حريصون علي علاقتنا مع روسيا وتفعيل التعاون في شتي المجالات أكد الرئيس عدلي منصور علي تقدير مصر لعلاقاتها بالاتحاد السوفيتي السابق ووريثته روسيا الاتحادية، مؤكداً علي أن مواقف الاتحاد السوفيتي التي وقف فيها إلي جانب المصريين في لحظات فارقة من تاريخهم عديدة، مدللاً علي ذلك بإدخال الاتحاد السوفيتي في خمسينيات وستينيات القرن الماضي للصناعات الثقيلة في مصر، وبناء السد العالي، وما حصلت عليه مصر من عتاد عسكري مكننا من خوض حرب الاستنزاف وحرب 1973 تحريراً للتراب الوطني. وأوضح الرئيس أن مصر حريصة علي علاقتها المُستمرة مع روسيا الاتحادية وتفعيل التعاون معها في شتي المجالات، مشيراً إلي أن هذا لا يعني أن يكون تدعيم العلاقات المصرية الروسية علي حساب دول أو قوي أخري، فمصر ومن منطلق مصالحها الوطنية حريصة علي الانفتاح علي كافة الأطراف الدولية وحريصة علي تحقيق علاقات متوازنة. جاء ذلك خلال لقاء الرئيس منصور أمس الخميس مع كل من سيرجي لافروف "وزير خارجية روسيا الاتحادية"، والجنرال سيرجي شويجو "وزير دفاع روسيا الاتحادية"، وميخائيل بوجدانوف نائب وزير خارجية روسيا الاتحادية المبعوث الخاص للرئيس الروسي حول الشرق الأوسط، وسيرجي كيربيتشينكو سفير روسيا الاتحادية بالقاهرة، وسيرجي فيرشينين المبعوث الخاص لوزير خارجية روسيا للتسوية في الشرق الأوسط. وقد حضر اللقاء من الجانب المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي النائب الأول لرئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ونبيل فهمي وزير الخارجية، ود. مصطفي حجازي المستشار الاستراتيجي للرئيس. وصرح السفير إيهاب بدوي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن وزيري الخارجية والدفاع الروسيين نقلا للرئيس تحيات رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين وتمنياته لمصر بتحقيق الاستقرار المنشود وثقة روسيا الاتحادية في الشعب المصري وإرادته التي ستلقي كل دعم روسي في المرحلة المقبلة علي طريق بلورتها علي أرض الواقع، وأكد وزير الخارجية الروسي لافروف علي اهتمام روسيا الإتحادية باستقرار مصر، وأن يكون لديها اقتصاد متطور يُساند هذا الاستقرار، مؤكداً علي استعداد بلاده للإسهام في تحقيق تطلعات الشعب المصري في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه. وقد أثني الوفد الروسي علي المحادثات التي أجراها مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة، و نبيل فهمي وزير الخارجية. وقد شهدت المباحثات المصرية الروسية رؤية مشتركة تجاه العديد من القضايا كالوضع في سوريا والقضية الفلسطينية، فضلاً عن أهمية جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. فبالنسبة للحالة السورية، اتفقت الرؤي علي أهمية انعقاد مؤتمر "جنيف 2 " أخذا في الاعتبار أن الحلول السياسية هي السبيل الوحيد لتسوية الأزمة. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، التقت الرؤيتان المصرية والروسية حول انخفاض مستوي الطموح ارتباطاً بالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي استؤنفت مؤخراً، فعلي الرغم من الجهود الأمريكية المبذولة في هذا الصدد تجيء الممارسات الإسرائيلية المُختلفة لتعرقل أي فرص حقيقية لتحقيق السلام ولاسيما في ظل استمرار السياسات الاستيطانية، ورفض عودة اللاجئين، ضمن أمور أخري. وقد أعرب وزير الخارجية لافروف عن تطلع روسيا الاتحادية إلي عودة مصر للقيام بدورها المحوري علي مستوي عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية. كما عبر الرئيس عن تثمين مصر وتقديرها للتعاون العسكري المصري الروسي المُستمر منذ سنوات عِدة، مُرحباً بما تم الاِتفاق عليه بين وزيري الدفاع في البلدين من أهمية تدعيم هذا التعاون المُستمر. ورحب الرئيس بما تم الاتفاق عليه من انعقاد للجان الفنية قبل نهاية العام الجاري تمهيداً لإنعقاد اللجنة العليا المشتركة أوائل العام القادم.