شريف إكرامي هو أحد قادة الأهلي الآن ومن الذين عاصروا جيل البطولات في القلعة الحمراء.. عن الاختلاف بين الماضي والحاضر، ولقب حارس مصر الأول يتحدث إكرامي. ماذا بعد خسارة كأس السوبر الإفريقي بركلات الترجيح التي لم يتألق فيها إكرامي كعادته، ولماذا تراجعت نتائج الأهلي، وكيف يرى البديلين أحمد عادل عبد المنعم ومسعد عوض.. كل هذا يأتي في حوار الحارس الدولي مع FilGoal.com. - مررت بظروف صعبة في الفترة الأخيرة، طمأنا على سلامة ابنتك أحمد الله على سلامة ابنتي، فأنا سافرت إلى إنجلترا بعدما أثبتت الفحوصات حاجتها إلى جراحة، ولكن هناك شككوا في صحة هذه الفحوصات وهو ما جنبنا خضوعها إلى الجراحة. أشكر الملايين من الشعب المصري التي قامت بالدعاء لي ولابنتي، وربنا يكون في عون الفقير في مصر، لأن الكثير يقعون ضحية أخطاء الأطباء هنا، ولا يقدر الكل على السفر للعلاج بالخارج. - الأهلي كان يحتاجك بشدة في تلك الفترة، هل وضعك ذلك تحت ضغط أكبر؟ حاجة الأهلي لي في هذه الفترة كانت تضعني تحت ضغط بالتأكيد، فالأهلي كان يلعب مباريات حاسمة وقت سفري إلى إنجلترا خاصة مباراة القمة. ولكنني أشكر إدارة الأهلي والجهاز الفني الذي وقف بجانبي من أجل تسهيل إجراءات السفر، ويكفي أنهم قالوا لي أن سلامة ابنتي أهم حتى من الدوري. - وما رأيك في أداء مسعد عوض في المباريات التي لعبها في غيابك؟ يجب أن ندرك أن حراسة المرمى في النادي الأهلي صعبة، أصعب حتى من اللعب في المنتخب والاحتراف في أوروبا. والسبب في ذلك أن الجميع يقيمك في تعاملك مع كل كرة، والأداء الجيد في المباريات لا يتذكره الناس كثيرا .. أنت مطالب بأن تكون في قمة مستواك في كل مباراة. مسعد عوض حارس صاعد وجد نفسه بشكل مفاجئ يتحمل مسؤولية حراسة مرمى الأهلي، ومن الطبيعي أن يقع في أخطاء مثل كل الحراس في بداياتهم، والمطلوب منه الآن أن يستفيد من المشاركة ويتجاوز كل ذلك حتى لا يقع في هذه الأخطاء مستقبلا. - وكيف نجح إكرامي في تطوير مستواه خلال الفترة الأخيرة؟ تعرضت للهجوم في بداياتي مع الأهلي، وذلك لأنني وقعت في أخطاء أنا نفسي استغربتها كثيرا. فحراسة المرمى في النادي الأهلي كانت غير مستقرة منذ 2008، ولذلك كانت العودة للأهلي أكبر تحدي في حياتي .. كنت أريد أن أغير الصورة التي أخذها عني الإعلام والجماهير بسبب البداية السيئة. أنا شخص لا يستسلم بسهولة ولذلك وضعت نفسي في تحدي من أجل إثبات ذاتي، وتعاملت مع كل مباراة على أنها اختبار أبذل فيه قصارى جهدي، وبتوفيق الله وكرمه تحسنت الأمور حتى أصبحت الحارس الأساسي للأهلي ولمنتخب مصر. - هل تعتقد أن أحمد عادل عبد المنعم ومسعد عوض يتمتعان بنفس الرغبة في إثبات الذات؟ أحمد عادل عبد المنعم عشرة عمر بالنسبة لي، تدربت معه في فرق الناشئين وبعد عودتي للأهلي في 2010 .. هو حارس مجتهد لا يستسلم ولا ييأس، وهذا سبب تميزه في كل مرة يشارك فيها. وكذلك مسعد عوض فهو حارس منتخب مصر الأوليمبي ويرغب في المشاركة باستمرار، وأتذكر أننا تحدثنا في بداية الموسم ونصحته بأن يبذل قصارى جهده في المران حتى لا يضيع الله تعبه مع أول فرصة يحصل عليها للمشاركة. والدليل على ذلك، أن عادل عبد المنعم كان حارس الأهلي في نهائي الكونفدرالية والكل أشاد به ورشحه للمنتخب، فيما شارك مسعد عوض أكثر منا هذا الموسم. حارس مصر الأول - يبدو أن علاقتك قوية بزملائك في الأهلي.. ولكن هل علاقتك بأحمد الشناوي بنفس القوة؟
