مكامير الفحم فى القليوبية تمثل اكبر مصدر للتلوث وتكوين السحابة السوداء فى سماء المحافظة على مدى شهور السنة وذلك بسبب عدم اتباع أساليب التطوير والطرق العلمية فى حرق الاخشاب فى 213 مكمورة فحم نباتى بمدن طوخ والقناطر الخيرية بطريق خط 12وشبين القناطر وتستحوذ قرية أجهور الكبرى على نصيب الأكبر فى هذه" المكامير" حيث تضم 100 "مكمورة" من إجمالى 124 بمركز طوخ. ألقت "روزاليوسف"رصدت تلك الظاهرة التى تؤرق آلاف من أبناء قرى القليوبية.
ممدوح ابراهيم مدرس يقول ان مكامير الفحم تمثل كارثة يعانى منها الأهالى المجاورة لتلك المكامير حيث أن رائحة نواتج حرق الفحم المحملة بالانبعاثات والادخنه محملة بغازات أول وثانى أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين وبعض الغازات المصاحبة الاخرى بالاضرار الصحية مما أدى إلى اصابة المئات بالأمراض الصدرية وأمراض العيون والاضرار البيئية.
ويضيف مصطفى عيد من ابناء قرية اجهور ان تلك التلال من الأخشاب الجاهزة للحرق تقع على الطريق العمومى لتلك المناطق وعلى مرأى ومسمع من جميع المسئولين حيث يرون تلك الكميات الهائلة من الأخشاب الجاهزة للحرق وشكائر الفحم الجاهز للبيع ظاهرة ولم يجرؤ مسئول واحد على إزالتها ورفع المعاناة عن هؤلاء المواطنين والضحايا المصابين بالامراض الصدرية وما يعانونه من رائحة الدخان.
ويكشف محمد عبد النبى موظف انه صدرت قرارات منذ عدة سنوات بإزالة تلك المكامير ونقلها الى ابوزعبل حيث تبعد عن المنطقة السكنية الا انه رغم تلك القرارات التى سعدت بها ابناء تلك القرى لم يتم تنفذها حتى الآن.
ويلتف محمود السيد من ابناء قرية اجهور الكوبرى الى ان المكامير لم تكتف بالعمل نهارا بل إنها تعمل ليلا بعد قرار الدكتور عادل زايد محافظ القليوبية السابق حظر تشغيل تلك المكامير وفرض الغرامات على المخالفين، وأشار الى أن معظم تلك المكامير يتركز على طريق خط 12 حيث تتكون السحابة السوداء على طول الطريق فيصعب من الرؤية ليلا وتصيب هذه الأدخنة السامة الأهالى بالربو والحساسية الصدرية لافتا إلى أنه تم مناقشة هذه المشكلة مرارا وتكرارا الا ان لم يتغير شئ.
ويطالب رجب ابو الفضل محامى ورئيس جمعية حقوق الانسان بالقليوبية بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ضد أصحاب هذه المكامير التى تصدر عنها انبعاثات خطيرة تودى بحياة الكثيرين وتصيب البعض الآخر بالأمراض مشيرا إلى ان الاهالى قاموا بإرسال العديد من الشكاوى للمسئولين دون جدوى لأن كل التصريحات التى صدرت حبر على ورق لم ينفذ منها أى شيء.
كما يطالب ناصر متولى من ابناء اجهور بسرعة إيجاد أماكن بعيدة عن الكتل السكنية لنقل هذه المكامير إليها مشيرا إلى أنها أصبحت مصدر دخل لعدد كبير من المواطنين ومن الصعوبة غلقها ولابد من الاتجاه الى تطويرها حيث تعمل هذه المكامير بطريقة بدائية الفحم تمثل مشكلة فى غاية الخطورة على المواطنين خاصة فى تلك الايام من فصل الصيف نظرا لارتفاع درجة الحرارة ونسبة الرطوبة فى الجو مما يؤدى إلى اختناق المواطنين.
من جانبه يكشف يحيى الزهيرى مدير إدارة شئون البيئة بطوخ عن تحرير 350 محضرا لاصحاب المكامير منذ بداية هذا العام وحتى شهر يونيو وذلك بمنطقة اجهور، العمار وترسا.. وفرض غرامات تصل الى 20 الف جنيه للمخالف طبقا لقرار الدكتور عادل زايد محافظ القليوبية السابق ولمحاربة هذا النشاط المخالف يتم تطبيق القانون 4 لسنة 1994 وتعديلاته بخلاف القيام بحملات إطفاء بالمياه بحضور قوة من الشرطة ومكاتب البيئة بالوحدة المحلية.
وأوضح الزهيرى انه تم وضع حظر على تشغيل مكامير الفحم حتى نهاية ديسمبر لمواجهة السحابة السوداء التى توقع العقوبات الرادعة على المخالفين ليتم التصدى لها بكل قوة من خلال إنشاء غرف عمليات على مدار 24 ساعة على المكامير.
