عالم الاحتراف في كرة القدم له معايير يخضع لها.. إلا أنه يختلف عندنا في الكرة المصرية عما يسير عليه في الدوريات الأوربية والعالمية المتقدمة.. هناك البيع والشراء أو الانتقالات بكل صورها معلنة مسبقا.. ومنذ فترة وأي ناد يرغب في لاعب يطلبه، ولا توجد مزايدات بشكل فج مثلما يحدث. كما أنه لا يوجد هناك غيرة أو "نفسنة" في ما يتقاضاة اللاعبين بالملايين وكذلك أسعار المدربين، إلا في الدوري المصري. مثلا.. هناك كلام كثير عن عودة عصام الحضري لحراسة "عرين" الأهلي من جديد، وبمجرد الكشف عن الخبر أو النية أو بدء التفاوض أو جس نبض أصبحت حالة "النفسنة" مرتفعة بشكل مرعب.. مع أن هناك رغبات كثيرة حمراء تري أن يكون عودة الحضري للقلعة الحمراء.. كلام نهائي. والموضوع في الأساس، هل الأهلي يحتاج فعلا للحضري الآن - بكل تأكيد كثيرون يرون ذلك في ظل اهتزاز مستوي حارس الأهلي شريف اكرمي.. وعدم حصول أحمد عبدالمنعم علي فرصته الكاملة في الذود عن مرمي الفريق الأحمر.. طيب.. وهل يمكن أن ينجح الحضري مع الأهلي خلال المرحلة المقبلة رغم السن الكبير الذي هو عليها؟! كثيرون يقولون أن الحضري يعتبر الأفضل الآن ونجح في قيادة المنتخب الأول أمام تنزانيا وأن العبرة بالأداء وليس بالسن.. ولكن ما هي مدة التعاقد للأهلي مع الحضري.. موسم واحد أم موسمين؟! وهل ممكن أن يصرف الأهلي النظر عن الشناوي.. سواء كان الشناوي أحمد أو محمد.. كلها أسئلة مهمة وتدور في الوسط الرياضي حول حقيقة امكانية تحقيق صفقة عودة الحضري مجددا لعرين الفريق الأحمر.. خاصة أن اللاعب لديه رغبة في أن يختم حياته الكروية في الأهلي الذي صنع نجوميته وتاريخه الكروي.. إذا لابد وأن يخضع تعاقد الأهلي مع الحضري للكثير من هذه المعايير. نصف العالم يلعب الآن الكرة الحقيقية.. الممتعة، المثيرة في يورو 2016 وكوبا أمريكا.. كل أنظار العام تتجه صوب فرنسا، أمريكا.. لمتابعة أكبر بطولتين.. وتقام هذه البطولات في تلك الفترة بعد انتهاء مباريات الدوري حتي تستمتع الجماهير بأداء النجوم والمنتخبات.. لكن الدوري المصري سوف يصبح في مواجهة اليورو وكوباأمريكا.. ببعض المباريات المتبقية حتي 7 يوليو بلقاء القمة بين الأهلي والزمالك الذي أتمني أن يخرج علي أعلي مستوي في الأداء والسلوك والأخلاق. بلاشك أن صمود الدوري المصري حتي نهايته لهو نجاح لاتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضة ووزارة الداخلية الذين تحملوا الكثير حتي يصل الدوري الي نهايته. وكان يمكن للدوري أن يكون أفضل كثيرا، إذا كان جمهور الأولتراس أبدوا مرونة وتعاون مع الأندية والأمن، كان ذلك سوف يسرع بعودتهم الي المدرجات والملاعب. عموما الفرصة مواتية للجمهور ليؤكد علي حبه لناديه وبلده من خلال المباريات المقبلة للأهلي والزمالك في بطولة أبطال الدوري الافريقي، وهي مباريات صعبة جدا تحتاج تكاتف الجميع ليصعد الأهلي والزمالك لنهائي أفريقيا. لم أكن أتوقع أن نصعد علي حساب رواندا بركلات الجزاء وأن يعاني منتخب الشباب بقيادة معتمد جمال لهذا الحدث باستاد القاهرة. يبدو أننا أغفلنا التطور الذي وصلت اليه الكرة الافريقية وأن التطور لمس كل منتخبات وأندية افريقيا.. ونحن محلك سر.. وهذا يعني ضرورة إعادة تخطيط من جديد لنعود لقيادة الكرة الافريقية، والجلوس علي عرش القارة السمراء.. لأن التعالي علي أفريقيا لن يفيد والدليل أننا في التصنيف الثاني!! اتحاد الكرة المستقيل يجب أن تقول له شكرا علي ما قدم في الظروف الصعبة.. لا أن نرمي ورائهم "قلة" بمجرد الرحيل.