غادر المعرض الدولي المتجول للفنانين السرياليين المصريين (1965/1938) متحف الفنون بالقاهرة، ليعرض حاليا في مركز بومبيدو بباريس، في مسار يستمر 8 أشهر عبر العرض في دول مختلفة، برعاية مؤسسة الفنون بالشارقة.. المعرض الذي تشارك فيه وزارة الثقافة المصرية (قطاع الفنون) يضم 147 لوحة لفنانين سرياليين مصريين، تمت استعارتها من المتاحف المصرية، ومن مقتنيات بعض الأفراد... غادر الحدث الفني الكبير القاهرة، لكن لم تغادر المخاوف والأخطاء والأسئلة الكاشفة عن حجم الارتجال والارتباك في إقامة معرض بهذه الضخامة... تبدأ الأخطاء من فلسفة إقامة المعرض وأهدافه الغائمة.. من عدم تحديد مفهوم واضح للسريالية، وللفنانين السرياليين المشاركين بالمعرض، حيث نفاجأ بمشاركة أعمال كثيرة لا علاقة لها بالسريالية، ومشاركة أعمال لفنانين أجانب، يحدث هذا مع غياب كافة أشكال التوثيق وعدم توافر كتالوج يضم أسماء الفنانين المشاركين، وتصنيف وتواريخ إنتاج اللوحات المعروضة.. غيبة التوثيق تمتد أيضا إلي غياب ضمانات خروج اللوحات من المتاحف المصرية، وعدم تحديد مواعيد محددة لعودتها، كما أن خروجها من المتاحف تم دون تبصيم ولا ترميم، وهو خروج وصفته مديرة متحف الفن الحديث بالخروج غير القانوني!! الكارثة الأفظع هي عرض لوحات مزيفة.. أشارت الناقدة التشكيلية (فاطمة علي) إلي لوحة الفنان عبد الهادي الجزار الشهيرة (الكورس الشعبي) يعرض منها لوحتان بنفس تاريخ الإنتاج ونفس التفاصيل وبنفس توقيع الفنان.. واحدة استعارها المعرض الدولي من مقتنيات رجل الأعمال نجيب ساويرس، والأخري استعارها من متحف الفن الحديث.. اللوحتان تعرضان متجاورتان في جرأة شديدة، فأحدهما لابد أن تكون مزيفة، وهو ما يعني فقدان المعرض للمصداقية، وعدم القدرة علي التوثيق والتدقيق والكشف عن اللوحات، وأيضا اعتماد اللوحات المزيفة في المعارض الدولية، ومنحها شرعية العرض والوجود...