أشاد السعودي حافظ المدلج عضو اللجنة التنفيذية بالاتحاد الأسيوي لكرة القدم بموقف الاتحاد ورئيسه الشيخ سلمان بن إبراهيم إزاء الأحداث التي شهدتها مدينة زيوريخ السويسرية خلال اليومين الماضيين والتي وجهت صفعة قوية للاتحاد الدولي للعبة (فيفا). وأكد الدكتور حافظ المدلج أن الفيفا سيغير من بوصلته بمجرد نجاح بلاتر المنتظر اليوم في الانتخابات علي رئاسة الفيفا والتي ينافسه فيها الأمير الأردني علي بن الحسين. وأكد المدلج ، في تصريحات إلى صحيفة "الاتحاد" الإماراتية ، على أن موقف الشيخ سلمان والاتحاد الآسيوي يجب أن يقابل بالتحية والتقدير وليس العكس. وقال "أقول هذا للتاريخ وأنا مسؤول أمام الله. مصلحة كرة القدم العالمية في أن يكون رئيس الاتحاد الدولي شخصية قوية ورجل يمتلك خبرة وحنكة في إدارة شؤون الرياضية بشكل احترافي ومنظم ويدير منظومة الفيفا بطريقة قوية. مصلحة آسيا واللعبة بشكل عام مع بلاتر". وأوضح المدلج أن الفيفا سيغير من بوصلته فور نجاح بلاتر، وقال "الأردن كانت مقرا إقليميا لمشروع الهدف ومقرا خاصا لمركز الفيفا للتطوير الفني والإداري وهناك قيادات رياضية أردنية تعمل بالفيفا وقريبة جدا من بلاتر. الخطوة التي أقدم عليها الأمير ستغير كل هذا، ويتوقع أن تؤثر سلبا على هذه الملفات". وعن القوى العظمى التي أدخلت الأمير لمقعد نائب رئيس الفيفا ولم تقف معه هذه المرة ، قال المدلج "يكفي أن الشيخ أحمد الفهد بثقل علاقاته والذي كان سببا في فوز الأمير بمنصب نائب رئيس الفيفا ضد تشونج عام 2011 يقف الآن مع بلاتر بالإضافة إلى عدة دول مؤثرة في القارة وفي الخليج فهي تقف أيضا مع بلاتر". وتطرق المدلج للحديث عن نهر الأموال المتدفق في الفيفا والذي كان سببا في فساد البعض، وقال "الفيفا منظمة لديها أموال متضخمة ولا تجد رقابة صارمة فعندما أفلست شركة كيروش انفتح الباب على مصراعيه للفيفا ليسوق بطولاته بنفسه وبات لديه فائض مالي ضخم تجاوز الخمسة مليارات دولار مع أواخر 2014 ". واعتبر المدلج أن الفيفا سيطر على الاتحادات الوطنية الفقيرة في العالم من خلال مشروع الهدف ورفع شعار التطوير المستمر لمستوى اللعبة وأن هذا المشروع يعتبر أداة انتخابية قوية في يد الرئيس لضمان السيطرة على الاتحاد الدولي. وعن تبعات ترشح الأمير علي حال نجاح بلاتر في حسم ولايته الخامسة، قال المدلج "بلاتر إمبراطور متوج على عرش كرة القدم العالمية وغير قابل للزحزحة من مقعده الوثير وهو غير قابل للمنافسة لدرجة أنه يسعى لتدمير كل من يقف ضده في الانتخابات، وقد فعلها 2011 مع (محمد) بن همام ولا أستبعد أن يفعلها مع الأمير علي لو نجح. أخشى من تبعات القرار المغامر على الكرة الأردنية نفسها". وفيما يتعلق برأيه في موقف الاتحاد الآسيوي، قال »الآسيوي أعلن أمام العالم كله يونيو الماضي، بأنه يقف وراء بلاتر، وكل الاتحادات أكدت ذلك، من المستحيل تغيير موقف رئيس الآسيوي والاتحادات الوطنية لصالح الأمير الذي لم يعتد بآسيا، ولم ينطلق منها، بل انطلق من أوروبا ولا يزال هو مرشح أوروبا وحدها«. وأضاف "الأمير علي بن الحسين لم يستشر آسيا في فكرة الترشح وكان من الأولى أن تكون بداية الترشح من آسيا ومن خلال العمومية القارية وليس من أوروبا". وتحدث المدلج عن معلومات غير معلنة ، وقال "رئيس الاتحاد الآسيوي كان في نفس الطائرة مع الأمير علي إلى ملبورن في كانون ثان/يناير الماضي ، لكنه لم يعلم عن خطوة الترشح إلا في الطائرة من خلال وسائل الإعلام إذ لم يخبره الأمير بقراره ولم يتحدث معه في هذه الخطوة وهذا خطأ استراتيجي آخر حيث فوجئ بموقف الأمير مثله مثل باقي الأعضاء". وأضاف "الاتحاد الآسيوي لم يناصب الأمير العداء لكنه سبق وأن أعطى كلمة أمام العالم لبلاتر. لم نمنع الأمير من إلقاء كلمة في الجمعية العمومية (كونجرس) أستراليا أو البحرين لكن النظام الأساسي لا يمنح الحق بطلب الكلمة إلا قبل ستة أسابيع بينما طلب الأمير الكلمة قبل 72 ساعة فقط وهذا غير صحيح". وشهدت مدينة زيوريخ أمس الأول الأربعاء فضيحة جديدة تضاف إلى سلسلة الفضائح التي ضربت الفيفا في السنوات الأخيرة حيث ألقت الشرطة السويسرية القبض على سبعة من مسؤولي الفيفا من بينهم نائبين لرئيس الفيفا وذلك تمهيدا لتسليمهم إلى السلطات الأمريكية في إطار التحقيقات الأمريكية الجارية حاليا بشأن فضيحة فساد. وعن تأثير تلك الفضيحة تسويقيا على الفيفا ، قال المدلج "ستكون لها أبعاد خطيرة. الفضيحة المدوية ستجعل الكثير من الأصوات تتردد في حسم موقفها، وبالتالي قد ترفع أسهم أصوات الأمير علي بن الحسين لكنها لن تمنحه الفوز. أما تأثير الفضيحة تسويقيا، فهناك عدد من الرعاة أعلنوا أنهم سينسحبون بالفعل من الرعاية وعدم الارتباط بمنظمة تدور حولها الشبهات. هذه الفضيحة ستدفع الشركات لأن تعيد التفكير في الارتباط بالفيفا لكن الوضع لا يزال مؤمنا للاتحاد الدولي من واقع الاحتياط النقدي المقدر بأكثر من مليار و700 مليون دولار وهو رقم يضمن لبلاتر التحرك بأريحية كبيرة في السنوات الأربع المقبلة. لكن من سيأتي بعد بلاتر، سيعاني لإيجاد العائدات المطلوبة".