جرائم القتل بسبب الخيانة كثيرة، انتشرت في الأونة الأخيرة، الخيانة هنا لا تعنى الخيانة الزوجية، لكن الخيانة بمفهومها الشامل، خيانة الصديق، خيانة الزوج أو الزوجة، خيانة بسبب العمل والمعاملات الاقتصادية والتجارية، القتل بالسم، حيث أثبتت دراسة حديثة أن نسبة جرائم قتل بسبب الخيانة تصل إلى 67% من معدل جرائم القتل العام، بينما تأتي فى المرتبة الرابعة القتل بسبب الخيانة بمهومها العام وكانت بنسبة 20%، حيث شملت الدراسة على 100 جريمة قتل اختلفت أسباب ودافع القاتل فيها مابين الخيانة الزوجية والقتل بسبب المال والقتل بسبب الخيانة والتربص وأخطر أنواعها القتل بالسم وهو أبشع جرائم الخيانة، أخبار الحوادث ترصد هذه الجرائم وتستطلع رأى أساتذة القانون لمعرفة الدوافع وراء جرائم القتل التى يكون السبب فيها الخيانة والغدر. كثيرًا ما نسمع عن زميل قتل زميله غدرا، وزوج يقتل زوجته بعد أن ضبطها بين أحضان عشيقها، والأخ الأكبر يقتل أخيه الأصغر بسبب غدره وله وخيانته له، فالخيانة هو ان ترعى من تحب، وتمنحه الحنان وتجعله يعتلى صدرك لينام، لكنه فى المقابل يسقيك ألما ودموعا وألما وحزنا ووجعا، ويرميك دون غطاء وسط الرياح بل وربما القتل غدرًا! ( 1 ) خانوا شقيقهم الأكبر والأخ الأصغر قتله! ظل الأخ الأكبر يتحمل مسئولية أشقائه الأربعة، كان يشعر أحمد.م، 55 عاما، أنه الأب والأخ، يشعر بسعادة بالغة حينما يلبى طلباتهم، يتمنى أن يطلب أحد من إخوته منه شيئا حتى ينفذه فى اللحظة، الوفاء صفة فيه، هكذا تربى ونشأ، كان اليد اليمنى لوالده بعد أن انهى تعليمه المتوسط، يساعده فى تربية أبنائه، يقف إلى جواره فى شركته الخاصة فى تجارة الأجهزة الكهربائية، يكرس كل اهتمامه ووقته لإخوته وخدمة والديه، على الناحية الأخرى، الإخوة الأربعة الذين كانوا منشغلين فى حياتهم الخاصة وترفهم غير مدركين لما يفعله الأخ الأكبر، منهم من أنهى تعليمه وتزوج ومنهم من لايزال يدرس وهناك بنتان أنهتا تعليمهما وتزوجتا. مرت الأيام بسرعة، ورحل الأب عن دنياهم كما رحلت الأم أيضا، بدأت الحياة تأخذ طعم آخر، أسلوب الحياة أصبح مختلفا، كبر أحمد وصحته ماعادت تعينه على متطلبات الحياة، ليس له مصدر عمل سوى شركة والده التى كان يديرها، ووسط زحام الحياة مات الأب دون أن يقدر مجهود ابنه معه، اختبار صعب على الابن الأكبر، جاءت اللحظة التى انتظر فيها من إخوته أن يردوا الجميل، أن يشعر بلحظة رضا فى أعينهم تقدير لخدماته ومجهوده ومساعدة والده فى تربيتهم، انتظر منهم كلمة جميلة، رغب أن يسمع كلمات تطرب أذنه، رغم احتياجه للمال كى يجرى عملية خطيرة فى المعدة، إلا أنه كان يريد أن يرى جهده وتعبه أمام عينيه، يشعر أن ما زرعه فى سنوات مضت سيحصده فى هذه اللحظة، لكن يبدو أن هناك أشياء كثيرة تغيرت فى الإخوة مثلما هناك أشياء كثيرة تغيرت فى ناس هذا الزمان، لم يسمع ولم ير، سوى النكران بالجميل، وعدم تقدير المعروف، الجميع يريد أن يرث فى تركة والده الذي تركها لهم، الجميع يطمع فى مال والده، نشبت مشاجرة بين الأولاد، لم يحترموا قرار الأخ الأكبر، الذي شعر بصدمة كبيرة، اكتفوا فقط بالتشاجر، والذهاب إلى أقسام الشرطة والمحاكم، وفى إحدى المرات تشاجر الأخ الأصغر مع أخيه الأكبر، وفى نهاية المشاجرة استل الأخ الأصغر سكينا من المطبخ، وطعن بها أخيه أحمد، ليسقط مضرجا وسط بركة من الدماء، وعلى الفور تم تحرير محضر لكن فارقت روحه الحياة. ( 2 ) قتلا صديقيهما لأنهما خانا شراكة العمل والشرف! القصة الأولى، منذ البداية اتفقا على عمل مشروع تجارى وأن يقتسما فيه المكسب مناصفة دون أى خيانة من طرف للأخر، وبالفعل بدأ الاثنان المشروع، وهو شركة تجارية لبيع الأسمدة والكيماويات بالمنوفية، أحمد 35 سنة، حاصل على بكالوريوس تجارة وإسماعيل 38 سنة حاصل على بكالوريوس زراعة، كلاهما لجأ إلى هذا المشروع بعد أن بحثا عن فرصة عمل حكومية أو وظيفة ولكنهما فشلا، مما اضطرهما إلى اللجوء إلى المشروع، بدأ المشروع وبذل كلاهما مجهود كبير من اجل إنجاح المشروع، وبالفعل أصبحت من أكبر الشركات فى المنطقى لبيع الأسمدة والكيماويات، وتمكنا من تكوين