علاقتي قوية بأحمد الشناوي، فهو زميلي في المنتخب منذ فترة بوب برادلي، والتنافس بيننا على يؤثر على علاقتنا. ولازلت أرى أن زمن "النفسنة" بين الحراس في المنتخب انتهى، فالشناوي كان أكبر داعم لي في مباراة غانا في تصفيات مونديال 2014، وكنت أنا أخر من اتصل بالشناوي قبل مباراتي بوتسوانا والسنغال في تصفيات كأس الأمم لتحفيزه. والدليل على ذلك أننا نتناوب على حراسة مرمى المنتخب دون مشاكل، فلا أحد يعرف متى سيحصل على فرصة المشاركة. ولذلك فالعلاقة الإنسانية بينك وبين زملائك هي الأهم، لأن سمعتك بعد اعتزالك تبقى أكثر من عمرك في الملاعب. - وهل تغضب ممن يلقبونه بحارس مصر الأول؟ لم أهتم يوما بالألقاب، ما يهمني هو رضاي عن نفسي .. فطوال فترة لعبك وبعد اعتزالك ستجد من يحبك ومن يكرهك، ولكل شخص قناعاته. ما يهمني فعلا هو أن أحظى باحترام الجميع بعد اعتزالي. - إذا، لماذا علاقتك بعصام الحضري ليست بنفس القوة؟ لا يجب أن نغفل عن أن لكل شخص وجهة نظره وطريقته في التعامل مع الآخرين، ولا يمكن أن أفرض طريقتي على أحد. ولا يجب أيضا أن نغفل أيضا فارق السن، فالحضري أكبر مني بعشر سنوات ولسنا من جيل واحد. صحيح أنني أكبر من الشناوي إلا أنني قادر على نقل طريقتي في التعامل إلى من هو أصغر مني سنا وليس الأكبر، فأنا تعرضت لمواقف وتجارب في أوروبا لم يتعرض لها أي حارس في مصر ومن هنا تأتي الخبرة. وليس شرطا أن تكون علاقتي قوية بالحضري لأن علاقتي قوية بزملائي في الأهلي والشناوي. - تعرضت للاتهام أكثر من مرة بالتهرب من المنتخب، لماذا أنت دائما؟ الحقيقة ظهرت لكل الناس وباتت واضحة للجميع، ومن لا يريد أن يراها متعمدا لا يهمني أن أشرح له الموقف بعدما خضعت للجراحة، سواء كان له مشاكل مع شخصي أو ممن يمتلكون مشاكل مع الأهلي. واعتقد أن من يعرفني جيدا، لا يمكن أن يصدق أنني أهرب من المسؤولية. - هل تؤيد تعيين مدرب مصري أم أجنبي للمنتخب؟ لا يهمني الجنسية .. المهم أن يكون كفئا. جيل جديد - بالعودة إلى الأهلي، هل تتفق مع من يرى أن الأداء تراجع كثيرا هذا الموسم؟ الأهلي بطل الدوري على مدار 8 سنوات، وفزنا ببطولات إفريقية في الثلاث سنوات الأخيرة، ولا يوجد فريق قادر على الفوز بكل شيء طوال العمر، والدليل ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ. أحيانا يكون مطلوبا منك أن تتوقف فترة لتبني وتدرس الأمور من جديد من أجل المنافسة في المستقبل، والجماهير الواعية تعرف ذلك جيدا. في هذه الفترة، من الطبيعي أن تخسر .. ولكن يجب أن تحاول أن تقلل الخسائر بقدر الإمكان من أجل المنافسة على كل البطولات في المستقبل.
