يوم تاريخي شهدته كولومبيا أمس, مع توقيع الرئيس خوان مانويل سانتوس و»رودريجو لوندونيو» المعروف ب »تيموشينكو» قائد حركة التمرد الماركسية »القوات المسلحة الثورية الكولومبية» (فارك) رسميا اتفاق سلام في مركز للمؤتمرات بمنتجع كارتاهينا بمدينة قرطاجنة بحضور 2500 مدعو بينهم 15 رئيس دولة وأكثر من 26 شخصية دولية, لينتهي بذلك صراع مسلح استمر نصف قرن وأدي إلي مقتل نحو 260 ألف شخص و45 ألف مفقود و6,9 مليون مهاجر. وكان الطرفان قد توصلا إلي اتفاق السلام في 24 أغسطس الماضي بالعاصمة الكوبية »هافانا», بعد مفاوضات ماراثونية استغرقت أربع سنوات. وينص اتفاق السلام -الذي ينهي أطول حروب أمريكا اللاتنية- علي تخلي »فارك» عن العنف وتسليم أسلحتها قبل أن تتحول إلي حزب سياسي شرعي, يشارك في الحياة السياسية جنبا إلي جنب مع الأحزاب الأخري, وقبل أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ رسميا, سيشارك المواطنون الكولومبيون في استفتاء تاريخي عليه في الثاني من أكتوبر القادم. وفي حالة موافقة الشعب الكولومبي علي بنود اتفاق السلام, يقوم سبعة آلاف مقاتل من »فارك» بتسليم كامل أسلحتهم في النصف الأول من العام المقبل 2017, ويتم إخلاء 23 منطقة ومدينة كولومبية من السلاح غير المرخص, تحت إشراف لجنة دولية برعاية الأممالمتحدة والصليب الأحمر الدولي.