لا يمكن أن تمر ظاهرة الكابتن أحمد شوبير كإعلامي مثير للجدل مرور الكرام.. ربما يكون شوبير لاعب الكرة الوحيد الذي حقق نجاحاً إعلامياً واضحاً وضوح الشمس ودون أن يصل إليه بضربة حظ أو كارت توصية أو بالصدفة، فأنا أعرف أنه حفر لنفسه هذا الطريق بجهد وصبر يحسد عليه.. ولكن! وقبل أن استطرد استوقفتني كلمة ».. ولكن» للناقد الكبير الراحل ناصف سليم، والناقد اللامع الكبير حمدي النحاس، فقد كانا أشهر ناقدين يكتبان مانشيت جريدة المساء عقب مباريات القمة بين الأهلي والزمالك في الزمن الجميل، وهي مانشتات كانت تحقق مبيعات هائلة لجريدة المساء، ورغم أنها كانت تميل للزمالك صراحة إلا أن جماهير الأهلي كانت تندفع إليها اندفاعاً ظهر اليوم التالي للمباراة فإذا خسر الزمالك المباراة جاء المانشيت مثلاً: »الزمالك غسل الأهلي.. ولكن».. وفي مرات أخري »لعب الزمالك.. ولكن.. فاز الأهلي»! وهكذا تعبت »ولكن» من هزائم الزمالك! أعود إلي شوبير.. في البداية أعلن أنني أختلف معه في معظم آرائه ولا أري كثيراً أنها لله والوطن.. لكنني أقر وأعترف بنجاحه في الوصول إلي أعلي نسبة مشاهدة لبرنامج رياضي، فأنت تختلف معه ولا تستطيع أن تتجاهل برنامجه الإذاعي أو التليفزيوني.. هذه حقيقة لن أنكرها لأن الزملكاوية لا يعرفون الجحود! مساء الثلاثاء الماضي، وفي بداية حلقته »مع شوبير» عاد شوبير إلي عادته القديمة ودس أنفه في الشئون الداخلية للبيت الأبيض بزعم أنه يقدم نصائحه للمستشار مرتضي منصور رئيس الزمالك الذي لم ولن يتكرر في ميت عقبة.. المهم أن شوبير انتقد بشدة ما زعمه من تدخل المستشار في الشئون الفنية للفريق بطل الدوري والكأس رغم أنف الحاقدين، انتقد ما زعمه عن غضب مرتضي منصور علي باسم ومحمد إبراهيم، ثم انتقل بقدرة قادر للحديث عن بطولات الزمالك العام الماضي مؤكداً بوجهه الريفي الجميل أن ما حدث لن يتكرر هذا العام.. ليه يا شوبير؟! واستطرد قائلاً: الأهلي العام الماضي لم يكن موجوداً.. لكن هذا العام الأهلي لن يتخل عن بطولاته.. يعني إيه يا عم شوبير؟! يعني أن الزمالك فاز بالدوري والكأس السنة الماضية لغياب الأهلي فقط!! وهذا هو شوبير الذي يقع دائماً في خطأ لا يمكن لإعلامي محترف أن يقع فيه، فلا يفرق بين انتمائه »الأحمر» ومنبره الإعلامي الذي تشاهده كل الجماهير باختلاف انتماءاتها.. نفس الخطأ يقع فيه عندما يعلق علي مباريات الأهلي والزمالك إلا إذا أجبره الزمالك علي الاعتراف بالحق واضطر اضطراراً للإشادة بمدرسة الفن والهندسة مثلما حدث في مباريات سابقة كاد أن يشد فيها شعر رأسه وهو يعلق بغيظ علي أداء الأبيض قائلاً: »الكورة مطاوعة الزمالك ومش عاوزه تطاوع الأهلي».. ومع ذلك يحترمة جمهور الزمالك ويحترم الحالة النفسية التي تصيبه كلما تفوق الأبيض علي الأحمر. أقول للكابتن شوبير وأنصحه بأن يوفر نصائحه لرئيس الزمالك وأن يتذكر ما قاله العام الماضي عن تغيير مدربي الزمالك ونفس انتقاداته لرئيس النادي بالتدخل في التشكيل وتغيير المدربين ثم أحرجه الفريق الأبيض وفاز بالدوري والكأس وثبت بالدليل القاطع أن رئيس الزمالك كان علي حق وأخطأ الآخرون! أريد أن يتذكر شوبير أن الزملكاوية سواء كانوا من النقاد أو الجماهير لا يتدخلون في الشئون الداخلية الحمراء رغم ما يحدث داخل النادي الأهلي، ويؤلمنا جميعاً باعتبار أن أي أذي يصيب الأهلي سيكون له مردوده السلبي علي الرياضة المصرية كلها.. وأنصح شوبير بأن يتذكر دائماً دور الإعلامي الحيادي مهما كان انتماؤه الرياضي وأن يتذكر كبار النقاد أمثال الكابتن نعمان في الأخبار، والكابتن المستكاوي في الأهرام، وكيف كان كل منهما يفرق بين الانتماء الرياضي والرسالة الإعلامية! وأقول لشوبير أخيراً: »مهلاً يا كابتن.. الزمالك هو الزمالك ولن تنخدع جماهيره بابتسامتك غير البريئة وأنت تتظاهر بالإشادة بالقلعة البيضاء لتبدو أمام الجماهير وكأنك محايد »لا سمح الله»! نحن نتقبل مثلاً ابتسامة الدكتور عمرو عبدالحق رغم أنه أهلاوي صميم لأنها ابتسامة من القلب وبريئة ومريحة! وأخيراً.. ليعلم الفريق الفضائي الأحمر في جميع القنوات أن الزمالك أصبح له درع وسيف.. ويكفي الزمالك أنه علي مدار تاريخ الكرة المصرية هو صاحب مدرسة الفن والهندسة وصاحب أجمل أداء علي الإطلاق.. مع الاعتذار لصديق العمر الكاتب الكبير حامد عزالدين! هذا هو شوبير الذي يقع دائماً في خطأ لا يمكن لإعلامي محترف أن يقع فيه، فلا يفرق بين انتمائه »الأحمر» ومنبره الإعلامي الذي تشاهده كل الجماهير باختلاف انتماءاتها..