التقي المشير عبدالفتاح السيسي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي وزير الدفاع الروسي كما التقي نبيل فهمي وزير الخارجية نظيرة الروسي في زيارة رسمية تستغرق عدة ايام يجريان خلالها مباحثات منفصلة مع نظيريهما الروسيين في إطار اجتماعات "2+2" لبحث مجمل العلاقات الثنائية وأوجه التعاون بين البلدين وصرح العقيد ا. ح احمد علي المتحدث الرسمي للقوات المسلحة ان الزيارة تأتي رداً علي الزيارة التاريخية لوزيري الدفاع والخارجية الروسيين للقاهرة في نوفمبر الماضي. وأكدت مصادر للأخبار أن المشير السيسي سوف يلتقي فلاديمير بوتن رئيس روسيا اليوم في لقاء مغلق. وأكدت سفارة روسيابالقاهرة أن الاجتماع الأول بين وزراء الدفاع والخارجية في كل من مصر وروسيا عقد في نوفمبر الماضي في القاهرة، وحددت الأطراف أولويات التعاون المتبادل والمنفعة في مجالات التجارة و المجالات الاقتصادية والعسكرية والفنية العسكرية، مؤكدة علي تعزيز الشراكة بين البلدين في التعامل مع المشاكل الملحة الدولية والإقليمية ومواصلة تطوير وتعميق التعاون المصري الروسي. وأوضحت ان الزيارات التي يقوم بها الجانبان المصري والروسي تدل علي قوة العلاقات بين مصر وروسيا بعد ثورة 30 يونيو وعودة محور موسكوالقاهرة مرة أخري. وقد اثار الهدوء والتحفظ العسكري الرسمي علي الزيارة اسئلة كثيرة خاصة وانها الاولي من نوعها منذ مايقرب من 40 عاما لوزير دفاع مصري يرافقه وزير الخارجية وعدد من كبار قادة القوات المسلحة .. الخبراء العسكريون والدبلوماسيون اكدو ان الزيارة لم تكن مفاجأة لانه سبقها زيارة وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو ووزير الخارجية سيرجي لافروف الي القاهرة في نوفمبر من العام الماضي.. تمت خلالها محادثات اعلن انها للتعاون العسكري والإستراتيجي مع مع مصر .. ورفض الخبراء المبالغة في اهداف الزيارة وتوصيفها بانها اعلان مصري بمعاداة الولاياتالمتحدة ولكنه ضرورة لتنويع مصادر السلاح المصري خاصة وان روسيا تعد ثاني اكبر منتج للسلاح في العالم بعد امريكا . في البداية يقول اللواء محمود خلف، قائد الحرس الجمهوري الأسبق والخبير العسكري ان التقارب الروسي مع مصر لم يتم علي دفعة واحدة بل سبقه زيارات لخبراء عسكريين روس ثم تلاها زيارة وزير الخارجية ووزير الدفاع الروسي الي مصر في العام الماضي في إشارة الي إتمام الصفقة. وأضاف خلف أن الملفات المتوقع التطرق لها أثناء الزيارة هي الأوضاع الساخنة في المحيط الإقليمي لمصر فهناك قلق مصري مما يحدث في سوريا "الحليف الروسي في المنطقة" .. مشيراً إلي أن وزيري الدفاع والخارجية سيتطرقون إلي ملف الشرق الأوسط وظهور دور إضافي لعدد من الدول في المنطقة مثل تركيا وقطر .. ومصر لها رؤية بصفتها دولة القيادة الإقليمية في الشرق الأوسط .. وتقوم بتوسيع دائرة الحوار حول الأمن القومي الإقليمي لها . وأوضح خلف أن ملف سد النهضة الأثيوبي أيضا سيكون من ضمن محاور اللقاء .. حيث يعتقد البعض أن السد مشكلة مصرية إثيوبية فقط ولكنه صراع إقليمي وهناك أطراف متداخلة فيها كثيرة منها إسرائيل وتركيا . ونفي خلف أن يكون هناك أي ارتباط لزيارة المشير السيسي لروسيا وإعلان السيسي عن ترشحه لانتخابات الرئاسة المصرية .. رافضاً أي نوع من أنواع "المباركة" الخارجية .. معتبراً أن هذا القرار شأن مصري داخلي صميم يخص الشعب فقط دون غيره .. مؤكداً علي رفض الشعب المصري أي إملاءات خارجية حول اختيار رئيس مصر القادم سواء كانت من دولة عدو أو صديق . وأشار قائد الحرس الجمهوري الأسبق الي أن تلك الزيارة تحركا جديدا لمصر وتدل علي أنها بدأت تنظر للمحيط الإقليمي بعد فترة من الانغلاق علي المشاكل الداخلية . ويري اللواء محمد مختار قنديل الخبير الاستراتيجي والعسكري أنه من المتوقع أن ألا يقتصر التعاون علي بيع الأسلحة لمصر، وإنما يمتد إلي التصنيع المشترك، علي أن تساعد روسيا مصر في إقامة قاعدة لتصنيع أسلحتها محليا، وكذلك عدم تدخل الجانب الروسي في المجالات السياسية المصرية أو الضغط عليها بأي شكل وكذلك استمرار زيارات الوفود العسكرية ومنها للتدريب في روسيا وزيارة للخبراء لمصر...