توفي لويس اراجونيس مدرب منتخب اسبانيا لكرة القدم سابقا اليوم السبت عن 75 عاما. وقالت عائلة اراجونيس ان الاخير - والذي انهي انتظار اسبانيا الذي دام 44 عاما للفوز بلقب بطولة دولية كبيرة عندما احرز كأس اوروبا في 2008 - توفي صباح اليوم في احد مستشفيات العاصمة الاسبانية بعد صراع مع مرض سرطان الدم (اللوكيميا). واعرب الاتحاد الاسباني لكرة القدم عن حزنه لخسارة "مدرب دشن بداية مسيرة انتصارات الفريق الرائعة في عالم كرة القدم." ونالت اسبانيا بطولة اوروبا في عام 1964 الا انها تراجعت بعدها ولعدة عقود واعتبرت من المنتخبات ذات الانجازات المحدودة. الا ان اراجونيس غير هذا التصور وقاد صحوة الكرة الاسبانية في بداية عصرها الذهبي الحالي بفوزه باللقب الاوروبي في 2008 ما مهد الطريق امام نجاح الفريق على مستوى اكبر وفوزه بكأس العالم في جنوب افريقيا بعدها بعامين ثم نجاحه في الدفاع عن اللقب الاوروبي في 2012 تحت قيادة المدرب الحالي فيسنتي ديل بوسكي. وفازت اسبانيا على المانيا 1-صفر في النهائي الذي اقيم في فيينا قبل ست سنوات حين سجل فرناندو توريس هدف الفوز في الدقيقة 33. واشاد المدرب الحالي ديل بوسكي بالمدرب الراحل قائلا "بلا شك هو من مهد الطريق للفترة الاخيرة التي شهدت نجاحا كبيرا (للمنتخب) وكان صاحب خبرة كبيرة في مجال التدريب وله منزلة خاصة في نفسي." واضاف ديل بوسكي قوله "كنت اعرف انه يعاني من مشكلة صحية الا انني لم اتصور ان الامور ستصل الى هذا الحد. سنتذكر هذا اليوم بالكثير من الحزن." كما اثنى توريس مهاجم تشيلسي الانجليزي والذي كان يلعب ضمن صفوف ليفربول عندما شارك في نهائي البطولة في فيينا - على اراجونيس. وقال توريس بحسابه على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي "فلترقد في سلام لويس اراجونيس. اشكرك ايها القائد. لن يكون بوسعي ان اوفيك حقك لما قمت به من اجلي." كما اثنى تشابي الونسو الذي حل بديلا في نهائي بطولة اوروبا 2008 على اراجونيس. وقال الونسو لاعب وسط ريال مدريد بحسابه على موقع تويتر "خسرنا شخصا عظيما. انه يوم حزين. ستظل لشخصيته اثرها علينا مدى الحياة." وقال ايكر كاسياس حارس ريال مدريد وقائد المنتخب الاسباني في عام 2008 انه لن ينسى ابدا مواطنه الراحل. واضاف كاسياس "كان اراجونيس شخصا مميزا لانه يتحدث اليك دوما بشكل ودي وجاد. كانت تربطني به علاقة رائعة." وتابع "لويس اراجونيس هو من غير تاريخ الكرة الاسبانية ويجب ان يشعر الجميع بالامتنان له." واكد اراجونيس على الحاجة للتخلص من اللاعبين كبار السن امثال راؤول وميشيل سالجادو وارسى لطريقة لعب جديدة تستند على التمريرات القصيرة وهو ما شكل اساس نجاح برشلونة. وسخرت وسائل الاعلام وقتها من اراجونيس بسبب استبعاده الاسماء الكبيرة قبل ان تبدأ النتائج في التحسن. واختار اراجونيس الاستقالة عقب بطولة اوروبا 2008 وامضى بعدها موسما واحدا في تدريب فناربخشة التركي قبل ان يترك منصبه في عام 2009. وقال انخيل ماريا بيار رئيس الاتحاد الاسباني "كان محبوبا من الجميع في الاتحاد الاسباني لكرة القدم. كان نموذجا يحتذى في كرة القدم الاسبانية منذ اليوم الذي بدأ فيه." واضاف "كان شخصا مميزا للغاية على المستوى الانساني والرياضي. عشنا معه فترة استثنائية بالنسبة لكرة القدم والمجتمع الاسباني." وكان اراجونيس مهاجما مع فريق بينار دي هورتاليزا الذي يلعب في دوري الدرجة الثالثة في منتصف الخمسينات من القرن الماضي. وانضم اراجونيس لريال مدريد وهو في العشرين من عمره الا انه لم يلعب ضمن الفريق الاول. وتنقل اراجونيس بين الفرق كلاعب قبل ان يجد مكانا له في تشكيلة ريال بيتيس. ومع ذلك فان اتليتيكو مدريد هو من شهد صحوته حيث بات شخصية مميزة خلال عشر سنوات قضاها هناك. كما انتقل اراجونيس من فريق الى اخر اثناء فترة عمله كمدرب والتي امتدت لثلاثين عاما. ونال اراجونيس ثلاثة القاب للدوري مع ثمانية اندية اسبانية تولى تدريبها بما في ذلك اتليتيكو مدريد وبرشلونة قبل ان يتولى تدريب المنتخب الوطني عام 2004.