اري حزنا في عيوني من حولي، الفرحة صارت حلما لبعضهم، كل منهم مبتلي فهربت من وجه الفرحة وحل مكانها الحزن. بعضهم كان سليماً معافي وفي لحظة دخل دوامة التحليلات الطيبة لكشف الامراض الوافدة الي جسده او التي تحاول احداث ثغرة بالجسدة مثلما تفعل جماعات الارهاب الشيطانية في الاوطان المستقرة، وبعضهم تعرض الي انتكاسات اجتماعية من انفصال وفراق اشخاص كان يحبهم. وفريقا منهم كان من قائمة الاثرياء والمستورين وفي لحظة اهتزت حياته بسبب الظروف الاقتصاية التي تمر بها جميع دول المنطقة. الي كل هولاء وانا اعرفهم عن قرب والي نفسي اولا لانني واحدا من اصحاب العيون الحزينة اقول ان ما نمر به هو ابتلاء من الخالق سبحانه وتعالي ليسمع منا كلمة الحمد الله، نحن رغم كل الظروف التي تحاصرنا افضل مليار مرة من اخرين لديهم مشاكل حقيقة ولكنهم لايستطيعون ان يعترفوا بها، بعضهم لايقدر ان يجري تحليل طبي لكشف الفيروسات القاتلة والامراض الخطيرة، هو يعلم انه مريض ويحس بالم المرضي ولكنه يصمت ولاينطق لسانه سوي بكلمة الحمد الله. وبعضهم تعرض للظلم وظالمه موجود يتفاخر بنفسه ولكنه غيرقادر ان ينتقم منه وفضل ان يلجيء الي المنتقم الجبار الله سبحانه وتعالي، نصير المظلومين، والذى وعدهم في حديث قدسي بانه سيكون النصر من المظلوم المكرم من الخالق بان دعوته مستجابه حتي ان طال الاجل في الاستجابة لها. الي اصحاب العيون الحزينة اصدقاء الهم اقول لهم ان الاحداث التي تتعايشون فيها هو نوع من ابتلاء الرحمن لنا كبشر مطلوب منا فقط ان نقول الحمد الله ونقترب منه لان الواحد القهار وهو القادر علي رفع الابتلاء. نحن لسنا عند الله اغلي من الانبياء والرسائل اهل الابتلاء والذين عندما حل عليهم الابتلاء كان لسانه ينطلق بكلمات الحمد والشكر للرحمن وهم الانبياء والمقربين من الخالق وزال الابتلاء علي سيدنا يعقوب الذي فقد بصره بعد ان اكل الذئب يوسف عليه السلام _ حسب روايه _ وعندما شعرا شقيقه الاصغر في طريقه الي الضياع قال كما جاء في كتابه الكريم : وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ {84} قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ {85} قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {86} وانصف الله سيدنا يعقوب، وعاد ابنائه وارتد بصره، لانه في ابتلائه لم يبعد من الله اقترب وتضرع الي الخالق. والله سبحانه قريب منا علينا الدعاء فقط فهو استجاب لدعاء سيدنا زكريا الذي طلب منه الغلام رغم كبر سنه: يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً {7} قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً وعندما نروي قصص ابتلاء انبياء الله لايمكن ان نتجاهل قصة سيدنا محمد عليه الصلاة الذي ولد يتيماً لم يري ولده، وتوفيت والدته قبل ان يتم الرابعه، وعندما بلغ السادسة من عمره، مات جده عبد المطلب احن الناس عليه، ومع ذلك كرم الله بانه اصبح افضل خلقه وانزل عليه الرسالة السماوية وسيكون شفعياً لامنه في الاخره كل انبياء الله يقولون نفسي نفسي عدا هوسيقف اماك الخالق سبحانه وتعالي يطلب الشفاعه لنا في دخول الجنه. والرسول عليه الصلاة والسلام عندما جاءت لحظة وفاه ابنه الرضيع ابراهيم لقنه ماذا يقول في قبره، قال له: عندما تسئلك الملائكة عن دينك قل لهم الله ربي والاسلام ديني ومحمد رسول الله ابي كل ذلك قال الرسول عيينه غارقه في الدموع ، هو النبي مستجاب الدعوة واقربنا الي الله ولكنه ارتضي بقضائه. مهما كانت احزانك مع الدينا، مهما كان حجم الابتلاء، عليك فقط ان تنظر الي السماء وتقول الحمد الله، واعلم ان الابتلاء الذي تعيشه معناه ان الله يتذكرك ويخفف من ذنوبك، وان تجاوزت الابتلاء بالحمد والشكر كان الرخاء قادماً، ولكنك لن تراه الابعد نهاية كرب الابتلاء. الي كل من يعيش حزنا وهما وهرب الفرح من حياته اقول له، انظر حولك وقل الحمد الله انت افضل من غيرك، مهما كان حجم احزانك اعلم ان في السماء اله يراقبك ويعلم همومك، عليك ان تدعو له وتتقرب له وهو الوحيد في الكون القادر علي رفع بلائك ان كنت مظلوم سينصرك، وان كنت مريضاً سيكون لك الشفاء وان كنت تخشي الكوارث سيحفظك ، كل شي عند الخالق سبحانه وتعالي عليك ان تقول يارب.