أصبح أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) زعيم الجهاديين القادم بعد تصاعد نفوذه علي حساب الظواهري ويقول مقاتلون اسلاميون إنه مدفوع »بعزم لا يلين علي مواصلة القتال وإقامة دولة اسلامية». ورغم ما يملكه من نفوذ لا يعرف سوي القليل عن هذا الرجل الذي تجنب الأضواء حفاظا علي سلامته. ووصف مقاتلون من داعش ومنافسون للتنظيم البغدادي بأنه مخطط استراتيجي نجح في استغلال الاضطرابات في سوريا وضعف السلطة المركزية في العراق بعد انسحاب القوات الامريكية ليقتطع أرضا جعل منها قاعدة له. ويسيطر البغدادي الآن علي أجزاء كبيرة من شرق سوريا وغرب العراق وهي منطقة واسعة تمثل ملاذا للمقاتلين السنة عبر الحدود في الشرق الأوسط ولم يبد البغدادي أي تردد في الانقلاب علي حلفاء سابقين لتعزيز طموحه من أجل إقامة الدولة الاسلامية. ووفقا للإعلان الأمريكي الذي يرصد مكافأة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلي القبض عليه ويحمل صورة رجل أعور بوجه مستدير ولحية مشذبة وشعر قصير ولد البغدادي في مدينة سامراء العراقية عام 1971 . وتقول مواقع جهادية إنه حصل علي شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بجامعة بغداد وبعد أعوام من القتال مع الجماعات التي تستلهم نهج تنظيم القاعدة أصبح زعيما لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق عام 2010 . وفي 2011 استغل الأزمة في سوريا وأرسل مساعده أبو محمد الجولاني إلي هناك حيث أسس جبهة النصرة التي أصبحت الأكثر تأثيرا بين مختلف القوي التي تقاتل الأسد. ولكن مع تزايد نفوذ الجولاني في سوريا ورفضه فتوي بدمج قواته تحت قيادة البغدادي شن البغدادي حربا علي جبهة النصرة ما أدي إلي انفصاله عن تنظيم القاعدة بقيادة أيمن الظواهري. وتجاهل البغدادي نداءات الظواهري لترك سوريا لجبهة النصرة ووسع عملياته في شمال وشرق سوريا عامي 2012 و2013 وسعي لطرد باقي جماعات المعارضة لكن جبهة النصرة تحالفت مع القوي الإسلامية الأخري ونجحت في إجبار داعش علي التقهقر إلي معقله علي نهر الفرات في المنطقة المنتجة للنفط بشرق سوريا. وتصاعد نفوذ البغدادي علي حساب الظواهري المختبئ منذ أكثر من عقد والذي تولي زعامة تنظيم القاعدة بعد مقتل أسامة بن لادن وكان البغدادي الوحيد الذي لم يبايع الظواهري وقال أحد مقاتلي داعش إن الظواهري عليه الآن أن يبايع البغدادي. ويري خصوم البغدادي أن نجمه في صعود وأن نفوذه يتجاوز سورياوالعراق وأنه يتمتع بشعبية بالغة بين »الجهاديين» .