لا تزال صدمة الهزيمة الكارثية بنتيجة 7-1 أمام المانيا في قبل نهائي كأس العالم ، تؤثر علي الشارع الرياضي هنا في البرازيل ، حتي بعد انتهاء المونديال ، فلا حديث في ارض السامبا ، إلا عن كيفية استعادة الهيبة والعودة بقوة ، علي أمل مسح الهزيمة المذلة ورد الدين في مونديال موسكو 2018. وشهدت الايام الأخيرة تحركات علي كافة المستويات والاصعدة للعمل علي تهدئة الرأي العام ، بالتوازي مع التفكير في حلول ناجعة ، تهدف إلي اعادة ترتيب الاوراق ، والقيام بثورة تصحيح للمفاهيم ، بشكل يسهم في الاعداد الافضل لمستقبل السيليساو. اخبار الرياضة كانت هناك في البرازيل لرصد بعض من مراحل الخطة الاستراتيجية التي اطلقها الاتحاد البرازيلي لكرة القدم ، والتي تعتبر بمثابة اعادة صياغة لمفاهيم ادارة اللعبة في بلاد السامبا. وعلي غرار المثل القائل "رب ضارة نافعة" يمكننا وصف حال المسئولين عن الاتحاد البرازيلي لكرة القدم ، واصحاب الرأي الفني ومن بيدهم العمل علي مستقبل الكرة البرازيلية. حيث سرعت صدمة الهزيمة من الماكينات الالمانية من اتخاذ خطوات وإجراءات ما كان لها أن تظهر بل وتتحول إلي مطلب شعبي وإعلامي وفني ، من أجل البدء في ادراج استراتيجية علمية عبر 5 مراحل تهدف لاعادة الكرة البرازيلية إلي الواجهة ، بعد سلسلة من الاخفاقات في كأس العالم. وتعتبر البرازيل هي مصنع المواهب العالمية ، الذي لا ينضب ، أو هكذا يقول بثقة كل من له علاقة بالساحرة المستديرة ، ويكفي أن حركة التنقلات في أندية تشهد سيطرة اللاعبين البرازيليين علي 15٪ منها في المتوسط ، بما يفوق ال3 الاف لاعب ، منهم 1400 في اوروبا وحدها، بخلاف الاف من اللاعبين اصحاب المهارات الذين ينتظرون الفرصة. زيارة ميدانية وقد قمنا بزيارة مقر الاتحاد البرازيلي والتقينا بعدد من مسئوليه الفنيين ومن بينهم اليكسندر جالو ، مدرب المنتخب الأوليمبي والمشرف علي مشروع " جيل المستقبل " للاتحاد البرازيلي لكرة القدم ، والذي يمكن تلخيصه في 5محاور أساسية ، الهدف منها هوت اعادة السيليساو إلي القمة العالمية ، وتتلخص تفي خلق حلقة تواصل بين اتحاد الكرة البرازيلي ، والأندية البرازيلية التي تبلغ ما يقرب من 2900 نادي ،وهو رقم مخيف ، يحتاج لعدد هائل من الفنيين والمشرفين للعمل علي التواصل مع تلك الأندية والبحث عن المواهب الدفينة لدينا. وتأسيس لجنة فنية التي يشرف عليها مارين رئيس الاتحاد بنفسه وتضم في عضويتها لاعبين سابقين ومدربين وفنيين أبرزهم كارلوس البيرتو بيريرا ، واليكسندر جالو ، وريفالدو ، وبيبيتو ورنالدو ، وغيرهم من نجوم مرت علي كتيبة السيليساو. وتهدف تلك اللجنة إلي رسم أليات "خارطة المستقبل للكرة البرازيلية" ، عبر عقد جمعية عمومية "فنية " لكافة أندية الكرة البرازيلية ، وذلك كل 6 أشهر ، بحيث يتم التواصل مع مدربي المراحل السنية وتحديدا من عمر ال15 وحتي ال19 سنة ، ويتم منح مدربي هذه الفئة الدورات