برادلي يتمسك بتحقيق «المستحيل» وبلوغ مونديال البرازيل هل يتحقق الحلم ؟.. هذا هو السؤال الكبير.. وبين البحث عما يبدو مستحيلا، والرغبة في رد الاعتبار ولو قليلا، يخوض منتخب مصر الكروي مباراته اليوم امام غانا باستاد الدفاع الجوي في السادسة مساء في اياب الدور الفاصل لتحديد المتأهل لنهائيات كأس العالم بالبرازيل 4102.. المباراة يديرها طاقم حكام من كوت ديفوار بقيادة نومانديز ويعاونه يوسنجبوك ويسنبكو وجون ممك من بوروندي وجدير بالازعاج التذكير بأن المباراة الاولي بكوماسي كانت قد شهدت هزيمة قاسية وموجعة لمنتخب مصر 6/1 وهو ما يضع حلم الفراعنة في بلوغ المونديال في دائرة شبه المستحيل. ولان الحدث دراماتيكي او بالاحري مليودرامي فانه يسجل فارقا لافتا بين الثقافات داخل الجهاز الفني للمنتخب الوطني.. فالامريكي بوب برادلي المدير الفني لايزال يصر علي قدرة الفريق علي تحقيق المستحيل، وانه يثق كثيرا في قدرات لاعبي مصر علي تحقيق المعجزة اليوم، بينما مساعده الوطني ضياء السيد قال: طبعا لن نفوز علي غانا 6/صفر ومن يقول بذلك لا يقف علي ارض الواقع، لكننا سنلعب بأقصي جهد وهدفنا الدفاع عن سمعة الكرة المصرية وكبرياء هؤلاء اللاعبين. وما بين ثقافة الامريكي التي لا تري مستحيلا في ظل امتلاك الانسان الارادة والقدرة والرغبة بحسب تكوينه الثقافي، اضافة الي ادراكه لطبيعة المصري الذي لا يجيد الا عند التحدي، والرغبة في استثمار المكنون الرئيسي داخل هؤلاء اللاعبين الذين اهتم برادلي باعادة التوازن النفسي لهم وثقتهم بأنفسهم واستنفار قدراتهم منذ العودة من كوماسي بالجرح النفسي الغائر وكانت آخر تصريحات المدرب الامريكي امس الاول في مؤتمر صحفي ربما يكون الاخير له في مصر بعد مهمة عمل استمرت اكثر من عامين، وظهر برادلي راغبا في التحدي وقال: سوف نحقق المستحيل، ونصل للمونديال ولدي الثقة الكاملة في لاعبي مصر، ولان برادلي يقولها وسيرحل اذا لم يحقق المعجزة بينما حسابات الشارع المصري وستوديوهات التحليل وكلام الخبراء وهواة التقطيع، كانت جميعها تسيطر علي رأس ضياء السيد الذي لم يشأ ان «يعشم الناس» كثيرا وحتي ولو جاءت تصريحاته الواقعية مخفضة للدفعات الاستثنائية للاعبين، فانه يبغي- لا شك- حمايتهم ونفسه من وصلات التقطيع بعد المباراة اذا ما لم يلج الجمل في سم الخياط.. اي لو لم يدخل الجمل في «خرم الابرة»! حسن الختام وبعيدا عن الرغبة في الاعجاز والخوف من صدمة جديدة يحتاج منتخب مصر اليوم لتقديم صورة حقيقية وواقعية عن مكانة الكرة المصرية الرائدة في القارة وقيمة هذا الجيل الذهبي من افضل لاعبي مصر في التاريخ تحقيقا للانجازات وهم من حصلوا علي بطولة الامم الافريقية ثلاث مرات متتالية كانت احداها من ارض كوماسي 8002 وآخرها علي حساب غانا في نهائي 0102، ولاشك ان زملاء وائل جمعة لا يستحقون ابدا ان يتحطم حلمهم في بلوغ المونديال علي صخرة النجوم السوداء بكل هذه القسوة التي لا تراعي ايضا اخلاص ابوتريكة ولمعان نجمه وحلمه الكبير، وختم مشواره الدولي في هذه الليلة بنهاية كابوسية لا تليق وقيمته وعطاءه الكبير، ولعل هذه الدوافع كانت حاضرة في رأس ابوتريكة والذين معه وهم يتبادلون الحديث عن المباراة وفرصة رد الاعتبار والرغبة في حسن الختام وانقاذ المشوار للبرازيل. ومما يزيد من قيمة الدوافع الخاصة في مباراة اليوم انها ربما تكون الفرصة الاخيرة لنخبة من اللاعبين المختارين للمنتخب في اللعب في كأس العالم ومنهم وائل جمعة وابوتريكة وعمرو زكي وحسني عبدربه ومحمد نجيب وسيد معوض وحسام غالي وشريف اكرامي وغيرهم من اللاعبين الذين ضاعت فرص وجودهم في المونديال تباعا لاسباب مختلفة معظمها هم غير مسئولين عنها. التجهيز المعنوي