هي عادتنا والا حنشتريها .. تصريحات ليل نهار عن استعداد الحكومة لموسم السيول والأمطار .. والنتيجة صفر .. كالعادة. كالعادة ورغم علمنا بمخاطر السيول.. غرقت الحكومة في شبر مية.. الأرصاد حذرت ووزير الري يطلق تصريحات يومية عن استعداد وزارته للسيول ومع ذلك جاءت السيول لتحاصر الناس وتعزل مدينة رأس غارب عن الحياة.. أين كانت الحكومة وأجهزتها المسئولة؟.. وأين المخرات وطرق سير السيول؟.. ولماذا تفاجئنا بها.. وهل نحن مستعدون لإمكانية حدوث سيول في البحيرة والإسكندرية وتكرار كارثة العام الماضي حينما غرقت المحافظتان في المياه ولولا تحرك القوات المسلحة وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي لما أمكن وقتها إزالة آثار السيول. في تقرير لنقابة المهندسين بالبحيرة بعد الكارثة كان هناك رصد لأسباب ما حدث منها توقف 13 محطة روافع صرف علي المصارف العمومية وعدم استيعاب المصب عند إدكو والمكس لكميات المياه الكبيرة التي هطلت بغزارة لساعات مستمرة وبكميات كبيرة.. وتعديات الأهالي بالبناء علي جانبي الطرق وعلي منافع المجاري المائية من ترع ومصارف وتوصيل المياه لهذه المباني من خطوط نقل المياه وكذلك توصيلات الصرف الصحي علي المجاري المائية. وعدم وجود مخرات للسيول وخاصة في وادي النطرون مما أدي إلي غرق القري والأراضي في الأماكن المنخفضة، بالإضافة إلي ارتفاع منسوب المياه عند محطات رفع الصرف الزراعي من جهة الطرد مما أدي إلي غرق المضخات وتوقفها عن العمل. وأكد التقرير أيضا أن من أسباب كارثة السيول التي اجتاحت البحيرة والإسكندرية عدم وجود شبكة صرف أمطار مستقلة في المدن وبالتالي تم تصريف مياه الأمطار في شبكات الصرف الصحي مما أدي إلي غرق محطات معالجة الصرف الصحي غير المصممة علي استيعاب مثل هذه الكميات من المياه الغزيرة فغرقت هذه المحطات وكان من الطبيعي غرق الشوارع في المدن بالمحافظتين. والسؤال.. هل قامت الحكومة باتخاذ أي إجراءات لإصلاح هذا الخلل وحتي لا تتكرر هذه المأساة؟.. المشكلة في مصر أننا لا نستفيد من الأخطاء أبدا وهكذا تتكرر الأزمات بدون داع. إن تحرك الرئيس السيسي السريع لمواجهة مثل هذه الأزمات يكشف في الوقت ذاته عجز الحكومة والوزراء ويكشف حجم الإهمال الذي نعاني منه ويكلفنا الكثير من الأموال التي نحن بحاجة ماسة إليها في ظروف البلد الحالية. وأؤكد أن مدينة مثل القاهرة وضواحيها لو تعرضت للأمطار الغزيرة فسوف نغرق جميعا في شبر مية. هي عادتنا والا حنشتريها. زحام شارع التسعين من الصباح الباكر وحتي 7 مساء كل يوم.. يشهد شارع التسعين في القاهرة الجديدة زحاما غير عادي حتي أنك يمكن أن تخرج منه في ساعات الذروة أحيانا بعد 45 دقيقة لتصل إلي الكوبري الواصل للدائري ومدينة نصر.. هذا الزحام الشديد يتكرر يوميا بصورة مأساوية ويجعلني أتساءل.. إذا كان سكان المدينة بهذا العدد القليل فكيف ستكون الصورة بعد 5 أو 10 سنوات..؟ سوف نشعر وقتها كما لو كنا في شارع طلعت حرب مثلا.. هذا المشهد يقودني إلي سؤال آخر.. هل من الممكن البحث عن مخارج أخري؟ وهل من طريقة للقضاء علي الزحام المريع؟.. صحيح أن التسعين يضم الآن عدة بنوك ومئات المكاتب التجارية وغيرها وهي في ظني أحد مسببات الأزمة لكن مع التوسعات الجديدة سيزداد الأمر سوءا ووقتها سنحتاج إلي تسعين آخر. نحن في حاجة إلي مخطط يضع الشوارع في حسبانه ويعطي أولوية قصوي للإنسياب المروري ولعلنا نستفيد من ذلك عند الشروع في إنشاء مدن جديدة بإذن الله.