اللازمة عبر ورش عمل مكثفة بحضور خبراء من اليويفا والفيفا واتحادات أوروبية أخري ، كما يتم عرض المواهب لدي كل ناد علي اللجنة ، بحيث يتم مراقبتها عن كثب لاختيار الانسب منها ، ويتوافر بالبرازيل 40 ألف لاعب ناشيء ، بخلاف أندية الفرق الأولي. ومن ضمن بنود الخطة ايضا تالبحث عن حلول تحد من الهجرة المبكرة للمواهب ، وتسرع الأندية في بيع لاعبيها ،مع تضييق الخناق أيضا علي تحركات السماسرة ووكلاء اللاعبين الذي يبرمون صفقات معظمها خلف ظهر الاتحاد وبعيدا عن أعين مسئوليه ومسئولي الأندية ، ويلعب خارج البرازيل حاليا أكثر من 1500 لاعب تحت سن ال20 ، يحترفون بأندية أوروبية وأسيوية خطط تسويق ودرس الاتحاد البرازيلي درس وضع خطة تسويق جديدة تهدف إلي زيادة الدخل ليصل إلي 900 مليون دولار سنويا ، بفرض ضرائب علي الأندية والانتقالات الداخلية والخارجية ، والحصول علي نسب أعلي من بيع حقوق المنتخبات البرازيلية بالاضافة لحقوق بث وتسويق الدوري البرازيلي بمختلف درجاته ، ومن ثم توجيه جزء كبير منها لدعم مشروع تطوير القدرات الفنية لمدربي المراحل واللاعبين الناشئين بمختلف اندية البرازيل التي يصل عددها لأكثر من 2900 ناد، وبإجمالي انفاق علي المشروع يصل إلي 800 مليون دولار في 4 سنوات قادمة. وفي شأن متصل تم إنشاء لجنة فنية وأخري استشارية تجمع مدربي منتخبات المراحل السنية والتي يشرف عليها البرازيلي كارلوس البيرتو بيريرا ، بحيث يتم العمل علي وضع أسس أكثر تقدما لتوحيد سياسة التدريب في جميع الأندية البرازيلية خصوصا في المراحل السنية ، حيث كانت المفاجأة المدوية التي علمناها أن اللعبة التي تعتبر "ثقافة وهوية" للشعب البرازيلي ، يتم التعامل معها بعشوائية ، فلا سياسة تدريب موحدة ، ولا اسس لتعيين مدربي المراحل السنية أو اهتمام بتحصيل علمي للمدربين واللاعبين ، فضلا عن غياب عامل الاهتمام بثقافة اللاعبين وتعليمهم عدة لغات مختلفة ، وهو عادة ما يتعلمه اللاعب بعد خوض المشوار الاحترافي خارج البرازيل ليس قبله. وداخل أروقة الاتحاد البرازيلي بات الحديث عن ضرورة الاستعانة بنماذج متطورة في مجال تطوير الناشئين أمرا محتوما ، حيث اطلع الاتحاد البرازيلي علي التجارب الالمانية والهولندية بالفعل ، وبات قريبا من الاستعانة بالألمانية تحديدا في وضع سياسات أكاديميات اللعبة في البلاد. مشروع لجيل الأوليمبي تمن جانبه أكد اليكسندر جالو مدرب المنتخب الأوليمبي البرازيلي وعضو اللجنة الفنية باتحاد الكرة وأحد المشرفين علي مشروع اعادة صياغة مفاهيم التعامل مع المنتخبات بالاتحاد أن "اتحاد الكرة البرازيلي توضع خطة استراتيجية منذ أكثر من 3 أعوام ،وهي تنفذ بالفعل ، لكن تم زيادة بنودها واهدافها خصوصا بعد ما حدث في المونديال" وتابع " تأهتممنا باختيار أفضل 60 لاعبا شابا موهوبا في البرازيل عبر عمل متواصل استمر منذ تلك الفترة ، ومنهم تم تصفية العناصر التي شاركت بها