واضاف ان التقارير تشير الي أنه سيتم الاتفاق علي استيراد عدد من الدبابات وانواع معينة من طائرات الهليوكوبتر للتصدي للعمليات الارهابية في سيناء بالاضافة الي سلاح جوي وزوارق سريعه لحرس الحدود لمكافحة كافة اشكال التهريب علي الحدود..وتدريب الضباط والجنود بالجيش المصري علي استخدام الاسلحه التي سيتم استيرادها من روسيا..موضحا أن روسيا بأمكانها أن تساعد مصر في استخراج الغاز من البحر المتوسط..وعن تعهد السعودية والامارات بتمويل اتفاقية السلاح بين مصر وروسيا قال اللواء قنديل انهما يواجهان تهديدات من ايران فمن مصلحة الدولتين أن يظل الجيش المصري بكامل قوته وكفاءته القتالية لأنه قادر علي التصدي لهذه المخاطر ولأن مصر هي السند الوحيد لدول الخليج في ظل المخاطر التي تواجهها الدول العربية ولما لمصر من مكانة مؤثرة في الشرق الاوسط. و من جانبه قال اللواء محمد علي بلال قائد قوات المصرية في حرب الخليج و الخبير العسكري أن الزيارة تأتي لتنويع مصادر السلاح حتي لا يكون حكرا لأمريكا وحتي لا تصبح الامر الناهي وتعطي وتمنع كما تشاء..وأضاف اللواء بلال أنها ايضا وسيلة ضغط علي أمريكا لتحسن من علاقتها مع مصر كركيزة اساسية في الشرق الاوسط .. ويري حمدي بخيت الخبير الاستراتيجي ان ما اعلن في تقارير غير رسمية عن حجم الصفقة بين مصر وروسيا الذي يتراوح ما بين 2 الي 4 مليارات دولا ليس بالمبلغ الكبير في عالم سوق السلاح العالمي مشير الي ان اقل صفقة سلاح تبدأ 10 مليارات دولار خاصة اذا علمنا ان السعودية عقدت صفقة لشراء طائرات فقط من الولاياتالمتحدة منذ عدة سنوات بقيمة 60 مليار دولا وهذا نوع واحد من الاسلحة. واوضح بخيت ان هذه الزيارة واي صفقة عسكرية سيعقدها المشير ستكون مجرد نواة لتعاون عسكري قادم. ويري السفير معصوم مرزوق ان مرافقة وزير الخارجية نبيل فهمي للمشير السيسي تشير الي ان الزيارة لا تقتصر فقط علي عقد صفقات اسلحة ولكنها تاتي لتقوية العلاقات الدبلوماسية لتشمل تعاونا متزنا في مختلف مجالات الدولة وتمهيدا لفتح ملفات الازمة السورية في المنطقة . وقال السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية السابق إن زيارة المشير عبد الفتاح السيسي و وزير الخارجية نبيل فهمي لموسكو جاءت رداً علي زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لمصر العام الماضي مضيفا أنها تأتي في اطار انفتاح مصري مدروس علي العلاقات مع روسيا .. وأضاف أن روسيا اصبحت الآن موجودة علي المسرح الدولي و من اللاعبين في الشرق الاوسط حيث إن لها دورا في ما يجري في سوريا و استئناف مفاوضات 5+1 مع ايران ، مشيرا الي إلي أن المغزي الاستراتيجي لتطور العلاقات المصرية الروسية غير واضح الملامح ,متساءلا هل سيتم إعادة صياغة السياسة الخارجية المصرية أم ستبقي في القطر الذي شهدناه في ظل عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، مضيفا أن كل هذا سيتضح عندما تتم استحقاقات خارطة الطريق. من جانبه قال السفير محمد العرابي وزير الخارجية السابق إن زيارة المشير السيسي لروسيا هامة و تضع أسسا للعلاقات الأستراتيجية و الشراكة في التنمية بين البلدين و تكمل المفاوضات التي تمت بصياغة 2+2 في القاهرة منذ عدة أشهر.