ثروة ضخمة، فى الفترة الأخيرة بدأ إسماعيل يطمع يريد أن ياخذ الشركة بمفرده، يحاول تعكير صفو الجو داخل الشركة، يصطنع مشاجرات وخلافات، من أجل أن يترك أحمد له الشركة، فى الوقت الذي كان أحمد يعمل بكل جهده ويسعى لعقد صفقات جديدة لشراء منتجات حديثة إلا أن إسماعيل نوى الغدر والخيانة وطرح فكرة الانفصال على أحمد، رفض فى البداية احمد الفكرة وتعجب، رغم المكاسب الكبيرة، وأصر إسماعيل، وجلسا الاثنين ليقتسما الفلوس ومقر الشركة، اختلفا فى جلسات كثيرة، على من ياخذ مقر الشركة، وفى النهاية ترصد وخطط إسماعيل لأحمد حتى يقتله. فى اليوم التالى جاء إسماعيل مبتسما وقال لأحمد أنهتنحى عن فكرة اقتسام الشركة وكان معه وجبة اسماك، وضع فيها سم حتى يتخلص من أحمد للأبد ويتمكن هو من أخذ الشركة، وأكل احمد وكان إسماعيل ينظر له ولا يأكل سوى القليل من الوجبة التى أمامه، وبالفعل توفى أحمد، لكن تحريات المباحث اكتشفت الخلافات التى بينهما، وتم القبض عليه واعترف بقتله غدرا وخيانة من أجل المال. أما الواقعة الثانية فكانت جريمة قتل ارتكبها عامل ضد صديق عمره لأنه ضبطه بين أحضان زوجته، حيث شهدت منطقة أول المنتزة جريمة بشعة حيث قام عامل بمحل فول وطعمية يدعى ف.م، 24 سنة، بذبح صديقه، 26 سنة، يدعى خ.م، مبيض محارة بعد ان طعنه 22 طعنة نافذة فى أنحاء مختلفة من جسده، بسبب ضبطه لصديقه بين أحضان زوجته، وتم ضبط الزوج، وأكدت التحريات أن القتيل كان على علاقة آثمة بزوجة القاتل مما دفعه لإرتكاب جريمة قتل صديقه. ( 3 ) الدكتور حسام جادو: قصور في قانون جرائم القتل بسبب الخيانة قال الدكتور حسام جادو مستشار العلوم الجنائية وعضو الجمعية المصرية للتشريع، إن جرائم القتل بسبب الخيانة، أبشعها القتل بالسم، حيث يشدد العقاب فيها بالإعدام، فإذا قتل صديق زميله بالسم بعد أن قدم له وجبة غذائية فإن عقابه قانوان الإعدام، أما جرائم القتل الثانية فقام المشرع بوضع عقوبة المؤبد أو المؤبد المخفف. وتساءل الدكتور حسام جادو، لماذا جريمة القتل الأولى القتل بالسم إعدام وجرام القتل الأخرى السجن المؤبد لأن الجانى خان القتيل وثقة المجنى عليه الذي قبل أن يأخذ الأكل وأكله بطمئنان، كما أن القاتل هنا يعدخائن للمجتمع بارتكابه جريمة قتل كما أن الخيانة مقززة. أما النوع الثانى من جرائم القتل بالخيانة هى التى تربص فيها القاتل بالمجنى عليه، وتخفى للمجنى عليه، لكى يقتله هنا اعتبر المشرع أن عقوبة القتل التى ارتبطت بعنصر الترصد عقابها الإعدام، والترصد هو الاختفاء وتربص الجانى بالمجنى عليه، فى مكان ما لمباغتته بارتكاب جريمة القتل ويكون عقابها الإعدام. وأضاف جادو، النوع الثالث من جرائم القتل بالخيانة وهى جريمة قتل زوج لزوجته وهنا تخفف العقوبة عن الزوج القاتل، لأنه فى الأحوال العادية يكون ذلك جريمة قتل عمد لأنه تربص بها وقتلها عمدا لكن لأن الزوجة تم وضعها وهى تخون زوجها اعتبرها المشرع جنحة وعقابها من 24 ساعة حتى ثلاث سنوات، وهى جنحة قتل عمد، وهى الوحيدة فى القانون المصرى التى يطلق عليها جنحة قتل عمد، أى أن الخيانة يمكن ان تكون ظرف مشدد فى حالات القتل بالسم كما أنها تكون ظرف مخفف فى حالة قتل الزوج لزوجته الخائنة. وأنهى جادو قائلا، هناك قصور فى القانون المصرى من ناحية العذر المخفف فى جريمة قتل الخيانة الزوجية حيث أنه إذا قتل الأخ أخته الخائنة او الأب ابنته الخائنة أو الأم ابنتها الخائنة يعد ذلك جريمة قتل عمد فى نفس الوقت التى يعتبرها جنحة إذا قتل الزوج زوجته فى حين أن الأب والأخ والأم طرف أصيل والخيانة هنا لصيقة بهم مدى الحياة، وإن كان فى بعض الأحيان يأخذ بها القضاء المصرى بالقياس لكن ليس دائما. وهناك حالة أخرى بها قصوروهى حالة الإشتراك الجنائى وهو نوع من الشذوذ القانون إذا عاد الزوج لمنزله ومعه صديقه وشاهد زوجته فى أحضان عشيقها ولم يتمكن من القتل وأعطى المسدس لصديقه وقتلها الزوج يعاقب هنا بجناية قتل عمد لأنها جريمة اشتراك فى قتل عمد حيث يستمد جريمته من جريمة الفاعل "صديقه" كما أن الفاعل يسأل عن جناية قتل عمد لأنه لا تتوافر لديه صفة الزوج المعنى بالتخفيف.