البرازيل في مونديال الإمارات 2013 بلاعبي منتخب الناشئين ، بعض منهم احتراف الأن في أندية أوروبية وأسيوية ، ولكن تم تكثيف الجرعة المطلوبة من حيث التأهيل والاعداد وفق أسس ومعايير اخلاقية ، بحيث يكون الالتزام الآخلاقي والاحترافي في المقام الأول " وأضاف " الهدف هو أن يرتدي اللاعب قميص البرازيل كأسلوب حياة ، وليس مجرد قميص يتم ارتداؤه في مباراة أو تدريب ، بل يكون بمثابة جلدا لهذا اللاعب ومكونا أساسيا بالنسبة له ، وهذا ما نجحنا في خلقه عبر تكثيف المحاضرات النظرية والثقافية والفنية لجيل منتخب الناشئين الذي بات هو جيل المنتخب الأوليمبي الأن ، الذي سيمثل البرازيل فيتت أوليمبياد 2016 بريو دي جانيرو ، كما سيتم تصعيد أكثر من 10 عناصر من هذا المنتخب عقب الأوليمبياد ليكونوا ضمن نواة المنتخب البرازيلي الذي سيدخل التصفيات المؤهلة لمونديال 2018 بموسكو مع الابقاء علي العناصر المميزة بالفريق الأول الحالى بالطبع " وأضاف" انتهى زمن الإنجازات التى تتحقق بطرق عشوائية ، أو عن طريق السمعة القوية لمنتخب ما بسبب تاريخه المشرف ، فمهما كانت قوة البنية التحتية لأى منتخب من حيث وفرة المواهب واللاعبين يجب أن يغلف ذلك كله بالعمل العلمى والاستراتيجية وفق أحدث ما وصل إليه العلم " وتابع " ألمانيا مثلا لديها الاف الأندية واللاعبين والمواهب ولكنها تعمل وفق خطط علمية وأسس احترافية ، الأن يتم نقل هذه المفاهيم للعمل فى الاتحاد البرازيلى وفيما يتعلق بصدمة الخسارة من المانيا وانعكاسها على عمل الخطة الجديدة التى تبناها الاتحاد قال" بالفعل كانت صدمة غير متوقعة ، ولكن المطلوب الأن هو الخروج بدروس مستفادة والنظر للمستقبل ، فنحن نعمل على هذا المشروع منذ عامين ، وهناك مؤشرات أكثر من ايجابية ولكن مرحلة جنى الثمار الحقيقية ستكون بعد أوليمبياد 2016" وأضاف" ما نحتاج إليه الأن هو الصبر ، لأننا نسعى لتنظيم عملية اكتشاف وتأهيل واطلاق المواهب بما يعود بالنفع على المنتخب الأول مرورا بجميع منتخبات المراحل السنية ، وليس الفصل بين الصغار والكبار بطريقة اضرت كثيرا بالمنتخب البرازيلى وأدت لتراجعه خلال السنوات ال12 الأخيرة" أما عن فلسفة إعادة ترتيب الهرم الكروى البرازيلى ، فيقول جالو " سيتم رصد كافة اللاعبين الصغار وزيادة اعدادهم ، كما سينشيء الاتحاد البرازيلى مراكز تكوين بمدربين لديهم تأهيل أكاديمى وعلمى بالتزامن مع العمل على زيادة الكفاءة العلمية والأكاديمية لمدربى المراحل السنية بجميع الأندية البرازيلية ، وفى نفس الوقت سيتم فرض اسلوب علمى فى التعامل مع المواهب ، وتأهيلهم ثقافيا ودراسيا بنفس الاهتمام والوتيرة الخاصة بالاهتمام بتطوير مهاراتهم الكروية " وتحدث جالو عن أن الهرم الحالى للكرة البرازيلية يعتبر مقلوبا مقارنة بما يحدث فى العالم الحديث فى مجال اللعبة ، وقال : " الاهتمام باللاعبين يبدأ فى سن متأخر فى معظم الأندية ، بينما تسيطر