قصة جميلة وموحية رواها الدكتور حسام موافي أستاذ الأمراض الباطنة والقلب في لقاء تليفزيوني أعجبتني، ورأيت أن أنقلها إلي قرائي الأعزاء. اتصل به شيخ جليل وطلب موعدا للكشف، لكن الدكتور قال له سوف أمر أنا علي جلالتك وذلك تقديرا لقيمته. ولما ذهب إليه وفحصه واطمأن أنه بخير، سأله : ما هي أهم عبادة من العبادات ؟ فرد عليه الشيخ الجليل : أجب أنت أولا. فقال الدكتور موافي : الصلاة. فرد الشيخ :لا. فكر الدكتور ثانية وقال : الصوم، فرد الشيخ :لا ! اندهش الطبيب وانتظر إجابة الشيخ الجليل علي سؤاله فقال الشيخ: جبر الخواطر. احتفظ الطبيب بتلك الجملة العميقة، الدالة داخله، ومضي، وفي يوم تصادف أنه إجازة بمناسبة مولد النبي، كان الطبيب يقضي بعض المشاوير الخاصة وفي طريقه إلي البيت، فتذكر مكالمة جاره الصباحية التي رجاه خلالها أن يمر علي حماته الموجودة في مستشفي قصر العيني للإطمئنان عليها وفي نهاية المكالمة قال له: جبر خاطر روح لها. تذكر كلمة جاره التي استدعت نصيحة الشيخ الجليل وقرر الذهاب إلي حماة جاره بدلا من العودة إلي بيته مباشرة. وهذا ما حدث، وما أن وصل العنبر الذي ترقد فيه حماة جاره حتي داهمته أزمة قلبية حادة، فطلب من تلاميذه من الأطباء الشبان إنقاذه وتركيب الأدوية والمحاليل لأنه شخص حالته بنفسه، ويقول الدكتور موافي لو لم أكن في المستشفي وقتها لكنت فقدت حياتي لأن الوقت مهم جدا في إنقاذ مريض الجلطة وأنا كنت مصابا بجلطتين!. الحكاية جميلة، وحقيقية جدا، فنحن في حياتنا المزدحمة بالأحداث، المليئة بالمسئوليات، المتخمة بالمشاكل ننسي جبر الخواطر الذي قال عنها الشيخ الجليل إنها أهم العبادات. ننسي أن نزور مريضا يعاني وينتظر يداً حانية تربت علي كتفه، ننسي أن نتواصل مع أشخاص كانوا ملء السمع والبصر لكنهم تواروا عن المشهد بفعل الزمن، أو زوال المنصب والسلطة، ننسي أن إسعاد الآخرين هو جزء أصيل في سعادتنا نحن. وأن عمل الخير بكل أنواعه وأشكاله هو ما يمنحنا لحظات من الرضا والصفاء النفسي والتوازن المطلوب للاستمرار في الحياة. أيام وتهل علينا أيام مباركات، عيد الأضحي ووقفة عرفات، وحجيج بيت الله، يؤدون شعائر الحج، يتضرعون إلي الله ونحن معهم أن يحفظ مصرنا الغالية من كل شر، وأن ينصرنا علي أعدائنا الذين يتربصون بمصر. لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك. لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة والشكر لك.. لا شريك لك. كل سنة وكل المصريين والعرب والمسلمين بألف خير.