من الأيام الهامة في تاريخ الدعوة الإسلامية ذلك اليوم الذي تأسست فيه رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة كجامعة ثقافية ودعوية لمكفري الأمة. الاقتراح المبدئي جاء علي لسان العالم الأزهري ابن الشرقية الشيخ عبدالمهيمن أبوالسمح وهو واحد من الأزهر بين الذين تلقوا العلم علي يد المصلح الكبير الشيخ محمد عبده. سافر أبوالسمح إلي السعودية عام 1950 وتولي تدريس الحديث والتوحيد كما خطب الجمعة في المسجد الحرام أكثر من مرة وكذلك في المسجد النبوي. في أواخر عام 1961 اقترح إنشاء رابطة تضم كبار العلماء في الدول الإسلامية ووصل الاقتراح للملك فيصل الذي رحب بالإقتراح وبدأ الاستعداد لانشاء الرابطة من خلال أول مجلس تأسيسي عقد في 14 ذو الحجة 1381 الموافق 18 مايو 1962. الرابطة كانت ولاتزال واحدة من أبرز صور العمل الإسلامي المشترك، حيث ضم المجلس التأسيسي 60 عالماً.. يمثلون الدول المسلمة والأقليات المسلمة في معظم دول العالم ، كما احتضنت الرابطة عددا من مؤسسات خدمة المسلمين في أبرزها المجلس الأعلي للمساجد ومجمع الفقه الإسلامي وهيئة الإغاثة الإسلامية وهيئة الاعجاز العلمي للقرآن والسنة والهيئة العالمية للتعريف بالإسلام وقدمت خدمات إسلامية واسعة في مجال توعية الأقليات والدفاع عن بعض القضايا خاصة قضية القدس الشريف. العطاء الإسلامي من علماء الأزهر منذ هذا الاقتراح لم ينقطع، فعن التأسيس كان المفتي المرحوم حسنين محمد مخلوف من الأعضاء المؤسسين، كما أسس الدكتور عبدالحليم محمود مجمع الفقه الإسلامي وشارك في فتاواه، كما تولي الدكتور عبدالصبور مرزوق الأمانة العامة للرابطة حيث قدم نشاطات واسعة خاصة في خدمة أبناء الأقليات في افريقيا وأوروبا وآسيا ووقف وراء إنشاء عشرات المساجد والمدارس بعدما لاحظ عزوف بعض أبناء المسلمين عن التعليم خوفاًَ من برامج التنصير وبالتالي ترك المناصب الهامة في يد غير المسلمين. لاتزال الرابطة تعمل منذ نحو 63 عاماً في خدمة قضايا المسلمين بفضل فكرة بسيطة من داعية غيور علي دينه. كم في أوطاننا من غيورين علي إسلامهم ومحبين لدينهم.