قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الهدنة التي تم التوصل اليها بين أطراف النزاع السوري لا تزال صامدة في مختلف أنحاء سوريا في يومها الثاني أمس في معظم أرجاء البلاد. وأضاف المرصد أن تقارير أفادت بوقوع بعض الهجمات الجوية والقصف في الساعات الأولي من الهدنة مساء الاثنين في مناطق تشمل ريف حماة الشمالي والغوطة الشرقية وشمال حلب.. لكنه أشار إلي أن الانتهاكات توقفت علي ما يبدو وأنه لم يسجل سقوط أي قتلي بين المدنيين علي مدارالساعات الخمس عشرة اللاحقة لبدء سريان الهدنة في الساعة 7 مساء الاثنين. ولا تشمل الهدنة الجماعات المتشددة مثل تنظيم داعش و»جبهة فتح الشام» التي كانت تحمل اسم »جبهة النصرة» وهي فرع تنظيم القاعدة بسوريا حتي قامت بتغيير اسمها في يوليو الماضي.. وتوسطت روسياوالولاياتالمتحدة في هدنة مدتها سبعة أيام وهي ثاني محاولة يقوم بها البلدان هذا العام لوقف الحرب الدائرة منذ أكثر من خمس سنوات. وتتضمن الأهداف الأولية للاتفاق السماح بدخول المساعدات الإنسانية وتنفيذ ضربات أمريكية روسية مشتركة تستهدف الجماعات الجهادية التي لا يشملها الاتفاق علي أن يمتنع الجيش السوري عن مهاجمة مواقع ما تصفها واشنطن بالمعارضة »المعتدلة». وقد حث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف التحالف الذي تقوده واشنطن علي مواصلة اعتبار جبهة النصرة التي غيرت اسمها إلي جبهة فتح الشام منظمة إرهابية وتنفيذ ضربات علي مواقعها. وقد اقام عسكريون روس نقطة مراقبة علي طريق الكاستيلو لمتابعة نقل المساعدات الغذائية لأحياء تسيطر عليها فصائل مسلحة في حلب وقالت وكالة انترفاكس ان عسكريين روس اتخذوا موقعا واقاموا مركز مراقبة متحركا. وقد عبرت نحو 20 شاحنة تحمل مساعدات من بلدة جيلفيجوزو الحدودية التركية إلي شمال سوريا. من جانب اخر قال المرصد السوري إن عدد القتلي الذي جري توثيقه في سوريا منذ بدء الصراع عام 2011 تجاوز 301 ألف. وأضاف المرصد أنه وثق 301781 حالة وفاة لمدنيين ومسلحين منذ 18 مارس عام 2011 ولكنه يقدر أن العدد الإجمالي للقتلي نحو 430 ألف قتيل. وعلي صعيد الأعمال الحربية نفي الجيش الإسرائيلي تقريرا نشرته وسائل إعلام رسمية سورية أفاد بإسقاط طائرتين إسرائيليتين وذلك بعد هجوم إسرائيلي علي موقع للجيش السوري في ريف القنيطرة بالجولان المحتلة. وقال الجيش الإسرائيلي » لم تتعرض سلامة الطائرات الإسرائيلية في أي مرحلة للخطر.» كانت وسائل إعلام سورية نقلت عن الجيش السوري إنه أسقط طائرة حربية إسرائيلية وطائرة بلا طيار بعد هجوم إسرائيل علي موقع للجيش في جنوبسوريا. وفي سياق متصل أكد سامح شكري وزير الخارجية حرص مصر الكامل علي إنفاذ اتفاق وقف اطلاق النار والهدنة في سوريا، والذي تم التوصل إليه مؤخراً بين الولاياتالمتحدةوروسيا في جنيف كي يتحول إلي وقف شامل ودائم لاطلاق النار في كافة المدن السورية لافتا الي ان ذلك يضمن توفير الحماية لابناء الشعب السوري وتوصيل المساعدات الانسانية إلي المواطنين السوريين باعتبار أن ذلك اولوية أولي بالنسبة لمصر. وشدد شكري علي ضرورة العمل الجاد علي استئناف المفاوضات السياسية في اقرب فرصة، مع ضمان مشاركة كافة الأطراف السورية بشكل متساو. جاء ذلك خلال الاتصال الهاتفي الذي تلقاه شكري امس من ستيفان دي مستورا مبعوث الأممالمتحدة إلي سوريا، والذي حرص علي إحاطة الوزير بنتائج وتفاصيل الاتفاق الخاص بوقف اطلاق النار والهدنة في سوريا، والذي تم التوصل إليه مؤخراً بين الولاياتالمتحدةوروسيا في جنيف. و صرح المستشار أحمد أبوزيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بان دي مستورا اكد علي أهمية الدور الذي تقوم به مصر في دعم هذا الاتفاق من خلال حث الأطراف السورية المختلفة علي الالتزام بتنفيذ وقف اطلاق النار والانخراط الايجابي في المحادثات السياسية المزمع استئنافها في المرحلة القادمة.