قالولها مات وجابولها صورته، قالت مامتش، قالولها مات وجابولها حاجته متعاصه دم، قالت ماماتش، جابولها ورقه من بنطلونه محلفها فيها لو مات شهيد تفضل تزغرط وماتصوتش، فضلت تزغرط لحد صوتها ما راح خلاص، وفي الارض طبت وراحت مجاتش، قالولها اصحي ابنك مماتش، قامت تدور عليه وتنده في كل حته ولاحد رد، تخش اوضته وعليه تدور ولا شايفه حد، فتحت دولابه، مسكت هدومه تشم ريحته، لاقت هدومه ريحتها ورد، اخدت قميص وقعدت علي خونةحرف سريره وعينها نعست، شافت حبيبها عمال بيضحك ويقول لها عاوزانى اموت ؟، انا ياما حي، والله حي، طب امسكيني والمسيني واحضنيني زي ماحاضنك، هاتي ايديكي وصدقيني انا لسه حي، وصدقيني حقي جاي، انا بس عايزك تكوني صابره وجامده وصامده، وهتشوفيني في اي واحد واقف مكاني، و لسه في الف غيري هيموت تاني، يا أما اللي زيك تفرحي ابنك شهيد، وعريس في الف عروسه في الجنه يا اما مستنياني، قامت ياعيني من الحلم تجري وتمسك في بدله وتقول يابني ضاعت اماني وراحت امالي، مين هيلبس البدله اللي جايبهالك، انا كنت من تحويشه العمر شاريهالك، انا كنت خايفه ماتعجبكش، دانا يابني قالولي ضناكي مات وبقول ماماتش، اجيب حبيبي الصبر منين خلاص معادش، ياناس دي اخر مره جاني مالحقش ييجي وماقعدش، "تلك كانت من كلمات الرائع رجاء الكاشف، المنشورة على صفحة ضباط الشرطة يتحدثون". . الكلمات بالفعل صعبه، والاصعب هى انها نقلت جزءاً من نبضات قلب مكسور، قلب ام الشهيد التى فقدت فلذة كبدها، قلب ام حرمت من نور عينيها، قلب مسكينه ودعت "عز شبابها" فى شهيدها الراحل عن حياة الدنيا، قلب الحنان الذى فقد الحنان، قلب المكلومة والمغلوب على امرها وهى تذوق المر فى كل لحظة تمر عليها دون فلذه كبدها، لكن هل هى ام واحده مما تشعر بتلك الاحاسيس القاتله، فكم ام مكلومه فقدت ابنها سواء كان ضابطًاً او فرداً او مجندناً فى الجيش او الشرطة، منذ احداث يناير، مروراً بثورة يونيو، نهايتة بتلك الحرب العصيبه التى تشنها الدولة على الارهاب، للأسف امهات كثيرات ودعن الابطال، خسرتهم مصر، وخسرت معهم اسر كثيرة الاب والاخ والزوج والابن والابنه. . ضياء فتوح، ايمن الدسوقى، لن يكونا اخر شهدائنا، طالما فى عمر الوطن بقيه، وطالما ان هناك رجالاً يخلصون من اجل الدفاع عن الوطن، ايمانهم يحتم عليهم الشهاده فى سبيل الله، والاقدار وحدها هى من تكتب النهايات، لكن مع حسرة اهالى الشهداء على فقدان الابناء، هناك اخرين يقتلون اهالى وضحايا "خير اجناد الارض" بشعارتهم القذره، وكلامهم المسموم، وافعالهم الدنيئة، وتصرفاتهم الوقحه، ففى الوقت الذى يفقد فيه الوطن ابنائه الابطال، نجد من يعلن رفع شعار التعاطف مع ضحايا حادث باريس الارهابى، نعم كلنا نتعاطف مع اى انسان مات غدراً بايدى الارهاب القذره، لكن لماذا لم نجد نفس الكم من المصريين الذين تعاطفوا مع حادث تشارلى، يتعاطف ايضاً مع شهدائنا. . خونة الاوطان، لديهم القدرة على رفع الف شعار متناقض فى لحظة واحده، المبهر فى تحركاتهم ان لهم ذيولاً تتبعهم، تردد ورائهم، تسير خلف ظهورهم، تجدهم يطالبون باسقاط حكم المرشد، يفوضون الجيش لعزل مرسى، يعزل الجيش مرسى بعد ثورة شعبية شارك فيها الشعب بكل اطيافه، تجد نفس الناشط يصف ان ما حدث انقلاباً، خونة الاوطان يطالبون الشرطة بفض رابعة، يرفعون الشعارات التى تؤكد ان الاعتصام غير قانونى، ويقيد حريات ساكنى مدينه نصر، تنطلق الشرطة لفض رابعة يصفون اياها بالمجزره، متعاطفين مع المجرمين، متناسين ان اول شهيد كان رجل شرطه، وان الداخلية حذرت مراراً وتكراراً من الاستمرار فى الاعتصام المسلح، ومهما فعلت الدولة ستجدونهم يهاجمون السلطه، هم لا يريدون تغير النظام، ولا اسقاط السلطه، ما عايشناه فى الاربع سنوات الماضية يؤكد انهم يريدون هدم الدولة. . رسالة الى نشطاء العار، وبائعى الاوطان بالاوراق الخضراء، اراك تشجب وتنحب اذا رأيت تجاوزاً من رجل جيش او شرطه، تنادى بالحرية وتتعاطف مع مجرم او دنيىء باع الوطن، وخالف القانون، وتحدى الدوله، تدس سمومك على صفحات "الفيس بوك" و "تويتر"، معلناً الغضب، لكن لم ارى لك دمعة تنزف من اجل شهيد يزف الى السماء، لم ارى منك اى تعاطف مع ام مكلومة فقدت الابن، او زوجه ترملت وهى فى عز شبابها، او طفل او طفلة فقدت الاب فى لحظة دفاع عن الوطن، الا تخجل من نفسك، الا تشعر بالعار، اليس لديك عقلاً يفكر، او قلباً ينبض؟!. [email protected]