للاعبي مصر كان مهما طوال ايام معسكره الحالي للوقوف في منطقة متكافئة ما بين الرغبة في التحدي والاصرار علي تقديم افضل العروض والتخوف من ان يؤدي رفع درجة التحدي هذا الي ضغوط عصبية رهيبة وجديدة في ظل صدام فني عنيف مع واحدة من القوي الكروية العظمي في القارة. التركيز والتمركز برادلي ومعاونوه عكفوا طويلا علي مشاهدة شريط مباراة الصدمة القاسية بكوماسي والوقوف علي بركة الاخطاء البشعة التي وقع فيها لاعبو المنتخب في هذه المباراة الكارثية، والتي يحتاج تصحيحها فقط لاستدعاء القدر الكافي من التركيز الجيد دون رهبة والتمركز السليم خصوصا في قلب الدفاع واستقبال العرضيات التي مثلت مصدر الخطورة الدائم وطريق نجوم غانا لمرمي مصر في سيناريو تكرر ست مرات بازعاج حقيقي لجماهير الكرة المصرية.. ويدرك برادلي ومعاونوه ايضا اهمية التغطية العكسية من قبل ظهيري الجانبين مع قلبي الدفاع في استقبال العرضيات الخطيرة والمتكررة والتي تمثل الاسلوب البارز تكتيكيا في اداء غانا. حيص بيص! الجهاز الفني للمنتخب لم يستقر حتي امس الاول علي حارس المرمي الذي سيزود عن عرين الفراعنة اليوم ووضح من كلام برادلي في مؤتمره الصحفي الاخير امس الاول اتجاهه لاشراك الحارس الشاب احمد الشناوي بعد ان تحدث برادلي عن تكرار اصابة شريف اكرامي الحارس الدولي الاول برغم مشاركته مع الاهلي في نهائي ابطال افريقيا وظهوره بمستوي متميز، وفي خط الدفاع الاقرب للمشاركة في الجانبين احمد فتحي وسيد معوض برغم اظهار فتحي قدرات عالية في قلب الوسط المدافع مع الاهلي لكن استبعاد برادلي لاعب هال سيتي احمد المحمدي يدفعه للحفاظ علي فتحي يمينا او اشراك حازم امام في الجناح الايمن وادخال فتحي الي جانب حسام غالي او حسني عبدربه، اذا ما اقتنع برادلي باشراك غالي من البداية في مركز الليبرو ودون انتظار لمجريات اللعب كما حدث بكوماسي وادخال تعديلات مفاجئة تهز استقرار الفريق تكتيكيا ومعنويا، كما ظهر الجهاز الفني ايضا في حالة «حيص بيص» وهو يفاضل بين المرشحين لمهمة قلب الدفاع الحرجة وهل يكون وائل جمعة بخبراته الطويلة وتركيزه الشديد ومعه محمد نجيب برغم التحفظ علي ادائه في مباراة الذهاب ام اشراك رامي ربيعة برغم اصابته بكدمة في ودية زامبيا الاخيرة، كما بدا الجهاز الفني في حيرة هجومية عند الاختيار بين المرشحين للخط الامامي بعد ظهور عمرو زكي بحالة جيدة تؤهله للمشاركة الاساسية بفعل قوته البدنية وخبراته، اضافة الي محمد ابوتريكة ومحمد صلاح ومشاركتهما الاساسية مؤكدة، لكن يبقي اختيار لاعبي الارتكاز من بين عبدربه وغالي وعاشور وفتحي والنني. نجوم مرعبة وتتوقف طريقة اداء المنتخب والاستراتيجية التي سيخوض بها المباراة الشاقة علي امكانية تحقيق التوازن بين الهجوم الضاغط من مختلف المحاور الجانبية شمالا اذا ما شارك معوض او عبدالشافي او شديد قناوي ويمينا من فتحي او حازم امام في الشق الامامي، ومن العمق محاولا استغلال قدرات غالي المهارية وثنائية ابوتريكة وصلاح وتمريرات العمق القاتلة الي عمرو زكي وقدراته علي التحرك العرضي امام منطقة جزاء غانا. وليس جديدا الحديث عن قدرات نجوم غانا المرعبة لكن جديدهم كلام مديرهم الفني كواسا أبيا الذي اكد انه جاء للقاهرة للفوز هنا ايضا وانه شدد علي لاعبيه بأهمية تحقيق الفوز وتوخي الحذر من مواجهة الفراعنة علي ارضهم. كواسا أبيا اختار 42 لاعبا للحضور الي القاهرة محتفظا بالقوة الضاربة والمرعبة في تشكيلة النجوم السوداء ومنهم: مايكل ايسيان نجم وسط تشيلسي وسولي مونتاري لاعب الميلان وكوادو اسامواه لاعب اليوفنتوس وفي الهجوم اسامواه جيان ودومينيك ابياه وكيفن بواتينج وجوردان ايو، وغيرهم من القوة الرهيبة لنجوم غانا.