فالأهلي يمر بهذه المرحلة منذ الموسم الماضي، ورغم ذلك فزنا بالدوري وكأس الكونفدرالية والسوبر المصري. من الممكن أن يكون الأداء لا يعجب الجماهير، ولكن هذا طبيعي بكل تأكيد. - ولكن الجمهور يرى أنك مع حسام غالي وحسام عاشور من جيل البطولات ولذلك يستغرب التراجع، فهل تتفق معهم؟ النادي الأهلي لا يقف على أي لاعب، وأول من يعرف ذلك النجوم الذين حققوا البطولات. فوائل جمعة لم يحقق البطولات من أول موسم له مع الأهلي وكذلك محمد أبو تريكة، فالأهلي يحقق البطولة بالمجموعة وليس بفضل لاعب واحد فقط. الانتصارات في الأهلي راية يتسلمها كل جيل من الآخر، فسيأتي اليوم الذي يستلم منا الشباب مثل رمضان صبحي ومحمود تريزيجيه وكريم بامبو الراية منا ويسلمونها إلى جيلهم. ودور الشباب أن يستفيد، واعتقد أن الفوز بالكونفدرالية أفادهم كثيرا. - إذا لماذا دائما خوان كارلوس جاريدو محط انتقادات الجميع ويقارنون بينه وبين مانويل جوزيه؟ لا يوجد لاعب في الأهلي يقيم مدربا، وكما قلت.. الأهلي في مرحلة جديدة تحتاج الصبر وجاريدو يبذل أقصى جهد من أجل تحقيق نتائج إيجابية. وليس شرطا أن يكون مانويل جوزيه نموذج النجاح بالنسبة لكل مدرب، كما هو الحال بالنسبة لي .. ليس شرطا أن يكون والدي هو نموذج النجاح الذي أقارن به دائما .. وأنا دائما واجهت مشاكل بسبب المقارنة مع إكرامي الكبير. إكرامي الكبير كان يتمتع بحب الناس وأتمنى أن أحظى بنفس الحب، ولذلك كنت أريد أن أحقق نجاحات أكبر منه، فمثلا أنا حصلت على بطولات قارية أكثر منه .. ألا يعتبر ذلك نجاحا؟ أنا أحاول النجاح بأسلوبي. - ولماذا لا تتجه إلى التمثيل مثله؟ الظروف مختلفة، والسينما الآن أيضا أصبحت مختلفة وتجارية أكثر .. وأنا لا امتلك الموهبة أساسا لا يمكن أن ننسى أيضا أنه كان أوسم مني والبنات تحبه ولا تحبني أنا. - جماهير الأهلي تثق بك عندما تتجه المباراة لركلات الترجيح، ماذا حدث أمام وفاق سطيف؟ أنا مؤمن تماما أن توفيق الله هو أساس تميز الحارس في ركلات الجزاء، وهذا لا يمنع الاعتراف بأن لاعبي وفاق سطيف مميزون في تنفيذها. فزنا أمام القطن الكاميروني ويانج أفريكانز والزمالك بركلات الترجيح، وتصديت لركلتي جزاء من بتروجيت في الدوري الموسم الماضي، ولكن الله لم يكتبها لنا أمام وفاق سطيف. كنا نريد أن نفوز ببطولة من أجل إسعاد جماهير الأهلي ومصر في هذه الظروف الصعبة، ولكن قدر الله وما شاء فعل .. هو أعلم منا بالأفضل. - في رأيك .. لماذا تكرر سقوط الجماهير أمام استاد الدفاع الجوي بعد حادثة بورسعيد؟ التأخر الشديد في القصاص ظلم لأهالي الشهداء، وأصبح يوجد هوان في الأرواح في مصر وأصبح الموت شيء عادي يحدث يوميا. كما طريقة تنظيم دخول المباراة لم تكن آدمية، وإذا كان الأمن غير قادر على عودة الجماهير الآن، فلنستمر في اللعب بدون جمهور .. يجب أن تكون أمينا في إخبار ذلك للجميع. فنحن نعيد الجماهير للمدرجات من أجل إمتاعهم وليس تعذيبهم.