التهم علي مصر بالرغم من ان مصر كانت تفتح المعبر علي مدار 24 ساعة عندما كان تحت إدارة السلطة الفلسطينية لكن الان أعتقد ان مصر كدولة تتحسب في التعامل مع تنظيم وهذا حقها حماس تصور انها المقاوم الاوحد في فلسطين الآن هل هذا صحيح؟ هذا للأسف تصور خاطئ وتزييف للحقائق وغير مقبول فلسطينيا فهي فصيل من الفصائل لكن هناك فصائل كثيرة وهناك تاريخ نضالي للفصائل قبل حماس من بينها منظمة التحرير فلا يجوز ابدا الترويج لفكرة ان المقاومة الفلسطينية بدأت مع انشاء حماس علي سبيل المثال فإن 55% من الأسري في سجون الاحتلال من فتح. أين المقاومة الفلسطينة لماذ توقف الفلسطينيون بما فيهم حماس عن مقاومة الاحتلال الإسرائيلي؟ اليوم حماس لاتعطي المجال لأي فصيل أن يقاوم الاحتلال وهناك هدنة غير معلنة بين إسرائيل وحماس ووصل الأمر بالمواطن الفلسطيني ان يصبح كل تفكيره في الكهربا والمياه وهذه مشكلة وأصبحنا نبحث عن الظروف الحياتية أكثر من قضية التحرر صحيح لدينا مشكلة اقتصادية نقص في الأدوية والسولار وغيرهم لكن لا يمكن السماح بأن تصبح مشاكل المعيشة أهم من قضية تحرير الوطن. فتح وحماس هل أصبحت الوحدة بين فتح وحماس أمر صعب؟ بالفعل هي صعبة لكنها ليست مستحيلة بالتأكيد هناك مشاكل تعيق الوحدة في ظل العقليات الموجودة حاليا وغياب الإرادة لدي حماس لانها إذا اردت مصالحة حقيقية فعليها التخلي عن الحكم في غزة وهذا صعب في ظل تنامي حماس وسيطرتها علي المواطن والوضع الداخلي والتدخلات الخارجية هل نجحت حماس في الاقتراب من المواطن الفلسطيني مستغلة في ذلك ضعف فتح والسلطة الفلسطينية؟ حماس اقتربت من المواطن في بعض المناطق لكن مشكلتها انها مازالت تنظر لمن هو غير حمساوي نظرة مختلفة عمن ينتمي اليها هل الفلسطينيون يرون ان حماس تورطت في عمليات الارهاب التي ضربت سيناء خلال الفترة الماضية ؟ في تقديري هناك بعض السلوكيات ماكان يفترض ان تقوم بها حماس في غزة مثل رفع اشارات رابعة ووضع صور لمرسي في القطاع فقد خلق هذا انطباع لدي المصريين ان حماس متورطة في سيناء ورفضت كل الفصائل ذلك بما فيها الجهاد نحن لدينا قضية استقلال وتحرر وطني ونحن نتساءل من هو مرسي لكي نضع صورته في غزة ونحن لدينا شهداء بالاف ولدينا رمز تاريخي وهو الزعيم الراحل ياسر عرفات هناك انقسام شديد داخل فتح الي اين سينتهي في تصورك؟ صحيح لدينا انقسام وهذا مايضعفنا وحاول البعض الادعاء بأن مصر تفرض رؤيتها للمصالحة بين دحلان والرئيس ابومازن واعتقد ان ذلك غير صحيح فمصر هدفها لملمة فتح ثم المصالحة بين كل اطياف الشعب الفلسطيني للانطلاق نحو مفاوضات انهاء الاحتلال هناك علامات استفهام كثيرة حول شخصية عضو الكنيست الإسرائيلي السابق عزمي بشارة المستشار الحالي لأمير قطر والبعض يعتبره انه يعمل لصالح إسرائيل رغم كونه فلسطين من عرب 48..ما صحة ذلك؟ عزمي بشارة أصبح قطريا ويدورفي اطار الفلك القطري وينفذ سياسات قطر في المنطقة والسياسات القطرية لا تخفي علي أحد.