عاد شهريار من رحلة صيد طويلة استمرت شهرين كاملين وكعادته في مثل هذه الرحلات لا يصطحب معه أحدا من وزرائه، حتي موبايله يتركه مع السكرتاريه حيث لا يريد خلال الرحلة أن يسمع ما يعكر عليه صفوه، وعندما عاد استراح يومين كاملين قضاهما في نوم عميق ثم استيقظ علي صوت شهرزاد وهي توقظه وقد جهزت له إفطاره المعتاد ساندويتشين جبنة قريش وكوباية شاي بحليب. فقطم قطمة من الساندويتش أعقبها بشفطة من الشاي فإذا به يقذفها في وجه شهرزاد وهو يقول متأففاً: - إيه القرف إللي جايبهولي أطفحه ده يا شهرزاد؟ - ليه كده يا مولاي؟ - وليكي عين تقولي مولاي؟ يعني هو جزاتي إني وافقت إنك تتعلمي العزف علي الناي إللي أخد كل عقلك لدرجة تنسي تحطيلي سكر في الشاي؟ - لا يا مولاي مانستش بس أصل يعني يا ملك البلاد. - أصل إيه وفصل إيه انطقي؟ شكل أيامك قربت يا شهرزاد، واضح إنك عايزة تحصلي إللي سبقوكي من العباد. - صبرك عليا يا مولاي، مش شهرزاد إللي يشغلها عن خدمتك عود ولا ناي بس الحكاية باختصار إن البلد اليومين دول فيها أزمة دولار وأنت عارف إنه بيأثر علي كل حاجة حتي أسعار الجرجير والخضار! - احنا هنقضيها دلع وهزار؟ الكلام ده ما يخشش دماغي وبصراحة بيلعب في عبي مليون فار! - زي مبؤلك كده يا مولاي أزمة السكر خلت الناس دليلها احتار والبرج إللي كان فاضل في نافوخها خلاص طار. - خلاص خلاص مش ناقص اكتئاب يا شهرزاد وشوفيلي أي حدوتة يمكن أنسي العذاب. - إيه رأيك يا ملك البلاد أكملك حدوتة أبو الفوارس عنترة بن شداد؟ - جري إيه يا شهر مش رجع خلاص بالنوق المهر بعد ما قعد عند الملك النعمان شهر؟ - كلنا كنا فاكرين إن دي كانت النهاية بس أتاري طلع فيه تكملة للحكاية! - طب إحكي وخلي بالك لو طلعت الحكاية نسج من خيالك هتكون نهايتك وسيف مسرور السياف هيكون في رقبتك سالك. - بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد أن أبو الفوارس عنترة بن شداد الفارس الأول للبلاد قد تعرض لمؤامرة جديدة بعد أن عاد بالنوق العصافير مهر حبيبته علي يد عمه مالك شيخ القبيلة العظيم وأخوها عمرو اللئيم. - مؤامرة جديدة وأنا إللي كنت فاكر ان الحكاية كانت نهايتها سعيدة؟ - مع الأسف يا مولاي! - طيب احكيلي بالتفصيل عملوا إيه في عنترة العنتيل؟ - قالوله فرحك علي عبلة بعد أسبوع بس فاضل عندنا أزمة، السكر فيه أزمة، والشربات من غير سكر ميه ملهاش لزمة. - وكان إيه مطلوب من عنترة علشان يحل الأزمة؟ - قالوله فيه ناس بتبيع السكر في السوق السودة يلا يا بطل ورينا همتك وروح هاتلنا لفة ولا لفتين عشان نبل الشربات وتتجوز عبلتك وتخلف صبيان وبنات، والعاشق الولهان طبعا صدقهم وراح جاب السكر ودفع بدال الألف ألفين وكان راجع سعيد فرحان وفوجيء عند عشش الترجمان بلجنة من مباحث التموين بتفتشه، أتاري شقيق عبلة عمرو المكار كان مصمم ياخد بالتار علشان عنترة جاب سيرة اخته عبلة في الأشعار، قام بلغ بتوع المباحث إللي أخدوا عنترة يا ولداه ومن ساعتها ما طلعلوش نهار! - يا لطيف يا ستار هاه وبعدين كملي يا شهريار. - أكمل إيه يا مولاي توته توته خلصت الحدوتة! - انتي بتستهبلي يا شهرزاد لو الحدوتة خلصت كده يبقي ما تزعليش مني بقي. يا مسرور انت يا مسروووور. راح فين الزفت ده؟ - هو أنا مقولتلكش يا مولاي؟ - قولتيلي إيه انطقي؟ - أصلي بعت مسرور يجيب سكر من السوق السودة وبقاله أسبوع ما رجعش!