خسر الزمالك مباراته الأخيرة أمام إنبي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد وكالعادة "شمتت" الجماهير الأهلاوية ووصفت الهزيمة بالمدوية وهذا اعتراف من هؤلاء أن الفريق الأبيض قوي وكبير ولا يستحق الهزيمة أمام نظيره البترولي. ولكن هل نسي هؤلاء فوزهم غير المستحق على إنبي في مباراة كان لها دور كبير في إضفاء اللون الأحمر على درع الدوري الموسم الماضي عبر ما يمكن وصفه بالسقطة التحكيمية الفاضحة وهل ينكر هؤلاء أن الحكم سمير محمود عثمان جامل الأهلي بطريقة مستفزة وخارجة عن كل النصوص؟ وأخيرا هل يؤمن هؤلاء بأن الهزيمة الشريفة أفضل من فوز باطل لم يأتي بأقدام لاعبي كرة القدم وإنما بصافرة وقحة وبذيئة وصامتة على الحق عالية في الخطأ والظلم؟ ترددت كثيرا قبل كتابة هذه السطور خوفا من اللون الأحمر القاتم الذي أصبح يغطي الوجوه والصدور والحناجر وخشية أن تصدر بحقي فتوى أهلاوية بإهدار دمي الأبيض فيسيل على ثيابي البيضاء فأصير واحدا من الكل "اللي لابس أحمر" أو ربما أهب ذات يوم للدفاع عن مبادئ واهية وقيم هشة فأكتب في دهشة "وتسألون لماذا يفوز الأهلي بالبطولات؟". الإجابة على السؤال السابق لها وجهان أحدهما أحمر والآخر أبيض فإن كنت من عشاق اللون الأول فحديثي لن يفيدك وربما يستفزك، وإذا كنت من عشاق اللون الثاني فإنك ستهلل لحديثي ولكنك لن تستطيع أن تفعل شيئا فالأمر بيد إدارة ضعيفة قد تكون حاملة لمبادئ حقيقية ولكنها "لا تجلب مالا ولا تصون عرضا". سأبدأ بالحديث عن اتحاد كرة القدم المصري وعن "جرائمه" المتتالية بحق جماهير القلعة البيضاء، وبعيدا عن التعصب وعن الانتماء الشخصي أود أن أسأل الكابتن سمير زاهر هل أضحى الاتحاد مشيخة لا يجوز مناقشة قراراتها أو اتهامها بأنها تكيل بمكيالين وأنها تفصل في قراراتها بين الأحمر والأبيض فأصبحت "حمرا...." حالها حال بلد بأكمله يدين بالتعصب والنفاق والخداع ثم يخرج مسئولوه إلى وسائل الإعلام ليبرر كل ذلك وكأنه "يقتل القتيل ويمشي في جنازته". سأستند في البداية بواقعتين: الأولى: عندما صرح محمد حسام رئيس لجنة الحكام للإعلامي أحمد شوبير في برنامج "الكورة مع دريم" أن الأهلي فاز بلقب الدوري في وجود الحكام المصريين في رد على مطالب الأهلي باستقدام حكام أجانب، وبالطبع سيقول لي بعض الأهلاوية أنه لم يقل ذلك. لقد سأله شوبير في البداية ما ردك على رغبة الأهلي في الاستعانة بحكام أجانب في الدور الثاني لأنه يشعر بأن هناك ظلم يقع عليه في الفترة الأخيرة، فرد عليه حسام قائلا أنا لن أدافع عن الحكام المصريين ولكن الأهلي في المركز الأول "بالحكام المصريين" وحصل العام الماضي على لقب الدوري "بالحكام المصريين" فماذا يعني هذا الكلام يا أخي الأهلاوي؟ الثانية: نشرت جريد "الدستور" في عددها الصادر يوم الاثنين الثاني من أغسطس خبرا قالت فيه إن المهندس هاني أبو ريدة نائب رئيس اتحاد الكرة ترأس اللجنة التي اتخذت قرارها بالاكتفاء بتغريم محمد ناجي جدو وعدم إيقافه نظرا لغياب الرئيس سمير زاهر الذي غادر في صباح نفس اليوم إلى شرم الشيخ لقضاء إجازة مدتها أربعة أيام!! وبعد اتخاذ القرار مباشرة اتصل أبو ريدة هاتفيا بالكابتن حسن حمدي رئيس النادي الأهلي ليبلغه بالقرار ويهنئه به - برغم ذلك لم يتحدث أحد عن هذا الموضوع ولم يعلق عليه وكأنه أمر طبيعي. ألم يتخذ اتحاد الكرة هذا قرارا بإيقاف حازم إمام الصغير 8 مباريات لأنه اندفع ليترجى حكم مباراة الزمالك واتحاد الشرطة حتى لا يتخذ قرارا بإشهار البطاقة الصفراء الثانية في وجهه ومن ثم طرده فاندفعت يده تجاه الحكم بشكل غير مقصود فأسقطت البطاقة على الأرض. ومن المعروف أن إمام شاب صغير السن لديه حماس شديد واندفاع أشد ولكنه مهذب الخلق، وأتذكر حديثه مع الكابتن مدحت شلبي في قناة "مودرن سبورت" عندما بكى وقال أنه لم يقصد أبدا الإساءة إلى الحكم فرد عليه شلبي قائلا "إحنا عارفين إنك يا حازم لعيب مهذب وإن ده حصل غصبا عنك". قبل أيام تكررت نفس الحادثة وكان بطلها أحمد عيد عبد الملك نجم حرس الحدود وقامت لجنة الانضباط بإيقافه 4 