(خلو الليلة تعدي على خير واقفلوا المكامير لحد ما الوزيرة تمشى ) كانت تلك العبارة هى القاسم المشترك لمسئولى البيئة والوحدة المحلية بطوخ واجهور الكبرى والعمار بمحافظة القليوبية فلأول مرة منذ سنوات تخلو سماء منطقة المكامير البالغ بطريق بنها القناطر او خط 12ذلك الخط الذى لايخلو من الدخان الاسود ورائحة ثانى اكسيد الكربون والغازات السامة القاتلة التى فتكت بصدور وزراعات وحيوانات سكان المنطقة ولاول مرة تغلق اكثر من400 مكمورة اجباريا فى محاولة لتمرير زيارة وزيرى البيئة الدكتورة ليلى اسكندر لعددا من قرى مركز طوخ التى تنتشر بها مكامير الفحم وتوجد بها اكثر من 400 مكمورة فحم نباتى تسببت فى انتشار الامراض السرطانية والصدرية وتلف الزراعات ونفوق الحيوانات بالمنطقة حيث اكد اهالى القرى ان الوحدة المحلية بمركز طوخ والوحدة المحلية باجهور والعمار تحالفت مع اصحاب المكامير الملوثة للبيئة وعقدوا عده اجتماعات ومنها اجتماع مسئول البيئة بمجلس مدينة طوخ مع عددا من اصحاب المكامير وتم الاتفاق خلال الاجتماع على غلق المكامير خلال فترة زيارة الوزيرة وفقا لما قاله لهم ( خلوا الليلة تعدى على خير ولما تمشى ابقوا اشتغلوا !) مما اثار حفيظة اهالى القرى المتضررين وخاصة انهم فى انتظار زيارة الوزيرة بفارغ الصبر لتنفيذها وعودها بنقل المكامير خارج الكتلة السكنية ..واكد عدد من الاهالى ان هناك بعض المسئولين بالمحافظة يتغاضون بشكل واضح عن مخالفات اصحاب المكامير لوجود صلات قرابه او نسب او مصالح فيما بينهم وتسائل الاهالى عن سبب عجز الدولة عن حمايتهم وانقاذ حياتهم وحياة ابنائهم من موت محقق يذكر ان هناك قرارا صادرا من محافظ القليوبية بغلق مكامير الفحم بصفة نهائية وتغريم المخالفين بغرامة قدرها 20 ألف جنيه الا ان قرارات المحافظ لا زالت حبيسة فى ادراج مسئولى الوحدة المحلية بطوخ ولم ينفذ منها اى قرار كما يذكر ان اهالى قرى طوخ نظموا عددا من الوقفات اعلنوا رفضهم لوجود تلك المكامير وطالبوا بنقلها بعيدا عن الكتلة السكنية وقبل ساعات من زيارة وزيرة البيئة كشف اهالى المنطقة عن مأساة حقيقية يعيشها الآلاف من أبناء قرى بنها والقناطر وخاصة الواقعة على طرق خط 12، فرائحة نواتج حرق الفحم تسببت في إصابة المئات بالأمراض الصدرية وأمراض العيون. ورغم أن مشاهد جبال الأخشاب الجاهزة للحرق وشكائر الفحم الجاهز للبيع ظاهرة وبشكل علني إلا أنه لم يجرؤ مسئول واحد على إزالتها ورفع المعاناة عن هؤلاء المواطنين البسطاء الذين تعودوا على رائحة الدخان وعلى تنفس غاز ثاني أكسيد الكربون. يقول سعيد عفيفى – أحد سكان منطقة المكامير إن قرية أجهور وحدها بها أكثر من 100 مكمورة، وهي أكبر قري مركز طوخ من حيث عدد السكان والتلوث البيئي الناتج عن هذه المكامير التي تنتشر داخل الكتلة السكنية رغم صدور قرارات بإزالتها منذ عام 93 وإعطاء أصحابها أكثر من مهلة للتطوير أو الغلق. ويضيف قائلا إن معظم أطفال أجهور مصابون بحساسية الصدر بسبب التلوث الناتج عن هذه المكامير، وطالب بسرعة إيجاد أماكن بعيدة عن الكتل السكنية لنقل هذه المكامير إليها، مشيراً إلي أنها أصبحت مصدر دخل لعدد كبير من المواطنين، ومن الصعوبة غلقها. ويشير محمد العفيفى إلي أن خط 12 من بنها حتي القناطر الخيرية يوجد عليه ما يزيد علي 200 مكمورة فحم نباتي، حيث تعمل ليلاً حتي لا يتم تحرير محاضر لأصحابها، بينما تتكون السحب السوداء علي طول الطريق فيصعب الرؤية ليلاً، كما تصيب هذه الأدخنة السامة الأهالي بالربو والحساسية الصدرية،. وأوضح عبد الرحمن أن مكامير الفحم تمثل مشكلة في غاية الخطورة علي المواطنين وقال أن الحل يكمن في تخصيص أراض لها في صحراء الخانكة لنقلها إليها، مثلما حدث في مسابك شبرا الخيمة، فهذه المكامير كانت بالفعل خارج الكتلة السكنية ولكن المباني والعشوائيات زحفت إليها، فلابد من البحث عن حلول سريعة للحفاظ علي صحة المواطنين. وطالب سعيد محمود بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ضد أصحاب هذه المكامير التي تصدر عنها انبعاثات خطيرة تودي بحياة الكثيرين وتصيب البعض الآخر بالأمراض مشيرا إلي ان الاهالى قاموا بإرسال العديد من الشكاوي للمسئولين دون جدوي لأن كل التصريحات التي صدرت حبر علي ورق لم ينفذ منها أي شيء وأضاف أن أصحاب المكامير يضربون عرض الحائط بكافة القوانين بقرارات الوزراء فهل هناك مصالح متبادلة ؟