استطاع الفنان الشاب آسر ياسين، أن يخلق لنفسه، حالة خاصة في السينما المصرية، فمن أول طلة له على الشاشة، أثبت أن موهبته لا حدود لها، فمعظم أفلامه تهدف إلى توصيل رسائل واضحة فى المجتمع، وهذا ما استطاع تقديمه فى فيلمه الأخير "فرش وغطا" الذى يتناول، طبقة المهمشين والمعدومين، الذين طحنهم الفقر، فهو يعد تجربة جديدة، ترتكز على أن الثورات تندلع دفاعًا عن هؤلاء المهمشين، والمطالبة بالعدالة الإجتماعية، كما استطاع آسر، الحاصل على جائزة أفضل ممثل عن فيلمه "رسائل البحر" فى المهرجان القومى للسينما، أن يثبت للجميع أن العمل الجيد يفرض نفسه، مؤكدًا أنه شارك فى إنتاجه من أجل تدعيم صناعة السينما.. فى البداية قال آسر ياسين: "إن فيلم فرش وغطا شارك فى 4 مهرجانات دولية، هم، مونبيليه والذى حصد خلاله على جائزة أنتيجون لأفضل فيلم روائي، كما شارك فى مهرجانات لندن، تورنتو، وأبو ظبي، ولا يمكن أن أصف مدى سعادتى عندما تلقيت ردود الأفعال من النقاد"، ويضيف: " الفيلم حقق نجاحًا هائلا، وطالبنى بعض النقاد، بتقديم مزيد من هذه النوعية، لإعتقادهم بأن السينما المصرية تمر بأزمة حقيقية؛ نتيجة سيطرة الأفلام التجارية عليها" . ولكن على الرغم من الإشادة التى حصل عليها الفيلم، إلا أن البعض يرى أنه أقرب إلى الأفلام التسجيلية.. فما تعليقك؟ هذا صحيح، فالفيلم يصنف كعمل تسجيلى روائي، إذ إننا إعتمدنا فيه على الحوارات التسجيلية، وأعتقد أن هذا لا يعيبه بل بالعكس يضعه فى مكانة مختلفة، ومن الممكن أن يكون الجمهور غير معتاد على رؤية هذه النوعية من الأفلام، ولكن من الضرورى تقديمها لأنها تحمل رسالة فنية مختلفة، وتقدم مضمونا مهمًا، وبشكل مختلف . ألا تخشى عدم تحقيق الفيلم الإيرادات المأمولة؟ أعترف أن الفيلم ليس تجاريًا على الإطلاق، ولكن على الرغم من ذلك، لديّ ثقة كبيرة فى الجمهور، فهو يفاجئنا دائماً، ولكن شعورنا بأن الفيلم ليس تجاريا دفعنا لعرضه لمدة أسبوع واحد فقط فى دور العرض السينمائية ثم امتد أسبوعًا آخرًا . وهل هذا يعنى أنك إكتفيت بمشاركة الفيلم فى المهرجانات الدولية؟ بصراحة، خروج الفيلم إلى النور فى حد ذاته كان إنجازًا كبيرًا بالنسبة لي، ولباقى فريق العمل، فهناك عديد من الصعوبات واجهتنا خلال التصوير، وبالتالى تحقيق الفيلم لإيرادات، وحصوله على جوائز بالمهرجانات، بمثابة هدية تكليلا لمجهودنا الضخم الذى بذلناه. وما سر هذا الحماس الشديد للفيلم؟ هناك أكثر من سبب دفعنى لخوض هذه التجربة، أهمها رغبتى فى العمل مع المخرج أحمد عبد الله، الذى تربطنى به علاقة صداقة قوية منذ فترة طويلة، فإعجابى بأعماله الفنية، وشعورى بأنه يمتلك رؤية إخراجية مختلفة؛ جعلتنى أرغب فى العمل معه، وعندما عرض عليّ بطولة فيلم " فرش وغطا " قررت الموافقة فورًا، فخلال الفترة الماضية كانت لديّ رغبة فى العودة إلى السينما بشكل يخدم المجتمع، ويعبر عن رأيى فيما تشهده مصر من أحداث سياسية، ورفضت فكرة الظهور فى البرامج من أجل الكشف عن آرائى السياسية، وقرت البحث عن عمل يناسبنى ويكشف عن وجهة نظري، ووجدت " فرش وغطا " يحقق هذا الغرض، فهو فيلم إنسانى فى المقام الأول يتحدث عن طبقة المهمشين، والذين تزداد أوضاعهم سوءاً حتى بعد إندلاع الثورة، فهم يواجهون الظلم فى كل العصور ، ونحن نحاول من خلال هذا الفيلم الدفاع عن هذه الطبقة ومناقشة مشكلاتهم وهمومهم . هناك من إتهم الفيلم بإستغلال الثورة وإقحامها ضمن الأحداث.. كيف ترى ذلك؟ لم يتم تناول أحداث ثورة 25 يناير من قريب أو بعيد، ولم تكن خط رئيسى فى الفيلم، فهدفه الكشف عن مشكلات وهموم المهمشين و طبقة الفقراء والذين إزدادت حالتهم سوءاً بعد الثورة، على الرغم من أن الحرية و العدالة الإجتماعية كانتا من أهم مطالبها . أيضا إنتقد البعض الصمت الزائد بشكل مبالغ فيه خلال أحداث الفيلم.. فما ردك؟ الفيلم له طبيعة خاصة، كما أكدت فى بداية حديثي، فالمخرج أحمد عبد لله وجد أن هناك إمكانية لرصد حياة المهمشين دون اللجوء إلى الحوار، فالصمت كان ضروري، والمشاهدة أفضل من الإستماع لحديث أو حوار بين الأبطال . تابعوا الحوار كاملاً على صفحات مجلة أخبار النجوم