اسم اللوحة: بورتريه دكتور دوميشيه الفنان: مارسيل دو شامب تاريخ رسمها: 1910 المدرسة الفنية : الدادائية هذه اللوحة بعنوان " بورتريه دكتور دوميشيه" للفنان السيريالي مارسيل دوشامب »1887- 1968» رسمها عام 1910.. وهذا البورتريه المبهم يعكس بدرجة ما تأثر دوشامب بالمدرسة الوحشية.. وقد أحاط دوشامب كف اليد اليسري لصديق طفولته "دوميشيه" الطالب حينئذ في مجال الطب الإشعاعي بفيض غريب كهالة تطوقها، بالطبع هذه الهالة غير مرئية للفنان، لكنه أراد ان تكون اشارة منه موحية إلي دراسة صديقه لأشعة إكس المكتشفة عام 1895 من العالم الألماني فيهلم رونتجن.. وهذا التوهج أو الهالة النورانية التي تحيط كف يده هي مظهر لتفاعل الفنان مع الاكتشافات العلمية.. اللوحة تركز علي كثافة الفراغ المحيط "بدوميشيه" في تناقض وشفافية الهالة المحيطة باليد وعلي الألوان ليتسق هذا التذبذب حول كف اليد وتأثيره الذي يكاد يمتد في تفاعل إلي كامل اللوحة.. والهالة أو »أورا» AUکA تعني باليونانية نسمة اونفحة رياح في مرورعابر كتأثير من الجسد الإنساني.. وعلمياً في بداية القرن العشرين اُكتُشفت وسيلة تصوير تبين حقول الطاقة المنبعثة من أجسادنا تُعرف بتصوير »الكليرين» أو التصوير الكهربي وتقريباً كل ما يُصور بهذه التقنية يظهر مُحاطاً بهالة نشطة. فمن الثابت أننا لسنا مُحاطين بالهواء فقط غير أن اجسادنا ربما تنبعث منها أشعة أوهالات وطاقة اقرب لطاقة بيولوجية كمؤشر لما يحدث داخل الجسد لا نراه ولا تدركه العين.. ورغم دقة العين البشرية واعتمادنا عليها في إدراك العالم المحيط الا انها محدودة كنافذة ضيقة علي عالم ليس كله مرئيا يحيطنا كعوالم لامرئية هي الواقع الأكثر حقيقة ولا حصر لها، لكننا لا نراها ولا تقتصر علي حقول الطاقة اوالمغناطيسية والكهربائية.. فداخل قطرة الماء الصغيرة تعيش مخلوقات اصغر من ان نراها تسمي "لبلانكتون" تتحرك في صمت في عالمها الذي يبدو بلا حدود.. وجلدنا نفسه يخفي عالما مصغراعند رؤيته مكبرا يظهر كأرض غريبة بها كتل من الشعر تنمو كجذوع الشجر علي كل منها فطريات متناهية الدقة.. وهذه الفطريات ترافقنا طوال رحلة حياتنا.. أما ما هو وراء طيف الضوء الخفي تكمن لا نهائية المشاهد غير العادية بلا حدود لصور تنشأ عن أشكال من الطاقة تتملص من العين المجردة تحيطنا ولا ندرك وجودها فنحن منفيون عن العوالم الأخري بسبب الزمن والحجم في عالم متحرك سريع حيث لانهائية من التفاصيل أسرع وأدق من أن تراها العين.. لكن بخيال الفن وحده يمكننا التمتع بإدراك مالا تدركه العين.