دولة النباشين .. هي دولة متواجدة علي ارض مصر.. سكانها يتكونون من مجموعة من فارزي القمامة.. قانونها الاساسي هو فرز القمامة وسط الشارع من اجل الحصول علي مايريدونه غير عابئين بالمنظر العام.. آخر مايفكرون فيه هونظافة بلدهم.. يقومون ببيع ما يجمعونه ويحققون ارباحا طائلة من هذه التجارة.. النباشون منتشرون في شوارع القاهرة والجيزة فوجدنا بعضهم يضع »زكيبة كبيرة» علي »عربية كارو» والبعض الاخر يستخدم »تروسيكل » يقوم فيه بجمع المواد التي تستخدم في اعادة التدوير مرة اخري فمنذ ان يضع النباش قدمه في مقلب القمامة اويديه في صندوق القمامة يبدأ في البحث عن الحديد ثم البلاستيك ثم النحاس ثم الورق ثم اي شيء اخر ذي قيمة يقوم بفتح اكياس القمامة بيده ليبحث عن تلك الاشياء ثم يترك بقايا الطعام علي الارض لانها ليس لها اي قيمة ولا يعاد استخدامها، يحول المنظر العام في الشارع الي مشهد عبثي ولكنه يهمه في المقام الاول يتمني ان يجد ورقا وكرتونا وحديدا لكي يبيعه ..اقتربنا منهم حاولنا الحديث معهم وبعد محاولات مجدية تحدثوا. ويقول محمد رمضان نباش قمامة إنه أطلق عليهم هذا الوصف، لأنهم ينبشون القمامة في الصناديق لاستخراج أفضل ما بها من خامات، وأضاف أنه علي الرغم من الخطورة التي يتعرض لها هؤلاء، إلا أن هذا العمل يمثل دخلا أساسيا لهم، ولا يستطيعون العيش بدونه. بيزنس ويضيف أن المشكلة الأكبر التي تواجه النباش، تأتي من جهاز الحي الذي يفرض عليهم عدم أخذ المخلفات إلا من المقلب الصحي، ولكن معظمهم لا ينتظر القمامة تذهب للمقلب لأن هناك عمالاً مخصصين للنبش أيضاً، واستخراج ما بها من مواد صالحة لبيعه مؤكدا أنا مسئول عن جمع وتجميع الزبالة، من بعض السريحة الذين أتعامل معهم حيث يقومون بجمع »الكرتون – وعبوات الكانز - والزجاجات المعدنية» وأقوم بأخذها منهم وفرز ما فيها، فتكون هناك كومة للورق، وكومة للبلاستيك وأخري للصفيح وزجاجات المياه الغازية، وكل طن له سعره حيث يبلغ سعر طن الكانز 5000 جنيه، وسعر طن زجاجات المياه 1000 جنيه، وسعر طن البلاستيك 2000 جنيه والكرتون 400 جنيه. وعن الفرق بين النباش السريح وعامل النظافة المعين من قبل الحكومة، قال إن »الزبال التابع لشركات النظافة يقوم بالفرز لحساب الشركة، ولا يهمه ما يجمعه، أما السريحة فيقومون بفرز القمامة بمنتهي الدقة والحماس، »لأن الحتة الواحدة بدخله فلوس زيادة فيعمل علي جمع الصغير منها قبل الكبير» ويقول محمد كمال »نباش» إن المواد البلاستيكية، تنقسم إلي نوعين رئيسيين هما البلاستيك الناشف وأكياس البلاستيك، ريثما غسل البلاستيك بمادة الصودا الكاوية المضاف إليها الماء الساخن، ثم بعد ذلك يتم تكسير البلاستيك الناشف، وإعادة استخدامه في صنع مشابك الغسيل، والشماعات، وخراطيم الكهرباء البلاستيكية. فلوس كتير ويقول عصام السيد »نباش» إنه علي الرغم من صعوبة هذه المهنة وتعرضنا أكثر من مرة للإصابة بالعدوي، إلا أننا نجني من ورائها ربحا كبيرا، مضيفا: »الناس مش عارفة قيمة اللي بترميه » وعن رأيه في اختيار مهنة أخري غير »نبش القمامة»، أكد أنه يفضل العمل في صفائح النفايات عن العمل في المنازل، أو في أي مكان آخر، موضحا أنه في هذه المهنة يعتمد الشخص علي نشاطه »نوم قليل.. فلوس كتير» وأشار محمد السيد، »نباش وجامع قمامة» إلي أنهم اخذوا مناعة من العمل في الزبالة، ولم يعد يصابون بالأمراض أويتأثرون بجمعها، لافتا إلي أنهم طوال النهار يعملون بها وتحاصرهم أكوامها أمام بيوتهم ليلا، وقال إن منظر الزبالة أصبح شيئا أساسيا في حياتنا ويري شحاتة المقدس نقيب الزبالين ان منظومة النظافة في مصر يحكمها اكثر من هيئة موضحا انه طالب الحكومة مرارا وتكرارا بتخصيص شرطة للقبض علي النباشين ومقاول البناء الذين يلقون مخلفات الروش في الشوارع.