في سيوة »واحة العجائب» المشهورة بتاريخها وبلحها وزيتونها،توجد ثروة طبيعية لم يسمع عنها كثيرون وهي بحيرات الملح التي تنتشر علي أراضيها التي تحتوي علي أجود أنواع الملح في العالم،وأفضل ملح يتم استخدامه في اذابة الجليد من علي أرض المطارات،والجديد هنا أن أهل الواحة المبدعين بدأوا في تنويع استخدام الثروة التي حباهم بها الله وقاموا بعمل منتجات بدوية وبيئية من ذلك الملح بداية من الأباجورة وحتي قطع الأثات الكبيرة الضخمة. ويحكي لنا نبيل محمد حرباوي من قبيلة الحرابي قصته مع »الملح»،فقد كان يعمل بمشروع إدارة موارد مطروح وترك العمل بعد أن جذبته هواية الصناعات التي تعتمد علي الملح،و أنشأ محلا صغيرا وورشة بمنطقة السوق وبدأ يشتري الملح من احد المحاجر بالواحة لصنع الاباجورات والدفايات والتحف الجمالية،ويشير نبيل إلي ان المشروع الصغير لاقي نجاحا كبيرا لإقبال السياح علي شراء تلك المنتجات البسيطة المصنوعة من الملح،ويقول إنه بدأ في توسيع نشاطه لدرجة أنه يشتري حاليا اطنانا من الملح في شهور الصيف لأن نسبة الترسيب تكون عالية مع ارتفاع درجات الحرارة. ويقول إنه يستخدم في تشكيل ونحت كتل وقوالب الملح بعض الأدوات البسيطة في ورشته مثل الأزاميل بأنواعها المختلفة وأزميل حلية والصاروخ والشنيور الكهربائي،وينتج منها الأسرة وغرف الساونا والترابيزات وبيوت النور،ويقبل علي شرائها أصحاب القري السياحية البيئية المنتشرة بالواحة،ويوضح حربي أنه يقوم أيضا بعمل الجداريات واللوحات بتصميم ثلاثي الابعاد ويقبل عليها السياح الألمان والايطاليون والفرنسيون،في حين يقبل العرب خاصة الاماراتيين والسعوديين والكويتيين علي مقاعد الجلسات وبيوت الصقور،ويشير نبيل حرباوي إلي أن تصنيع المنتجات البسيطة كالهدايا التذكارية تستغرق منه ساعة،أما التي تتطلب وقتا كتصميم بيوت الإنارة بالقري السياحية البيئية ،فتستغرق وقتا قد يصل إلي شهور،وينبهنا إلي أن الصناعات الملحية تحتاج إلي عمليات صيانة وترميم خاصة الشبابيك والأسقف والجدران المصنوعة من الملح.