مباريات فقط، وكأن اتحاد الكرة أصبح لديه كم من "البجاحة" بأن يكيل بمكيالين علنا وأن يقف في وجه الزمالك بهذا الشكل المستفز والعلني. ألم يتخذ اتحاد الكرة قرارا بإيقاف عمرو زكي لأنه همس بشفتيه بكلمة حللها المتخصصون في قراءة الشفاه بأنها لفظ خارج، في حين لم يتخذ الاتحاد أي قرار بشأن أخطاء الأهلي الكثيرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر: - حسام عاشور تهكم على الحكم ومسك يديه وأنزلها غصبا ولم يحدث شيء - وائل جمعة قام بدفع الحكم المساعد بعد الطرد في صدره - حسام البدري تهجم على حكم مباراة الحرس وهدده بعد نهاية اللقاء - أحمد حسن تهجم على الحكم مدحت عبد العزيز الذي قاد لقاء الأهلي وإنبي الموسم الماضي وفي المقابل، أوقف اتحاد الكرة شيكابالا لتحدثه مع جماهيره عقب لقاء الإسماعيلي - ولا أعرف هل توجد لائحة تعاقب لاعب يتحدث مع جماهيره سواء كان هذا الحديث هادئا أو غاضبا خاصة إذا لم يكن هناك أي تسجيل يوضح أن اللاعب سب أو أشار إشارات خارجة لجماهيره. بل إن عمرو زكي تم إيقافه مباراتين بعد إنذار حصل عليه في لقاء الجونة وكان الإنذار الثاني مما استوجب طرده ولكن تم عقابه علي هذا الإنذار بإيقاف مباراتين بعدما قال الحكم إن زكي قال لمساعده "خد إلعبها انت" وتم اعتبارها عبارة تهكمية تستوجب الإيقاف. وعندما نال أحمد حسن إنذارا للاحتجاج علي مساعد الراية في لقاء الاتحاد لم يتحدث أحد عن عقوبة؟ ولا أعرف ماذا قال حسن لمساعد الحكم ليتم إنذاره وهل هذه الكلمة أقل حجما من تلك التي قالها زكي ليتم إيقافه مباراتين؟ أليس هذا عارا؟ هل تتذكر واقعة نادي يوفنتوس عندما تم إنزاله إلى دوري الدرجة الثانية الإيطالي بسبب فضيحة "الكالتشيو" حيث تم اتهام عدد من الحكام بالتلاعب بنتائج المباريات لمصلحة البيانكونيري وإنتر ميلان، علما بأن اليوفي أحد أعرق الأندية في إيطاليا والعالم ولكن هذا لم يصرف المسئولين عن كرة القدم الإيطالية عن تطبيق القانون. هل تعلم أن الاتحاد الإيطالي أعاد فتح التحقيق في القضية قبل حوالي 3 أشهر بسبب تصريحات مسئول اليوفي المتورط في القضية بأنه يمتلك تسجيلات صوتية لمكالمات هاتفية بين ماسيمو موراتي رئيس الإنتر وبين القائم على اختيار حكام مبارياته في كأس إيطاليا "كوبا إيطاليا 2006" تثبت التلاعب بنتائج المباريات. يقول لي أحد الأهلاوية "الأذكياء" إن أخطاء التحكيم واردة في العالم كله وليست مع الأهلي فقط بل إنها كثيرا ما تصب في مصلحة الزمالك أو الإسماعيلي أو أي ناد آخر. والرد بسيط ..لماذا يخطأ الحكام دائما في مباريات من شأنها أن تمنح الأهلي بطولة وغالبا لا تحدث في بداية الموسم؟ ألا تذكر محمد كمال ريشة الذي أهدى الأهلي درع الدوري الموسم قبل الماضي بعدما ساعد الفريق الأحمر في الفوز على طلائع الجيش 2-1 ومن ثم الاحتكام إلى مباراة فاصلة مع الإسماعيلي على لقب البطولة. ألا تذكر سمير عثمان ومباراة إنبي التي طمأنت الأهلي على لقب الدوري الموسم الماضي وقضت على آمال الزمالك في تحقيق إنجاز تاريخي بصعوده من المركز الثاني عشر إلى المنافسة على اللقب تحت قيادة العميد حسام حسن. في المقابل، هل تذكر تشيلسي الإنجليزي عندما خرج من دوري أبطال أوروبا في عام 2008 بسبب أخطاء تحكيمية جسيمة في مباراته مع برشلونة الأسباني في نصف نهائي البطولة. كما أن فرنسا تأهلت إلى مونديال كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا بعد فوزها على أيرلندا في لقاء فاصل بهدف غير شرعي جاء بقدم وليام جالاس بعد تمريرة من تيري هنري الذي تسلم الكرة بيده بشكل فاضح كشفته عدسات الكاميرا. الأخطاء التحكيمية كثيرة وتتكرر في العالم كله ولكنها في مصر مختلفة تماما فهي كثيرة الحدوث ومتكررة مع ناد واحد فقط وفي مباريات مهمة وفاصلة. فهل هي مصادفة وهل "مشيخة الجبلاية" بريئة من هذا الاتهام أم متورطة فيه؟ في النهاية، أود التأكيد على أنني أحترم النادي الأهلي وجماهيره ولا أقصد الإساءة إلى هذا الكيان العملاق ولكنني في الوقت نفسه "زملكاوي" طفح به الكيل من الفساد الكروي الواضح والظلم البين.