من المنتظر أن يعاد افتتاح المبني العريق لدار الكتب المصرية بباب الخلق في مارس القادم، وذلك بعد أن يتم الانتهاء من ترميم المبني وإعادة سيناريو العرض. دار الكتب بباب الخلق كانت قد تعرضت لتدمير شديد نال المبني وفاترينات العرض، نتيجة للحادث الإرهابي الذي تعرض له مبني مديرية أمن القاهرة في يناير 2014، وامتد أثره لينال من دار الكتب ومتحف الفن الإسلامي. عملية ترميم المبني وإعادته للحياة مرة أخري، تتم بمنحة من الشيخ سلطان القاسمي أمير إمارة الشارقة وقدرها 26 مليون جنيه، ويقوم بتنفيذ الأعمال المكتب الاستشاري الخاص من قبل إمارة الشارقة، مع متابعة مباشرة من المهندسين العاملين بدار الكتب. هذا ما أكدته عايدة عبدالغني أحمد المشرف العام علي دار الكتب بباب الخلق وأوضحت لنا من خلال الصور حالة التدمير التي طالت المكان، والتي أتت علي العرض المتحفي، الذي تم تدميره بالكامل، لافتة إلي أنه بالرغم من تدمير الفتارين إلا أن المقتنيات التي كانت بداخلها لم تتأثر إلا عددا قليلا منها مخطوطة نالتها المياه، وبردية يتم معالجتها الآن. ولخصت عايدة الخسائر في أنها تتمثل في التجهيزات الداخلية (التصميمات الحديثة)، وفي خارج المبني تأثر الحجر الهاشمي الخارجي المواجه لمديرية الأمن. وبعد تولي الدكتور شريف شاهين، رئاسة مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية في أكتوبر 2015، بدأ عمل جلسات عمل لوضع خطة عمل لترميم المبني وإعادته مرة أخري، وبالفعل تم وضع برنامج عمل مع الشركة المنفذة، وكانت البداية في 5 يناير 2016، لينتهي العمل في فبراير القادم 2017، وهذا ما يحدث الآن. وتواصل المشرف العام بقولها إنه تم بدء العمل بتجهيز الموقع وتجميع البيانات واستغرق ذلك حتي منتصف فبراير 2016، ثم بدأنا أعمال الإزالة والتشوين خلال فبراير ومارس وأبريل، وقد تلا ذلك فحص الكابلات، والأسلاك والشبكات وتغيير التالف منها، وانتهت هذه المرحلة في أول يوليو الماضي، وصاحب ذلك فحص التكييف وإصلاح وتغيير التالف، وانتهت هذه المرحلة في أغسطس، وترميم الأسقف الخرسانية وقد بدأ العمل فيها أول مايو الماضي وانتهي العمل فيها أغسطس الماضي. وتقول إننا الآن بصدد تركيب الألواح الجبسية، وقد بدأناها من منتصف مايو الماضي، والعمل الآن مستمر بها لتنتهي هذه العملية في أول أكتوبر القادم، ويتوازي مع ذلك تركيب البلاطات (جبس أو استانلس أو بولي كاربونيت) وقد بدأنا العمل فيها أول يوليو الماضي وسوف ينتهي العمل فيها أول نوفمبر القادم. وأوضحت أن تركيب وإصلاح الأعمدة بالتصميمات الحديثة قد بدأ العمل فيها بداية مايو الماضي وسوف ينتهي العمل فيها خلال هذا الشهر، وفيما يخص أعمال الحجر الهاشمي الخاص بالمبني في الخارج (ومعها الشبابيك المواجهة لمديرية الأمن) فقد تولي تنفيذ هذه العملية وزارة الآثار بجانب مهامها في مبني المتحف الإسلامي بشارع بورسعيد. وفيما يخص الأرضيات فقد بدأ العمل فيها أول أغسطس الماضي ليتم الانتهاء منها في فبراير 2017، كما يتم العمل في أجهزة الإنذار وإطفاء الحريق ونظم الكهرباء، وقد بدأ العمل فيها من مارس 2016 لتنتهي في ديسمبر القادم، كما يتم تركيب وتطوير كاميرات المراقبة وهي المرحلة التي بدأنا فيها الآن لينتهي العمل فيها يناير القادم. ولفتت عايدة إلي مسار آخر مهم خاص بالمبني وقالت إنها تعني به وظيفة المبني كمكتبة، وذلك عن طريق وضع سيناريو جديد لشكل الخدمة العلمية والثقافية التي يؤديها مبني دار الكتب بباب الخلق، وقالت إن وضع سيناريو جديد للعرض المتحفي يشمل القاعات الخاصة بالميكروفيلم الخاصة بالاطلاع الميكروفيلمي، والاطلاع الالكتروني، والمكتبات المفتوحة، لافتة إلي أن ما يتم الآن بالمبني تطوير هندسي، عمليات إصلاح بجدول زمني، سيناريو جديد للعرض المتحفي، مشروع تطوير الذاكرة الشفهية لباب الخلق وتحويل الأفلام الميكروفيلمية لنسخ ديجيتال، فضلاً عن تخصيص مخزن من ثلاثة أدوار مجهزة بتراكيب متحركة لأوائل المطبوعات الواردة عن طريق الإيداع، نظراً لتكدس المخطوطات في المبني علي الكورنيش، والتي ستظل به ولم يتم نقلها لباب الخلق. واختتمت المشرفة علي دار الكتب بباب الخلق حديثها بأن المنحة التي تم تخصيصها لإعادة المبني لحالته ولم يدخل ضمن برنامجها التنفيذي الأثاث (الأجهزة).. لذا فنحن بصدد توجيه طلب للجهة المانحة خاص بالأثاث والأجهزة الالكترونية وفتارين العرض المتحفي.