حين نتكلم عن المعقول واللامعقول وحين نتكلم عن المنطق واللا منطق فأننا نتكلم عن أشياء غريبه تحدث في أيامنا هذه أشياء قديماً كانت تسترعي انتباهنا لكي نقف أمامهاولو قليلا لنتدبرها أما الان فهناك أمور تحدث أمامنا لايجدي نفعاً تدبرها وانما علينا ان نأخذها كما هي دون تفكير ومن ضمن هذه الامور مفهوم الحرية تلك الكلمه التي منحتها لنا ثورة 25 يناير ولكن كشفت لنا هذه الكلمه الكثير من العورات والحقائق كشفت لنا الخونة والغداريين وكشفت لنا المنافقيين ولكنها في النهايه أثبتت حقيقه هامه جدأً واضحه وضوح الشمس ولا تتطلب المزايده وهي أن الكثير من طوائف الشعب اساء استعمال هذه الحريه فأفتقد القدرة علي التفرقة بين الحريه والفوضي والفوضي هنا انتقلت الي كل شئ فوضي اخلاقيه فوضي سلوكيه فوضي سياسيه ولمن يريد التأمل ان ينظر حوله . منذ عدة ايام وهناك جدل حول اعاده تفعيل قانون الغدر والذي ينص علي عقاب كل من أساء استغلال نفوذه وسلطته وأضر بمصالح الغير بالعزل من الوظيفه والحرمان من ممارسه العمل العام ( السياسي) ولكني لست بصدد الكلام عن قانون بشري وضعه المشرع لعقاب الغداريين ولكن بصدد قانون عاطفي ووجداني يتعلق بالضمير الانساني. أقول هذا الكلام بسبب المواقف المتلونه التي تطوف حولنا والمفروض ان يسن قانون ليس لخيانه الامانه فقط وانما لخيانه الصديق والحبيب والاخ وخيانه( أستغلال المواقف والظروف) فهذه الخيانه تستحق منا ايضا قانون للعقاب حتي لوكان العقاب هو الضمير، انا شخصيا أعرف اشخاص كثيرين مكانهم الحقيقي كان خلف الستار كانوا يتوارون من الخلائق رضوا وأرتضوا ان يعيشوا في ظلام دامس حتي جاء من مد لهم يد العون وأخرجهم من غياهب الظلمات الي حدائق النور كانوا محبوسيين داخل أنفسهم . حالهم كان مثل العفريت الذي كنا نشاهده في الافلام الخيالية محبوس داخل مصباح سحري لألاف السنيين حتي شاء حظة السعيد أن يعثر عليه أحد الاشخاص ويمسح بيده علي المصباح ليخرج العفريت من محبسه ويشكر صاحبه الذي أعاده للحياه مره اخري بعد ان ظن ان حياتة ستنتهي هكذا حبيساً شريداً وحيداً ووفاءً من العفريت لصاحبه يقول له شبيك لبيك تطلب ايه وانا أنفذ فوراً وبالفعل ينفذ العفريت وعدة ويرد الجميل لصاحبة الذي منحة الحريه . أما الخائن فلم يتعلم شيئا من العفريت وانما تصرف بطبيعته الغدارة ونفسه الخائنه وكان اول شئ فعله بعد ان خرج من المصباح هو البحث عن الشخص الذي أطلق العنان لحريته لا لكي يشكره وانما لكي يقطع يده التي تجرأت وأخرجتة من الظلمات الي النور ومنحته الحريه وكأنه يعاقبه ويقابل الحسنة بالسيئات الكثيره، والشئ الغريب ان الغدار لا يعلم انه غدار بل يظن في نفسه انه فعل الثواب وكأنه يوجه رساله للغير قائلاً : ( محدش قالك تمنحني الحريه فحريتي كالعاصفه عندما تأتي تعصف بالاخضرواليابس) ويصدق في الغادر والخائن قول الشاعر العربي ( علمته الرمايه فلما أشتد ساعده رماني ،، وعلمته نظم القوافي فلما نظم قافية هجاني) وفي هذا الشأن ايضا قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (لكل غادرٍ لواء يوم القيامة يُعرف به). أقول هذا الكلام بعدما اساء الجميع أستغلال الحريه وأرتكبت بأسم الحريه والتعبير عن الرأي جرائم عديده في حق النفس والغير ونسي الانسان المتحرر أن اول شخص ظلمه هو نفسه التي بين جنبية وعليه ان ينتظر دوره القادم لا محالة فكما خان غيره سيخونه غيره وكما أساء للبعض سيسئ له البعض.