اذا كان السلفيون يتخذون من المتطرف »ابن تيمية» الذي ولد في أوائل النصف الثاني من القرن السادس الهجري، إماما وهاديا، وحاميا للاسلام، ووصيا علي المسلمين.. فإنهم اتخذوا من بعده «محمد بن عبدالوهاب» -الذي ولد في نجد، بالجزيرة العربية، في أوائل القرن الحادي عشر الهجري، ومات بعد واحد وتسعين عاما اماما جديدا لهم، واعتبروه «الولي الفقيه» الذي لا رادلقراره، ولا اعتراض علي فتاواه!. و»محمد عبدالوهاب»، كان اكثر تزمتا وتحجرا من «ابن تيمية»، وكان أتباعه يدفعون له خمس ما يملكون من مال كل عام، باعتباره وصيا علي المسلمين وراعيا لفقرائهم.. وكان يفرض الاتاوات علي التجار، وشيوخ القبائل، مقابل عدم اصدار فتاوي بتكفيرهم، واتهامهم بأنهم أعداء للاسلام فتستباح دماؤهم، وممتلكاتهم، وأعراضهم.. وهو الذي أمر بتأسيس «جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» التي صال أعضاؤها وجالوا في الجزيرة العربية حتي وقت قريب..!! والسلفيون المصريون الذين كانوا يتلقون التبرعات بملايين الدولارات والجنيهات من «أهل الخير» في مصر والوطن العربي، بزعم أنهم يساعدون الفقراء، ويأوون الأيتام في ملاجئ، ويعلمونهم القراءة والكتابة، والحرف اليدوية، ويحفظونهم القرآن الكريم، خرجوا فجأة الي الساحة السياسية، بعد ان قام تنظيم الإخوان بسرقة ثورة الخامس والعشرين من يناير.. وتمكنوا من الوصول الي مقاعد مجلس الشعب، بنفاق وخديعة الإخوان، الذين كانوا يتلهفون علي مساعدة أي طرف لهم حتي يتمكنوا من الاستيلاء علي السلطة.. وعندما أحسوا بأفول نجم الإخوان، وثورة الشعب المصري عليهم بدأوا «يتملصون» ويمسكون العصا من منتصفها.. ولما تأكدوا من أن الإخوان أصبحوا في خبر كان، ولن تقوم لهم قائمة اتهموهم بالفشل، والصلف، والغرور.. وهرولوا الي السفارة الأمريكية، يقبلون الأعتاب، ويعرضون أنفسهم كوريث وبديل للإخوان.. وبالفعل حصلوا علي الأموال اللازمة.. (وللحديث بقية).