قبل أقل من أسبوع علي دخول الولاياتالمتحدة في كارثة مالية محتملة غير مسبوقة في تاريخها، أثار رئيس الوزراء الصيني "لي كيشيانج" مسألة الدين الأمريكي المستحق لبلاده في 17 أكتوبر القادم، وذلك لدي لقائه بوزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" علي هامش قمة زعماء دول جنوب شرق آسيا (آسيان). ومع الاقتراب من موعد استحقاق الديون العامة، لم يزل الوضع في واشنطن معقدا مع تعنت يبديه الجانبان الديمقراطي والجمهوري فيما يتعلق بالتوصل لاتفاق حول موازنة جديدة تتضمن رفع سقف الاقتراض الحكومي بما يسمح للبلاد بالوفاء بالتزاماتها المالية. ودعا الرئيس باراك أوباما امس جميع أعضاء مجلس النواب من الجمهوريين وبينهم "جون بينر" رئيس المجلس الي مباحثات بالبيت الأبيض لبحث سبل وقف تدهور الوضع، لكن خصومه الذين اتهموه في وقت سابق بعدم الجدية في التفاوض، أعلنوا ان 18 منهم فقط سوف يحضرون هذه المباحثات، وهو أمر أعرب البيت الأبيض عن خيبة أمله إزائه، موضحا ان الرئيس "كان يريد التحدث إليهم مباشرة". وقبل المباحثات نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسئولين طلبوا عدم كشف هوياتهم ان قادة الحزب الجمهوري بمجلس النواب يبحثون تمرير قانون حول رفع مؤقت لسقف الدين، في حين لا يبدو هؤلاء في عجلة من أمرهم لإنهاء الخلاف بشأن وضع ميزانية جديدة الا بعد تقديم البيت الأبيض تنازلات بشأن مشروع الرعاية الصحية. من جهته دعا الأمين العام لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الكونجرس الأمريكي الي "التعقل" محذرا من أن البلدان الغنية قد تغرق مجددا في حالة انكماش بسبب الوضع في أمريكا. وتوقع "أنخيل جوريا" في حال تخلف أمريكا عن السداد، ان تتراجع النفقات العامة بها علي الفور بنسبة 4٪ كما سيرتفع معدل البطالة المقدر حاليا ب7.3٪ - إلي مستويات قياسية خلال الأزمة المالية ليصل إلي 10٪. وتوقع أيضا أن يقلص أول اقتصاد عالمي وارداته، مما سيؤثر بشكل كبير علي البلدان الأخري. وفي واشنطن، التقي وزراء مالية الدول الأعضاء في مجموعة العشرين امس علي هامش اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، في محاولة لحماية الاقتصاد العالمي الذي فقد توازنه لأسباب عديدة بينها الولاياتالمتحدة.