عندما أرادت مريم البتول أن تهرب بابنها المسيح إلي أرض آمنة لحمايته من بطش الرومان لم تجد أمامها إلا مصر.. حدث ذلك قبل ظهور الاسلام والمسيحية - مصر هي البلد الآمن التي قال عنها يوسف الصديق عندما دعا أباه وإخوته إليها: »ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين». .. وتعاليم الاسلام الحنيف للمقاتلين في الحروب ألا يهدموا كنيسة ولا صومعة ولا يروعوا ناسكا ولا راهبا.. والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم أوصانا بأهل الذمة قائلا: «من آذي لي ذميا فأنا خصيمه يوم القيامة».. وأوصي أصحابه بأهل مصر خيرا لأن له فيها ذمة ورحما.. فهاجر أم العرب ومارية القبطية زوج الرسول صلي الله عليه وسلم مصريتان.. فمن أين جاء هؤلاء الذين يدعون كذبا انهم ينتسبون إلي الاسلام أو إلي مصر الآمنة بما يبرر لهم الاعتداء علي الكنائس وقتل الآمنين من المسيحيين في حفل عرسهم.. من أين جاءت تعاليمهم بحرق وهدم الكنائس وعمر بن الخطاب رضي الله عنه رفض أن يصلي داخل الكنسية بالقدس حتي لا يقول المسلمون بعده أن عمر صلي هنا فهي لنا.. فقد كان يعلم ببصيرته أنه سيأتي من بعده أجيال من المسلمين لا يفهمون تعاليم دينهم.. ويحدثون فتنا في المجتمع. إن من قام بهذا العمل الخسيس الدنئ بالاعتداء علي كنيسة السيدة العذراء بالوراق عقب حفل عرس ليريقوا دماء قبطية ويصيبوا آخرين بينهم مسلمون ليسوا مسلمين ولا يمتون للدين الحنيف بأي صلة.. فالاسلام دين المحبة والسلام.. لم يأمر باعتداء ولا إراقة دماء.. لم يأمر بقتل أو ترويع الآمنين حتي ولو كانوا مختلفين في العقيدة.. أو كفارا.. فما بالنا بأهل الكتاب وشركاء الوطن.. وهم ليسوا مصريين.. فالمصريون طوال تاريخهم أهل محبة ومودة ورحمة ولولا أنهم كذلك ما لجأت مريم العذراء وابنها المسيح إلي ربوعها تحتمي بأهلها وتعيش بينهم لمدة تزيد علي ثلاث سنوات آمنة مطمئنة.. ولم يدر بخلدها أن يغدر يوما أهل مصر بها أو بطفلها عيسي. ماذا حدث لنا؟ هل تغيرت جينات بعض أهل مصر.. فاختلطت جينات الغدر والخسة والنذالة بهم.. أم أنهم ضعفوا امام إغراءات المال التي يلوح بها بعض المتآمرين علي هذا الشعب وهذا الوطن.. هل هؤلاء من أهل مصر.. أم أنهم بعض أذناب الامريكان واليهود ودويلة عربية يسعي الجميع إلي تفتيت مصر إلي دويلات لاضعافها ويجندون ضعاف النفوس من أجل إحداث فتنة بين ابنائها معتقدين ان هذه الاعمال الاجرامية ضد الاقباط ودور عبادتهم ستشعل نيران الفتنة لتستعر نار الحرب الأهلية في مصر.. ولكن سيخيب مسعاهم وسيرد الشعب المصري بمسلميه ومسيحييه كيدهم إلي نحورهم وسيكون تدميرهم في تدبيرهم وسيحفظ الله مصر من دسائسهم.. وسيكشف الشعب مؤامرتهم وسيلفظهم خارج الأرض الطيبة المحروسة بإذن الله.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.