رحب الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس أمس الاثنين إثر توقيعه في كارتاهينا (شمال) اتفاق سلام تاريخيًا مع حركة "فارك" بقرار الحركة الماركسية المتمردة ترك العمل المسلح والتحول إلى حزب سياسي. وقال سانتوس في خطاب ألقاه خلال حفل التوقيع على الاتفاق الذي ينهي حربًا استمرت أكثر من نصف قرن وخلفت مئات الآلاف من القتلى والمفقودين "بصفتي رئيس الدولة التي نحبها جميعًا أرحب بكم في الديموقراطية". وأضاف أمام حوالى 2500 مدعو ارتدوا ملابس بيضاء، وبينهم رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية، إضافة إلى عدد من ضحايا النزاع "أفضّل اتفاقًا غير كامل ينقذ أرواحًا على حرب كاملة". وخلال حفل ضخم أقيم في المدينة الساحلية وقع على الإتفاق المؤلف من 297 صفحة كل من الرئيس سانتوس وقائد "فارك" رودريجو لوندونيو المعروف أكثر باسميه الحركيين "تيموليون خيمينيز" و"تيموشنكو". من جهته، طلب زعيم "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك ماركسية) رودريجو لوندونيو الصفح من "ضحايا النزاع"، في مبادرة هي الأولى من نوعها. وفي خطاب ألقاه خلال حفل التوقيع على الاتفاق وعد تيموشنكو ب"مرحلة جديدة من المصالحة والسلام" بعد حرب استمرت أكثر من نصف قرن وخلفت مئات الاف القتلى والمفقودين. وقال تيموشنكو "باسم القوات المسلحة الثورية الكولومبية، أعتذر بصدق لجميع ضحايا النزاع عن أي ألم قد نكون تسببنا به أثناء هذه الحرب". وأضاف "نحن نولد من جديد لإطلاق مرحلة جديدة من المصالحة وبناء السلام". وهذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه في العاصمة الكوبية هافانا في 24 أغسطس لايزال بحاجة لأن يصادق عليه الكولومبيون في استفتاء يجري الأسبوع المقبل كي يدخل حيز التنفيذ.