الأندية الغنية وهى عددها محدود على مسألة اعداد اللاعبين والمواهب ، وحتى الأكاديميات التى تعمل فى معظم الأندية لتأهيل المواهب ، فهى تعمل بشكل عشوائى تسريح 20 لاعبا من قائمة السيليساو اثار الصدمة من الهزيمة التاريخية أمام المانيا ستطول عددا ليس بالقليل من لاعبى المنتخب البرازيلى ، وذلك بعدما انتشرت تسريبات من الاتحاد البرازيلى تتحدث عن اتخاذ قرارات بتسريح ما يقرب من 20 لاعبا بصفوف التشكيلة الحالية للمنتخب البرازيلى ، بداعى التقدم فى العمر عند خوض المنتخب لكأس العالم بعدت 4 سنوات من الأن فى موسكو ، بالتزامن مع الاهتمام باتاحة الفرصة لعناصر المنتخب الأوليمبى والمواهب البرازيلية الشابة التى يتم إعدادها بصفوف المنتخبات وتحديدا الشباب والناشئين. ديل نيرو يقود "ثورة تغيير" بات ماركو بولو دل نيرو هو الرئيس الجديد للاتحاد البرازيلى لكرة القدم خلفا لخوزيه ماريا مارين الرئيس الحالى الذى تنتهى فترة ولايته فى أبريل 2015 ، وسيتولى ديل نييرو المسئولية رسميا فى ذلك التاريخ وحتى العام 2019 ،وذلك بعدما فاز الأخير بالانتخابات قبل اسابيع قليلة من كأس العالم ولكن مراسم التسليم والتسلم لإدارة اللعبة فى ارض السامبا تختلف بعض الشيء عما هو متبع فى معظم اتحادات العالم. توقد حصل رئيس اتحاد كرة القدم فى ولاية ساو باولو على 44 صوتاً من إجمالى 47 صوتاً ممكنة. ولم يتم التصويت فى ورقتين، فيما امتنع أحد أعضاء الاتحاد عن التصويت. وسيخلف دل نيرو فى الرئاسة حليفه جوزيه ماريا مارين اعتباراً من أبريل 2015، علماً بأنه وعد بالحفاظ على الخطوط العامة لإدارة الاتحاد خلال الخمسة والعشرين عاماً الأخيرة، عندما تولت السلطة جماعةت مقربة من رئيس الاتحاد الدولى السابق جواو هافيلانج. ورغم أنه سيتولى دفة المسئولية فى توقيت حرج للغاية ، إلا أنه سيعمل على استمرار الخطة الاستراتيجية الحالية التى تطبق للنهوض بالمنتخبات البرازيلية قاطبة ، فيما وجه أندريس سانشيز، رئيس نادى كورينثيانز السابق، الذى تراجع عن خططه للترشح لرئاسة الاتحاد انتقادات لاذعة لمسئولى الاتحاد البرازيلى ، وذلك بسبب عدم حصوله على الدعم الكافى لقيادة دفة اللعب ، وقال"أسف لأن السلطة ستبقى فى يد نفس الجماعة التى تقود الاتحاد منذ 1989، وأكد أن دل نيرو "مدمن للشر" أما عن أبرز اللاعبين المرشحين للخروج من تشكيلة السيليساو مستقبلا بسبب تقدم اعمارهم عند خوض مونديال موسكو ، حيث سيكونوا وقتها بالعمر التالى ( تخوليو سيزار 38 عاما ، جيفرسون 35 عاما ، فيكتور 35 عاما ، دانيل الفيس 35 عاما ، مايكون 36 عاما ، تياجو سيلفا 33 عاما ، ديفيد لويس 31 عاما ، هنريكى 31 عاما ، دانتى 34 عاما ، مارسيلو 30 عاما ، ماكسويل 36 عاما ، لويز جوستافو 30 عاما ، باولينيو 29 عاما ، فرناندينيو 33 عاما ، هيرنانيس 33 عاما ، هالك 31 عاما ، راميريز 31 عاما ، اوسكار 26 عاما ، ويليان 29 عاما ، فريد 34 عاما )